هجوم نصرالله على الملك السعودي يستنفر الداخل

عون يتنصّل أيضاً ويطالب بحرص متبادل والحريري: التاريخ لن يرحم حزباً باع عروبته

02 : 00

عون والموقف الرمادي

إستدعى هجوم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على السعودية والاتهامات التي ساقها ضد ملكها سلمان بن عبد العزيز بتصدير الارهاب، ردوداً رئاسية ووزارية ونيابية واقتصادية ومالية وشعبية.



عون

فبعد ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس الاول، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس عن "تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجدداً في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين، لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية". ولفت الى ان "هذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لانه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء".


الحريري يغرد دفاعاً عن المملكة



الحريري

بدوره، شن الرئيس سعد الحريري هجوماً لاذعاً على نصرالله، وتوجه اليه في تغريدة قائلاً: "إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين. السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان. أعلم انك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة".

سليمان

الرئيس ميشال سليمان قال في بيان: "في حين يدعو رئيس الجمهورية إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني ثم يؤيده رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء بالدعوة عينها، وفي حين يتفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على رفض المس بالعلاقة مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية التي اعلنت بالامس استعدادها للحوار مع ايران، يهاجم الامين العام لـ"حزب الله" المملكة ويتهمها بالارهاب والتفجيرات".

وسأل: "هل هذا الموقف هو بالنيابة عن ايران أم ضدها، أو توخياً لمصلحة اللبنانيين وتماهياً مع سياسة الدولة، أم هو لمعاكستها ولتخريب علاقاتها، أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟". واعتبر أن "غالبية الشعب اللبناني ترفض هذا الموقف وترى فيه ضرراً كبيراً يقع على لبنان وتدميراً للعلاقة مع السعودية التي أحبت لبنان من دون غاية".

السنيورة

واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان كلام نصرالله بحق السعودية "في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر". وقال: "لقد انتظر اللبنانيون أن يخصص السيد حسن نصرالله المناسبة الثانية لرحيل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس مساحة للحديث عن الحالة اللبنانية المتردية وعن اشتباك حليفيه اشتباكاً لم يعد من مجال لرأبه، وأن يكون الكلام السياسي العام من قبله من أجل إعادة المياه إلى مجاريها وإلى حيث يجب ان تكون بين لبنان وبين الدول العربية. إلا أن اللبنانيين فوجئوا بأن الخطاب كان خطاباً إيرانياً بكل معنى الكلمة، وأنه كان كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضاً مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة".

أضاف: "إن لبنان في هذه الظروف وفي هذه الحالة التي وصل إليها، بكونه قد أشرف على الاختناق في أتون المشكلات والمصائب التي تتوالى عليه، وفي خضم هذه الضائقة الخطيرة التي أصبح عليها لبنان واللبنانيون، والتي يُسأل "حزب الله" عن مسؤوليته عن قسم كبير مما وصل إليه لبنان الآن بسبب اختطافه للدولة اللبنانية وتورطه في الصراع الدائر في المنطقة العربية. إذ إن أي لبناني يفكر بمصلحة بلاده ومواطنيه لا يتصرف كما تصرف السيد نصرالله في هذه الظروف الصعبة، وهو بالتالي معرض لأن يدان اشد الادانة من الرأي العام والشعب اللبناني قاطبة على هذا التصرف".

وتابع: "إن السيد نصرالله بكلامه الجائر والمفتري عن المملكة العربية السعودية انما يمعن في خنق لبنان واقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وهو في هذا الفعل المتقصد انما يقدم فاتورة لوليه الايراني المتغول للسيطرة على المنطقة وارهاب الدول العربية وارباكها، ولكن كل ذلك، ويا للأسف، على حساب لبنان واللبنانيين الذي يتسبب لهما بالمزيد من الأوجاع والآلام".

معوض

وتوجّه رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل ميشال معوض، إلى ميقاتي قائلاً: "دولة الرئيس ومع احترامي، هل هذه البيانات الخشبية كفيلة بإخراج لبنان من عزلته وحماية مصالح اللبنانيين في لبنان والخارج؟ المشكلة هي قبولك ترؤس حكومة مؤلفة بأكثريتها من "حزب الله" وحلفائه الممانعين، والتي تشكل غطاء لسياساته، ما يحمل الدولة المسؤولية عن أفعال الدويلة".

مخزومي

وأكد النائب فؤاد مخزومي أن "من يأخذ اللبنانيين رهائن هم أنتم يا "حزب الله". إفتراءاتكم على المملكة العربية السعودية أصبحت أسطوانة قديمة وما عادت تنطلي على أحد". وأضاف: "مفاخرتكم بالمال والسلاح الإيراني هي العمالة بعينها، واستعمال سلاحكم ضد شعبكم والدول العربية هو الإرهاب بذاته".



الحجار

وقال النائب محمد الحجار: "واضح أن "الحزب" لا يكتفي برهن لبنان وإعتقال إرادة بنيه خدمة لمشروع إيران الإقليمي، بل هو يصر على نحر البلد بدون أي إعتبار لمصلحة مئات ألوف اللبنانيين في دول الخليج العربي، التي لم نر منها سوى الخير لنا.. وعلى قاعدة "فدا الولي الخامنئي".. خافوا الله بهالبلد شو عملتو فيه ووين آخدينه؟"...

أبو فاعور

قال عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور في تصريح: "لم تعد الاساءة الى المملكة العربية السعودية وقيادتها والى علاقات لبنان العربية مجرد موقف عرضي على ضفاف موقف اقليمي عام، بل من الواضح انها سياسة معتمدة بهدف تدمير هذه العلاقات وايقاع لبنان في الشرك الايراني الذي ينصب له، والنظر اليه كساحة من ساحات الاقليم وليس كوطن، لا بل تقديمه كساحة تفتدي الساحات الاخرى لمصلحة ايران من سوريا الى العراق الى اليمن". أضاف: "مواقف "حزب الله" وسياساته الاقليمية باتت عبئاً على لبنان لا يحتمل، ولا تستقيم مواطنة في ظل اخذ الوطن رهينة من قبل طرف فيه لأمور لا تمت لانتماء لبنان بصلة ولا مصلحة له فيها ولا قدرة له عليها". وختم: "من الواضح ان الاستراتيجية الدفاعية الموعودة لم تعد محصورة بالتراب اللبناني بل بات المنطق يقتضي ان تشمل سياسات "حزب الله" في الاقليم".

المشنوق

علق النائب نهاد المشنوق على كلام نصرالله بما يلي: "أزداد يقيناً أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" لا يعيش في لبنان، لأنّه لو كان بيننا لكانت حرقته على اللبنانيين وأوضاعهم تساوي على الأقلّ حرقته على قاسم سليماني. لكن يبدو أنّه ليس على بيّنة من حال الانهيار التي يعيشها الناس، أو أنّها مسألة خارج أولوياته العظمى". ومن ليس على بيّنة، مصرٌّ على هدم آخر حبال الوصل بين لبنان والعالم العربي من خلال هجوم مركّز على المملكة العربية السعودية وقيادتها، في توقيت مشبوه، يشهد على مستوى المنطقة بداياتِ حواراتٍ بين المختلفين والمتحاربين.

ككثير من الأمورالتي تختلط عليه هذه الأيام، اختلط عليه وغاب عن باله أنّ داعش هدّدت المملكة قبل غيرها، واعتدت على المملكة قبل غيرها، في حين كنتم تؤمّنون لداعش خدمات سياحية بين سوريا والعراق، بباصات أنيقة ومكيّفة. كما أنّ الرجل الثاني في القاعدة قُتِلَ في طهران وليس في الرياض. وحكومة نوري المالكي العراقية، حليفة إيران، سعت لمحاكمة نظام الأسد دولياً بسبب التفجيرات التي اتّهمته بتنفيذها في العراق، وليس النظام السعودي من كان مُتّهماً. ختاماً، أعجب ممن يختطف بلاداً بكاملها ويعتقل الدستور ومؤسساته بالتعطيل ويحتجز شعباً بقوّة السلاح والايديولوجيا الإيرانية، أن يصف المقيمين في السعودية بأنّهم رهائن. اللبنانيون في ديارهم في الخليج، معزّزين وأحراراً، يعيشون في كنف القانون والنظام العام لهذه الدول وآخر ما يحتاجونه أن يدافع نصرالله عنهم.



عريمط

قال رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لوكالة الأنباء المركزية، إن "في الوقت الذي يئن لبنان ويستغيث شعباً وحكماً وحكومة من الأزمات السياسية والإجتماعية والإقتصادية الخانقة والمتلاحقة، التي تسببت بها هيمنة "حزب الله" ومشروعه الايراني على مفاصل الدولة ومؤسساتها منذ سنوات، يستمر الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في شن حروبه الايرانية سراً من خلال خلاياه المستترة، وعلناً من خلال وسائل إعلامه على الاشقاء العرب وخاصة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بهدف إبعاد لبنان وشعبه عن عمقه العربي، تحقيقاً لاهداف ايران في بسط نفوذها السياسي والعسكري والاجتماعي والمذهبي على لبنان والمنطقة العربية بحجة المقاومة وتحرير فلسطين". وأضاف القاضي عريمط: "من حق المواطن اللبناني المقيم والمهاجر ان يطرح السؤال التالي: اين المصلحة اللبنانية في حروب "حزب الله" في سوريا والعراق واليمن؟... وهل هو حزب لبناني ملتزم بقوانين الدولة اللبنانية وسياسة حكومتها، ام انه تابع لايران ولمرشد ثورتها الخمينية؟".

وختم عريمط مشدداً على استحالة أن يكون "حزب الله" "شريكاً في الحكم والحكومة، وفي نفس الوقت فصيلاً من فصائل الحرس الثوري الإيراني له دويلته ومشروعه وسلاحه وأمنه. فقد آن الأوان لإنهاء حالة الازدواجية في الولاء...

مجلس التنفيذيين اللبنانيين: كفوا عنا شرّكم

وأصدر مجلس التنفيذيين اللبنانيين بياناً قال فيه:..."فات امين عام حزب إيران في لبنان بانه لم يحصل بأن هددت السعودية أو اي من دول الخليج العربي الجاليات اللبنانية بالترحيل، بل على العكس كلما اشتدت الازمة كانت تسارع الى طمأنة هذه الجاليات بانها مرحب بها وهي جزء من النسيج العربي المقيم فيها... ما اوصلنا الى هذا الدرك المفجع إلا تلطي المفسدين بعباءة حزب إيران في لبنان... كفى عبثاً بأمن ومصالح البلاد والعباد،

عودوا الى لبنانيتكم. كفوا عنا شرّكم".