في الوقت الذي تُواجه فيه الولايات المتحدة موجة وبائية غير مسبوقة على الإطلاق، طمأن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي بنى حملته الإنتخابية قبل أكثر من عام على الوعد بالتغلّب على الجائحة، أمس، من أنّ "كوفيد كما نعرفه اليوم لن يدوم، بشكله الحالي على الأقلّ". لكنّه أقرّ أمام الصحافيين في البيت الأبيض بأنّ "وجود "كوفيد" في بيئتنا وكوكبنا، هذا سيستمرّ ربّما"، بينما تُواجه إدارة بايدن انتقادات كثيرة للنقص في اختبارات الكشف عن "كورونا".
وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، نشرت السلطات البريطانية قوات عسكرية لمساعدة المستشفيات في لندن على التعامل مع الارتفاع الحاد بأعداد المصابين، وسط إصابة عدد كبير من العاملين الصحيين بالمتحوّرة "أوميكرون"، فيما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده ستتشدّد أكثر على صعيد السماح بدخول المطاعم والمقاهي في ظلّ طفرة الإصابات، لكنّها ستُقصّر فترة الحجر الصحي بهدف تجنيب ألمانيا شللاً محتملاً.
وبعد اجتماع مع المسؤولين عن مناطق البلاد الـ16، قال شولتز: "لا يُمكنني استبعاد احتمال أن نشهد ارتفاعاً ملحوظاً بالإصابات في المستقبل القريب"، بسبب التفشي السريع لـ"أوميكرون"، مؤكّداً أن الإجراءات المُقرّرة "صارمة لكنّها عملية". وسيتوجّب على زبائن المطاعم والمقاهي والحانات أن يُقدّموا، اعتباراً من 15 كانون الثاني، نتيجة سلبية لاختبار "كوفيد" أُجري في اليوم نفسه، بالإضافة إلى شهادة اللقاح أو شهادة التعافي من الإصابة. ومن تلقوا الجرعة المعزّزة مُستثنون من تقديم نتيجة سلبية لاختبار "كوفيد".
كذلك، لن يضطرّ أي مُخالط لمصاب إلى التزام الحجر إذا كان قد تلقى الجرعات الثلاث من اللقاح أو أُصيب بـ"كوفيد" من قبل. أمّا الباقون، بمَن فيهم المُصابون، فقد يُتاح لهم تقليص فترة الحجر الصحي إلى 7 أيّام بدلاً من 14 يوماً، إذا تمكّنوا من إبراز نتيجة سلبية لاختبار "كوفيد".
وفي فرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه "يتحمّل بشكل كامل" مسؤولية تصريحاته المثيرة للجدل التي قال فيها الثلثاء إنّه مصّمم على "تنغيص حياة غير الملقحين". وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في قصر الإليزيه: "قد يتأثر (البعض) بتعابير تبدو لغة عامية وأتحمّل (مسؤوليّتها) بشكل كامل".
وأضاف: "أنا مستاء من الوضع الذي نحن فيه، الإنقسام الحقيقي في البلاد هو هنا، عندما يجعل البعض من حرّيته، التي تُصبح عدم مسؤولية، شعاراً". وتابع: "لا يُعرّضون حياة الآخرين للخطر فحسب، إنما يُقيّدون حرّية الآخرين، وهذا الأمر لا يُمكن أن أقبل به". وختم بالقول: "كان من مسؤوليّتي أن أدقّ ناقوس الخطر قليلاً، وهذا ما فعلته هذا الأسبوع، كي تتقدّم الأمور بشكل أسرع".
ودعمت فون دير لايين موقف ماكرون، فاعتبرت أن "شهادة التلقيح هي أداة لحماية الملقّحين"، مشيرةً إلى أن "هذا النقاش حول المسؤولية والحرّية مهمّ جدّاً في مجتمعنا خلال فترة الوباء".
وفي أميركا اللاتينية، كشفت ليما أن الجائحة يتّمت حوالى 100 ألف طفل في البيرو، إحدى أكثر دول العالم تضرّراً من الفيروس التاجي لجهة أعداد الوفيات بالنسبة إلى عدد السكّان.