آلاف السودانيين يتظاهرون مجدّداً... والبرهان: لضرورة استمرار الحوار

02 : 00

من المسيرات التي خرجت في شوارع الخرطوم أمس (أ ف ب)

على الرغم من انتشار قوات الأمن بكثافة في الخرطوم والمدن المجاورة، نزل آلاف السودانيين إلى الشوارع مرّة أخرى الثلثاء احتجاجاً على انقلاب رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي شدّد أمام القائم بأعمال السفارة الأميركية براين شوكان بالأمس على ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الإنتقالية.

وبعد يومَيْن من استقالة رئيس الوزراء المدني عبدالله حمدوك، هتف المتظاهرون في الخرطوم "لا لحكم العسكر"، ودعوا إلى إسقاط المجلس السيادي الذي يترأسه البرهان. وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين عندما تجمّعوا بالقرب من قصر الرئاسة في وسط الخرطوم حتّى أبعدتهم عن محيطه.

وأفاد شهود عيان بأنّه تمّ إغلاق الشوارع المؤدية إلى مقر قيادة الجيش في وسط العاصمة، وسط تواجد كثيف لشرطة مكافحة الشغب والقوات شبه العسكرية وأفراد الجيش، في حين تجمّع المئات من المتظاهرين كذلك في ضاحية أم درمان بعد انتشار دعوات إلى التظاهر والتوجه في مسيرة إلى القصر الرئاسي في وسط الخرطوم "حتى يتحقق النصر".

كذلك، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين في حي بحري شمال العاصمة، وهم يُحاولون الوصول إلى الجسر الذي يربط الحي بالخرطوم. كما أطلقت الغاز المسيّل للدموع في منطقة بري شرق الخرطوم. ولم تقتصر الإحتجاجات على العاصمة بل امتدّت خارجها. ففي مدينة بورتسودان، أكبر المدن شرق البلاد، على البحر الأحمر، أطلقت قوات الأمن الغازات المسيّلة للدموع على المحتجين.

وفي مدينة مدني، عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم، خرج آلاف المتظاهرين وهم يحملون أعلام السودان ويهتفون: "مدنية خيار الشعب، ولا لحكم العسكر".

وفي الأثناء، ذكر مجلس السيادة في بيان أن البرهان التقى القائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان براين شوكان، وأكد له أن "أبواب الحوار ستظلّ مفتوحة مع كلّ القوى السياسية وشباب الثورة". وأوضح أن ذلك "من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الإنتقالية، والسير في طريق التحوّل الديموقراطي وصولاً إلى انتخابات حرّة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تُلبّي تطلّعات الشعب السوداني".

وجدّد قائد الجيش حرص السودان على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، بما يُحافظ على الإنجازات التي حصلت خلال الفترة الماضية والبناء عليها في المستقبل لخدمة المصالح المشتركة للبلدَيْن، فيما دعا شوكان إلى ضرورة استمرار السودان في مسار التحوّل الديموقراطي، والإسراع في تشكيل الحكومة واستكمال بقية هياكل السلطة الإنتقالية.

كما التقى البرهان ممثل الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس لبحث "الأوضاع الراهنة في البلاد"، واتفقا على ضرورة "الإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد"، وفق بيان لمجلس السيادة، في وقت عبّر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه "لعدم التوصّل إلى تفاهم سياسي يُتيح التقدّم إلى الأمام رغم خطورة الوضع في السودان"، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.

من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أنه يحترم قرار حمدوك بالإستقالة، داعياً إلى "العمل على وجه السرعة" من أجل "الحفاظ على المكتسبات الهامة التي تحقّقت خلال العامَيْن الماضيَيْن".


MISS 3