جاد حداد

التهاب الرتوج (Diverticulose)... بين مسموح وممنوع

30 كانون الأول 2021

02 : 00

منذ سنوات، كان الأطباء يوصون المصابين بالتهاب الرتوج بتجنب المكسرات والبذور. يترافق هذا المرض مع ظهور جيوب صغيرة (الرتوج) في بطانة القولون. قيل في السابق إن جزيئات الطعام الصغيرة قد تَعْلَق في تلك الجيوب وتُسبب التهاباً. لكننا نعرف اليوم أن هذه النصيحة خاطئة. يقول الدكتور لورانس س. فريدمان، اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي، وأستاذ في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد"، ورئيس قسم الطب في مستشفى "نيوتون ويلسلي": "لا داعي للقلق من تناول المكسرات أو البذور أو الفشار. لا تثبت الأدلة المتاحة أن خطر الإصابة بالتهاب الرتوج يرتفع عند استهلاك أكبر كميات من تلك الأغذية". ما هي أحدث المعلومات التي نعرفها اليوم حول سبل التكيّف مع التهاب الرتوج؟ في ما يلي مجموعة من الخطوات المفيدة والممنوعة...

لا تقلق من التهاب الرتوج

التهاب الرتوج مرض شائع، لا سيما مع التقدم في السن. هو يصيب بين 40 و60% من الناس بحلول عمر الستين، ويظهر في الجزء السفلي الأيسر من الأمعاء الغليظة (أو القولون السيني). يوضح فريدمان: "نظن أن زيادة الضغط في القولون تدفع الرتوج إلى النتوء من نقاط ضعيفة في جدار القولون. بشكل عام، لا يترافق التهاب الرتوج مع أعراض واضحة، ما يعني أن المريض قد لا يعرف بإصابته بهذا المرض إلا إذا خضع لتنظير القولون أو تصوير البطن".

أبلغ طبيبك بأي نزيف

في 5% من حالات التهاب الرتوج، يحصل نزيف في المستقيم عندما يتمزق وعاء دموي صغير في الرتج. تُعرَف هذه الحالة باسم النزيف الرتجي. لم تتّضح بعد أسباب المشكلة. ينجم النزيف أحياناً عن أدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (إنها فئة شائعة من مسكنات الألم التي تشمل الأسبرين) أو مسيلات الدم.

حتى لو كان النزيف خفيفاً وتوقف من تلقاء نفسه، اتصل بالطبيب لتقييم وضعك. لكن إذا كان النزيف قوياً وشعرتَ بالدوار أو فقدتَ الوعي، يجب أن تقصد قسم الطوارئ في المستشفى لأنك قد تخسر كمية كبيرة من الدم ويجب أن تعرف سبب النزيف وتتلقى العلاج المناسب.

لا تبالغ في الشدّ أثناء التغوطإذا كنت مصاباً بالتهاب الرتوج، قد يؤدي الضغط عليها بسبب الإمساك مثلاً إلى تمزق أحدها أو ثقبه أو التهابه. لا نعرف حتى الآن العوامل المسؤولة عن انثقاب الرتوج. قد يكون الإمساك سبباً محتملاً. لكننا نعرف أن 4 إلى 15% ممن يحملون الرتوج يصابون بالتهاب في هذه المنطقة.

أبلغ طبيبك بأي ألم

تتعدد أعراض التهاب الرتوج، منها الألم والتشنجات في الجزء السفلي الأيسر من البطن، فضلاً عن الإسهال، والإمساك، والحمى، والغثيان، والتقيؤ. اتصل بالطبيب إذا لم يختفِ الألم أو أصبح قوياً. في الحالات الخفيفة التي تخلو من الحمى، قد لا تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.

لكن إذا أصبح التهاب الرتوج حاداً، يجب أن تدخل إلى المستشفى، وتتلقى علاجاً بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد، وتتبنى حمية سائلة لبضعة أيام. يكون التهاب الرتوج حاداً في ثلث الحالات.

حافظ على أسلوب حياة صحي

يكون أسلوب الحياة الصحي مفيداً للأمعاء. إذا كنت تدخّن، حاول أن تقلع عن التدخين وتحافظ على وزن صحي. يرتبط التدخين والبدانة بمضاعفات عدة على مستوى الرتوج.

كذلك، يبرز رابط بين النشاط الجسدي (مثل الهرولة، أو دورات السباحة، أو لعب التنس أو كرة السلة) وتراجع خطر التهاب الرتوج والنزيف الرتجي. يقال أيضاً إن أي تمرين جسدي يُشغّل القلب والرئتين (مثل المشي السريع) يقوي مجموعة متنوعة من الجراثيم المفيدة في الأمعاء، ما ينعكس إيجاباً على الشيخوخة الصحية ومدة الحياة.

لا تنسَ أهمية الحمية الصحية: ترتبط الحميات الغربية النموذجية التي تكون قليلة الألياف وغنية بالدهون المشبعة (بما في ذلك اللحوم الحمراء) بزيادة خطر الإصابة بالتهاب الرتوج.

هل تستفيد من تغيير حميتك دوماً؟ تطرح الدراسات نتائج مختلطة في هذا المجال. لكن تبقى الحمية الغنية بالألياف مهمة لأنها تفيد صحة القلب، وتُخفف الالتهاب المزمن، وتُجدّد انتظام الأمعاء، ما يسمح بالحفاظ على صحة الأمعاء وتخفيف الضغط عن الرتوج.

أخيراً، احرص على الإكثار من شرب الماء وحاول أن تتناول بين 25 و30 غراماً من الألياف الغذائية يومياً عبر استهلاك الفاصوليا، والحبوب الكاملة، والخضار، والفاكهة، والمكسرات، والبذور.

في النهاية، يستنتج فريدمان: "كانت المكسرات والبذور متّهمة سابقاً بالتسبب بالتهاب الرتوج لكنها غنية بالألياف وترتبط بعدد من الجوانب الصحية الإيجابية. يمكنك أن تتناول إذاً قبضة من المكسرات والبذور يومياً وستشكرك أمعاؤك على ذلك حتماً".


MISS 3