رمال جوني -

محمد بركات مهدّداً بـ"الدم": لن نترك البلاد لهم

23 كانون الأول 2021

02 : 00

عمته سكنة

قبل شهرين، وتحديداً، في التاسع عشر من تشرين الاول وصل الى الزميل مدير تحرير موقع "أساس ميديا" الإلكتروني الاعلامي محمد بركات تهديد غير مباشر، عبر عمّته سكنة بركات في بلدته رب الثلاثين الحدودية. تهديد يحمل في طياته تساؤلات جمّة، من هدد بركات؟ وما الخلفيات الكامنة وراء التهديد؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وهل هو تهديد سياسي ام امني ام كلا الامرين معاً؟

المؤكد ان التهديد بات حكماً واقعاً، في زمن يغلب عليه الاقطاع السياسي، الذي تفرخ من الاقطاع الاسعدي السابق، وهو الاقطاع نفسه الذي واجهه جد الزميل بركات قديماً وقاومه، ويواصل بركات المسيرة.

بركات يرفض توجيه الاتهام المباشر لاحد، في رسالة التهديد "الدموية" التي تلقتها عمّته سكنة منتصف ليل 19 ت1 من شخصين ترجّلا من سيارتهما ووجها الرسالة الى العمة التي تقيم في منزل جدّه المتوفي محمد جواد بركات، ومفادها: "قولي لمحمد أن يتوقّى، المرحلة فيها دم، وهناك ناس لا نستطيع أن نردّهم". اذ طلب أحدهما أن توصل له هذه الرسالة، وهو يشير إلى منزل سكنة ومنزل أهل محمد الملاصق له، حيث كانت والدته ووالده في تلك الليلة: "نعرف أنّ هذا البيت وذاك البيت فيهما محمد بركات.

اعلان بركات لرسالة التهديد جاء في هذا التوقيت بعدما تأخرت الأجهزة الأمنية والقضائية عن القيام بواجباتها. لافتاً الى أنه "بعد مرور شهرين، لم يتصل أحد ولم يقم أيّ جهاز بدوره في هذا الشأن لان الاجهزة "تلاحق الجائعين، هذا سرق جرّة غاز، وذاك سرق موتوراً كهربائياً ثمنه 20 دولاراً، أما من يهدّدون الآخرين بالقتل من أجل الرأي، فلا تجرؤ الأجهزة على ملاحقتهم".

بركات الذي يعتبر ان رسالة التهديد ما هي الا اعتداء على الفكر، وتهديد واضح بالدم، يؤكد لـ"نداء الوطن" ان من هدّده يتلطّى خلف الناس لابعاد الشبهة عنه، على قاعدة أن من سيعتدي عليَ "الناس" و"الناس" هم "الأهالي"، على ما درجت التسمية السياسية في الجنوب التي يُراد منها تجهيل "الجهة السياسية" التي تقف خلف الاعتداء، والادّعاء أنّها "هبّة شعبية" غير مقصودة وغير مخطّط لها. حصل هذا مراراً بعد الاعتداء على دوريات "اليونيفيل" أو على بعض الشيعة المعارضين لـ"الثنائي الشيعي".

وذكّر بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها جدّه في العام 1974وكان مختار القرية، وقتها عقد مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة، وإلى جانبه النقيب رياض طه، وعلى حد قول بركات فإنه "اتهم أزلام كامل الأسعد والإقطاع السياسي"، في حين حاول البعض يومها اتهام الجيش الإسرائيلي، مذكراً بما قاله جده: "الملثمون هم من أهل الضيع ويتلثمون كي لا نعرفهم، أما اليهود فلا حاجة لهم ليتلثّموا".

بركات الذي يعتبر ان ما حصل معه مشابه لما حصل مع جده وإن اختلفت الافكار والعقليات والاساليب، يؤكد "أنه عقل الإقطاع نفسه، الذي لا يتحمّل التنوّع". ويروي أنّ خلاف جدّه مع الإقطاع الأسعدي كان حول "المقاومة". وكان البيت مفتوحاً للمقاومين، وكان والد محمد، محمود بركات، أحد المسؤولين، سياسياً وعسكرياً، في المقاومة، قبل نشوء "حزب الله" وحركة "أمل".

ينصح الزميل بركات الذين هدّدوه بألا يتعبوا أنفسهم: "هذا البيت واجه الإقطاع الأسعدي ودفع دماً، وواجه إسرائيل ودفع دماً، وهدمته إسرائيل، واليوم يواجه الإقطاع الجديد، وسيظلّ الأبناء والأحفاد يحملون شعلة التنوّع في الجنوب، مهما كانت التضحيات".

كما يضع بركات الأمر في عهدة "الدول التي تدّعي دعم القضاء والأمن في لبنان، وهي تريد من اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال السياسي، فيما لم يصدر عنها أي استنكار أو أي بيان أو حتّى اتصال تضامني".

برأي بركات "المرحلة المقبلة حسّاسة وقد تشهد دماءً على الأرض، خصوصاً عشية الانتخابات التي تخشى منها بعض الأحزاب الكبيرة، وقد ترغب في ترهيب البيئات المقفلة، حيث تخشى مفاجآتٍ انتخابية، حتى ولو لم تصل إلى حدود الفوز والخرق: هناك جهات لا تحتمل في هذه المرحلة حتّى رأياً مختلفاً... والتوتر قد يتحوّل دماء".

يرفض بركات الانصياع لاي تهديد، يمارس حياته كالمعتاد، ملتفاً على رسائل التهديد التي تحثه على عدم زيارة بلدته، مؤكداً انه لن يستسلم على الاطلاق ولن يترك البلد.

رسائل التهديد باتت مثابة اخبار امني من نوع آخر، فهل تتحرك الاجهزة الامنية لمعرفة من هدّد بركات؟ ام سيطوى الملف كما سابقاته و"يا دار ما دخل شر"؟!