السودان: المتظاهرون يُواجهون رصاص العسكر

02 : 00

متظاهرون يحملون صور ضحايا القمع الدموي خلال مسيرة في الخرطوم أمس (أ ف ب)

قُتِلَ 4 متظاهرين بالرصاص في أم درمان قرب الخرطوم أمس، حيث تظاهر عشرات آلاف السودانيين مجدّداً ضدّ الحكم العسكري رغم الإغلاق الأمني لمناطق عدّة في العاصمة. وأوضحت لجنة الأطباء المركزية أن "المطاردات (للمتظاهرين) تتواصل داخل الأحياء مع إطلاق الرصاص الحي والإنتهاك السافر لحرمات المنازل". كما وجّهت وزارة الصحة السودانية (في الحكومة التي أقالها الجيش ضمن قرارات الإنقلاب) نداء إلى "الأطباء والكوادر الطبّية بالتوجه إلى مستشفى الأربعين في أم درمان لاسعاف المصابين جرّاء العنف المفرط واستخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين".

وأُطلقت الغازات المسيّلة للدموع على المتظاهرين على بُعد بضع مئات الأمتار من القصر الرئاسي، مقرّ قائد الجيش الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان، الذي انقلب على شركائه المدنيين في السلطة قبل أكثر من شهرَيْن. وقام متظاهرون بإجلاء الجرحى، فيما كانت صفوفهم تتقدّم وتتراجع مع كلّ رشقة من الغازات. وأفاد شهود بأنّ تظاهرات مماثلة انطلقت في مدن سودانية أخرى، خصوصاً في كسلا وبورسودان (شرق) وكذلك في مدني (جنوب).

وفضلاً عن التصدّي العنيف للمتظاهرين، هاجمت السلطات السودانية مكتب قناتَيْ "العربية" و"الحدث" في الخرطوم، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، مؤكدةً أن "الأمن السوداني اقتحم مكتب "العربية" و"الحدث" في الخرطوم، واعتدوا على أفراد الطاقم وأطلقوا الغاز المسيّل للدموع داخل المكتب". وأشارت القناة إلى أن "عدداً من أفراد طاقمَيْ "العربية" و"الحدث" نُقِلوا إلى المستشفى".

كما أعلنت قناة "الشرق" السعودية أن "السلطات السودانية منعت مراسلة "الشرق" في الخرطوم سالي عثمان من استكمال التغطية"، أثناء ظهورها في بث مباشر من العاصمة السودانية. وعبّر المدير العام للقناة نبيل الخطيب على "تويتر" عن "القلق الكبير على الأمن الشخصي لطاقمنا في الخرطوم" المكوّن من: مها عبد الله التلب وسالي عثمان إبراهيم، إذ لا يزال 5 من ضباط الأمن بزي نظامي يُلازمون الزميلتَيْن ومن معهما من طواقم في مكتب الشرق منذ ساعات".

ومع كلّ دعوة جديدة للتظاهر تحت شعار "الثورة مستمرّة"، تستحدث السلطات السودانية تقنيات جديدة في محاولة لاخماد الاحتجاجات التي يبدو حتّى الآن أن لا شيء يردعها. فبالإضافة إلى قطع الإنترنت الذي اعتادت عليه السلطات، قُطِعَت الاتصالات الهاتفية المحلّية والتي ترد من الخارج أيضاً، ما يُشكّل ضربة قوية للناشطين الذين يسعون للحصول على دعم دولي لقضيّتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال السودانيين في المهجر.

وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى الخرطوم منذ مساء الأربعاء، ووضعت حاويات على الجسور التي تربط العاصمة السودانية بضواحيها. كما عمدت قوات الأمن (الشرطة والجيش والقوات شبه العسكرية من قوات الدعم السريع) للمرّة الأولى إلى نصب كاميرات على المحاور الرئيسية في الخرطوم لرصد تجمّعات المتظاهرين. لكن كلّ ذلك لم يمنع عشرات آلاف المتظاهرين من النزول إلى الشارع مجدّداً أمس، هاتفين "لا لحكم العسكر" و"العسكر إلى الثكنات".