جاد حداد

حذارِ من فقدان توازنك

29 كانون الأول 2021

02 : 00

قد يختلّ توازنك ويزيد احتمال تعرّضك لحوادث السقوط بسبب الأدوية والمشاكل الصحية ومخاطر متفرقة في البيئة المحيطة بك... يتراجع توازن الجسم مع التقدم في السن، فيصبح الناس أكثر عرضة للمخاطر. تعكس هذه المشكلة خليطاً من الاضطرابات التي تُمهّد لحوادث السقوط المسؤولة عن كسور الورك وإصابات الرأس وإعاقات أخرى. لكن يمكننا جميعاً أن نحارب هذه المشكلة ونعالج الأسباب الكامنة وراء اختلال التوازن. يقول الدكتور ستيفن روش، المدير الطبي في "مركز التوازن والجهاز الدهليزي" في مستوصف "ماساتشوستس" للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "كل ما نفعله للحفاظ على الصحة واليقظة والرشاقة والقدرة على التحرك كفيل بإبطاء تراجع التوازن".

ما معنى التوازن؟

يتحكم جهاز خارق بتوازنك ويشمل الجسم كله. يوضح روش: "تُخبرك العين بمكان وجودك، وتقرأ أعضاء التوازن في الأذن حركات رأسك، وترسل الأعصاب المعلومات المتعلقة بوضعية الجسم، ويعالج الدماغ هذه الإشارات الآتية من العين والأذن والأعصاب ثم يطلق رسائل إلى الأعصاب الحسية والعضلات والمفاصل لمساعدتك في الحفاظ على توازنك. نتيجةً لذلك، يمكنك أن تمشي وتحافظ على نظرة ثابتة أثناء التحرك أو تسترجع توازنك بعد التعثر. لكن يتراجع أداء هذه الأجزاء المختلفة من نظام التوازن في الجسم مع التقدم في السن، فلا يبقى النظر والسمع بالمستوى نفسه، وقد تختلّ الرسائل التي تصل إلى الأعصاب، وتنكمش العضلات وتزداد ضعفاً، وتُستنزَف المفاصل، ولا يعود الدماغ سريعاً بالقدر نفسه لإحداث التعديلات اللازمة للحفاظ على التوازن".

مخاطر صحية

تتعدد المشاكل الصحية التي تنعكس سلباً على توازن الجسم:

مشاكل النظر: قد تؤدي أمراض العين إلى تراجع القدرة على نقل المعلومات المرتبطة بمكان وجودك إلى الدماغ. تصبح ثلاث حالات أكثر شيوعاً مع التقدم في السن: داء الساد (cataracts) أو تشوّش عدسة العين، والزرق (glaucoma) المسؤول عن فقدان الرؤية الجانبية، والتنكس البقعي (macular degeneration) الذي يقضي على الرؤية المركزية.

مشاكل في الأذن الداخلية: قد تؤدي اضطرابات معينة إلى اختلال أعضاء التوازن وإطلاق نوبات من الدوار. تنجم المشكلة عن ثلاث حالات شائعة: دوار الوضعة الانتيابي الحميد المرتبط ببلورات الأذن الفضفاضة، والتهاب الأذن الداخلية، ومرض منيير حيث يؤدي تراكم السوائل إلى زيادة الضغط والأضرار.

الاعتلال العصبي: غالباً ما ينجم هذا النوع من التضرر العصبي عن مرض السكري أو انضغاط الأعصاب في العمود الفقري، وقد يُسبب أعراضاً مثل الوخز والخدر والألم في الأطراف ويحدّ من قدرة الدماغ على الشعور بالساقين والقدمين.

مشاكل القدم: كل ما يؤثر على مَشْيتك يُهدد توازنك، سواء تعلقت المشكلة بكعب القدم أو بحالة القدم المسطحة التي تكون مؤلمة.

هبوط ضغط الدم الانتصابي: في هذه الحالة، ينخفض ضغط الدم أكثر من اللزوم أثناء الوقوف، ما قد يجعلك تشعر بالدوار وتسقط أرضاً. تصبح هذه المشكلة أكثر شيوعاً مع التقدم في السن وقد تكون أثراً جانبياً للأدوية.

الضعف الإدراكي الخفيف: هذا التغيّر البسيط لكن الملحوظ في الذاكرة ومهارات التفكير قد يُمهد أحياناً لنشوء الخرف.

قد تؤثر هذه الحالة على مستوى الانتباه وسرعة ردود الأفعال والقدرة على تحديد مكان وجودنا.

مخاطر مرتبطة بالأدويةفي ما يلي مجموعة أدوية قد تُسبّب الدوار وتشوش العقل وتجعلك تخسر توازنك:

• بعض أنواع مضادات الاكتئاب.

• الأدوية التي تعالج القلق، مثل البنزوديازيبين.

• مضادات الهيستامين.

• أدوية ضغط الدم، مثل مثبطات الأنجيوتنسين المُحوّل للإنزيم وحاصرات البيتا.

• أدوية السكري مثل الأنسولين، وغليبيزيد (غلوكوترول)، وغليبوريد (ديابيتا، غليناز).

• الأدوية التي تعالج عدم انتظام ضربات القلب.

• مسكنات الألم التي تتطلب وصفة طبية، مثل المواد الأفيونية.

• الأدوية المنوّمة، مثل المهدئات والمنومات.

تمرين لتحسين توازن الجسم

قف بشكلٍ مستقيم وألصق قدمَيك ببعضهما البعض وضع ذراعَيك على جنبك. احْنِ ركبتك اليمنى، وارفع هذه القدم قليلاً عن الأرض وحافظ على توازنك استناداً إلى ساقك اليسرى. حافظ على هذه الوضعية ثم عد إلى نقطة البداية. حاول أن تطبّق التمرين نفسه بساقك اليسرى. كرر التمرينَين معاً عشر مرات.


مخاطر في البيئة المحيطة


قد تُهدد المخاطر الموجودة في محيطك توازنك وتجعلك تتعثر وتسقط أرضاً. حــــذار من العوامل التالية:

• المخاطر الخارجية مثل الممرات الجليدية، والأرصفة غير المستوية، والشوارع أو مواقف السيارات غير المُضاءة، والمسارات التي تعيقها الشجيرات أو جذور الأشجار الكبيرة.

• المخاطر الداخلية مثل الأغراض المبعثرة على الأرض، والأروقة والسلالم غير المُضاءة بما يكفي، والمفروشات التي تعيق طريقك، والأسلاك المتناثرة، والسجاد الفضفاض، والدرابزين غير الثابت، وأرضية الحمّام الزلقة، ودَرَجات السلالم المكسورة، وأرضيات البلاط.

• الحيوانات الأليفة التي تقبع تحت القدمين، مثل القطط والكلاب الصغيرة.

• الأحذية غير المناسبة التي تمنعك من تحسّس الأرض بالشكل المناسب، كتلك التي تكون فضفاضة أو اسفنجية.


خـــطـــوات مـــفـــيـــدة


تتعدد الخطوات التي تساعدك على تحسين توازنك وتخفيض خطر تعرّضك للسقوط:

• ابدأ بتحسين البيئة المحيطة بك في المنزل: تخلّص من مصادر الخطر وأضف معدات مضادة للانزلاق. ركّب مثلاً قضباناً للتمسك بها بالقرب من حوض الاستحمام والمرحاض، وضع أقمشة غير زلقة في الأماكن التي تصبح رطبة، وركّب أضواءً ليلية كي لا تصطدم بالأغراض في الظلمــة والدرابزيـــن لتحمّل وزن جسمك.

• اطلب من طبيبك أن يقيّم وضعك لتحديد أي مشاكل صحية أو أدوية قادرة على زيادة خطر تعرضك للسقوط. يجب أن تعرف أيضاً إذا كان العلاج الفيزيائي مفيداً لك أو إذا كان جهاز المشي المساعِد قادراً على تحسين توازنك.

• اختر حذاءً داعماً مع أربطة كــــي يلتصق بقدمك.

• أخيراً، يمكنك أن تُحسّن مهارات التوازن لديك عبر تحدّي توازنك بكل أمان. قف على قدم واحدة أثناء تنظيف أسنانك في الصباح، ثم قف على القدم الأخرى أثناء تنظيفها في المساء. تمسّك بالمغسلة للحفاظ على توازنك. استعمل السلالم بدل المصعد ومارس نشاطات جسدية متنوعة مثل المشي، وركوب الدراجة الهوائية، والتاي تشي أو اليوغا أو الرقص.

كذلك، اختبر توازنك بشكلٍ متكرر لأن التوازن السليم يجب أن يخضع للاختبار دوماً كي لا تخسره نهائياً.


MISS 3