باريس متفائلة في شأن "محادثات فيينا" النووية

02 : 00

إيران استعرضت "عضلاتها الصاروخية" في وسط طهران أمس (أ ف ب)

رأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس أن "محادثات فيينا" حول ملف إيران النووي تتقدّم على "مسار إيجابي إلى حدّ ما"، لكنّه ذكّر بأهمّية اختتامها سريعاً.

وأوضح لودريان في حديث لقناة "بي أف أم - تي في" وإذاعة "مونتي كارلو" أنّه "أُحرز بعض التقدّم في الأيام الأخيرة"، مضيفاً: "نسلك مساراً إيجابيّاً إلى حدّ ما، لكن الوقت يُداهمنا". وتابع: "إذا لم نتوصّل إلى إتفاق بسرعة، فلن يبقى ما نتفاوض عليه"، في إشارة إلى تقدّم إيران الكبير في مجال تخصيب اليورانيوم الذي يُقرّبها من حيازة سلاح نووي. وأردف: "أنا مقتنع بأنّه بإمكاننا التوصّل إلى إتفاق. أبقى متفائلاً قليلاً مع الكثير من الإرادة".

وأعلنت إيران في نيسان الماضي بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، متخطيّةً سقف 3.67 في المئة الذي يُحدّده الإتفاق الدولي. واقتربت بذلك من نسبة 90 في المئة التي تحتاجها لصنع قنبلة نووية، ما أثار مخاوف المجتمع الدولي.

وفي طهران، عرضت الجمهورية الإسلامية 3 صواريخ باليستية في ساحة للصلاة بالهواء الطلق في وسط العاصمة. وأشار "الحرس الثوري" الإيراني إلى أن الصواريخ المعروفة باسم "دزفول" و"قيام" و"ذو الفقار"، والتي يصل مداها الرسمي إلى 1000 كلم (620 ميلاً) هي طرازات معروفة بالفعل.

وذكر تقرير للتلفزيون الرسمي الإيراني أن الصواريخ المعروضة هي من نفس الأنواع المستخدمة لضرب القواعد الأميركية في العراق، إذ جاء العرض في الذكرى الثانية لهجمات الصواريخ الباليستية على القواعد التي تحتضن قوات أميركية في العراق، ردّاً على تصفية مهندس التوسّع الخارجي الإيراني اللواء قاسم سليماني.

وأسقط الجيش الإيراني حينها "عن طريق الخطأ" طائرة الخطوط الجوّية الدولية الأوكرانية "بي أس 752" بصاروخَيْ أرض - جو بعد الهجمات، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً.

وبعد أيام من الإنكار، اعتذر "الحرس الثوري" علناً، وألقى باللوم على مشغّل الدفاع الجوّي الذي أشارت السلطات إلى أنه أخطأ في تقديره بأنّ الطائرة من طراز "بوينغ 737-800" هي صاروخ "كروز" أميركي.

وفي هذا الصدد، كشفت إيران أنها دفعت تعويضات لبعض عائلات ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية عشية الذكرى السنوية الثانية للحادث المأسوي. وأوضحت وزارة الخارجية أن "اللجنة التي شكّلتها وزارة الطرق قامت بدفع (تعويضات) إلى عدد من العائلات، بما يتوافق مع القواعد النافذة"، فيما قال نائب رئيس منظمة الطيران المدني آرش خدائي: "حصلت عائلات عدّة على المبلغ (150 ألف دولار)"، مشيراً إلى أن المسار القضائي لدفع التعويضات لعائلات أخرى قد بدأ.

كما شدّد خدائي على أن دفع تعويض لا يحرم العائلات حقها بالمقاضاة أمام القضاء. ويأتي الإعلان عن دفع تعويضات بعد إصدار محكمة كندية الإثنين حكماً بدفع أكثر من 80 مليون دولار إلى عائلات 6 أشخاص قُتِلوا في إسقاط الطائرة.

ولم تتّضح الطريقة التي سيتمّ من خلالها تحصيل المبلغ من إيران، إلّا أن محامي العائلات لوّحوا بإمكان اللجوء إلى تجميد أصول إيرانية في كندا والعالم. وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد أعلنت في تشرين الثاني 2021، انطلاق محاكمة 10 عسكريين من رتب مختلفة في قضية إسقاط الطائرة.