مايز عبيد

مبادرة tripoline لتأمين النقل في طرابلس بتكاليف أقلّ

4 كانون الثاني 2022

02 : 01

أول رحلة عبر حافلات tripoline

بعدما صارت مشكلة النقليات من أكثر المشاكل التي تعاني منها طرابلس وأهلها، كان لا بد من مبادرة أو مجموعة مبادرات ومشاريع من أبناء المدينة لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين الطرابلسيين، في وقت تغيب فيه الدولة عن القيام بأي مبادرة.

مشروع Tripoline هو خطة نقل مشترك في مدينة طرابلس بمبادرة من أبناء المدينة، ويهدف إلى تأمين النقل داخلها، في وقت زادت فيه تكاليف النقل لا سيما عبر سيارات الأجرة وبات الذهاب من طرابلس إلى الكورة يكلف حوالى 60 ألف ليرة. أما التنقل عبر باص Tripoline فلا يكلّف إلا 7 آلاف ليرة، وهو سعر رمزي قياساً مع أسعار هذه الأيام.

إنطلقت الرحلة الأولى صباح أمس، بخط واحد بين طرابلس وقرى الكورة القريبة من المدينة وتعد من ضواحيها. وتحدث عضو اللجنة التوجيهية لمبادرةTripoline، والناطق الرسمي باسمها المهندس وائل زمرلي عن أهميتها وانطلاقتها، فقال: "نحن مجموعة من الطرابلسيين (من مهندسين، أطباء، محامين، رجال أعمال...)، اجتمعنا ورحنا نفكر منذ مدة ما الذي يجب أن نفعله لأجل المدينة التي تمر بأوضاع صعبة على جميع الصعد. أكثر من فكرة ومبادرة كانت قيد الدرس بين أيدينا، استقرّ الرأي في النهاية على مشروع tripoline وهو مشروع مهم وضخم وتنفيذه ليس بالأمر السهل. تشمل المبادرة تأمين حافلات ذات جودة عالية وتليق بأهالي المدينة، حيث أننا نرى أن العمل لأجل طرابلس يجب ألا يقتصر فقط على الحصة الغذائية أو ما شابه، لأن المدينة بحاجة إلى أفكار ومشاريع مستدامة في هذه الفترة".

وأشار زمرلي إلى أن الحافلات انطلقت في البداية بخط واحد "من ساحة النور إلى البحصاص، فالهيكلية والجامعة اللبنانية في رأسمسقا، ثم إلى مستشفى الهيكلية - ضهر العين وصولاً إلى مستشفى الكورة. هذا الباص يأخذ الخط الرئيسي ولا يدخل في الطرقات الفرعية، ولكنه حاجة لمن يبحث عن الأسعار الرخيصة في هذه الفترة. طبعاً لا نريد أن نلغي عمل سيارات الأجرة ولكنها محاولة للتخفيف عن الناس قدر المستطاع".

وبحسب زمرلي فإن مبادرة Tripoline من المفترض أن تشمل في المستقبل خطوطاً أخرى جديدة، كأن تسير الحافلات من قلب المدينة ووسطها إلى أبي سمراء والقبة والعيرونية والبداوي وصولاً حتى دير عمار، ولكن كل ذلك يبقى رهناً بالإمكانات المادية لأعضاء اللجنة وإمكانية تطور هذه المبادرة وتوسعها لتشمل أشخاصاً آخرين يدخلون بالمساهمة في هذه الخطوة.

ولاقت المبادرة استحسان العديد من أبناء طرابلس والفئات التي ستستفيد منها، لا سيما طلاب المدارس والجامعات وأهالي طرابلس الذين يسكنون في نطاق الكورة، وسكان الكورة الذين يعملون في طرابلس، وكل من سمع بالمبادرة بشكل عام. فطرابلس بحاجة إلى مبادرات من هذا النوع وفي كل المجالات حتى تصمد وتستمر.