روسيا تؤكد عدم نيّتها مهاجمة أوكرانيا

واشنطن وموسكو تبحثان فرض "قيود متبادلة"

02 : 00

ريابكوف وشيرمان خلال لقائهما في مقرّ البعثة الأميركيّة في جنيف أمس (أ ف ب)

بعد أكثر من 7 ساعات من المحادثات في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان أنها ناقشت مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة من شأنها أن تكون في "مصلحتنا الأمنية وتحسين الإستقرار الإستراتيجي"، تتعلّق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنّها جدّدت في الوقت عينه تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا، مشيرةً إلى أن روسيا لم تُقدّم ضمانات أنها ستسحب قواتها التي حشدتها على امتداد حدودها مع أوكرانيا.

ورفضت الديبلوماسية الأميركية كشف كافة تفاصيل ما تم تداوله، لكنّها أوضحت أن الولايات المتحدة قدّمت مقترحات في شأن الصواريخ، وهي "منفتحة على مناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معيّنة في أوروبا"، على غرار معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى التي انسحبت منها واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأضافت في تصريح صحافي عبر الهاتف: "نحن منفتحون أيضاً على مناقشة السُبل التي يُمكننا عبرها وضع قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية وتحسين الشفافية حول تلك التدريبات - أشدّد، على أساس متبادل"، مؤكدةً أنها استبعدت دعوة روسية للحصول على ضمانات أن أوكرانيا لن تنضمّ إلى "حلف شمال الأطلسي".

كما جدّدت دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تُقدّر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الأوكرانية، محذّرةً من أنه إذا شنّت روسيا هجوماً "ستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته (موسكو) العام 2014"، عندما ضمّت شبه جزيرة القرم ودعمت تمرّداً انفصاليّاً في شرق أوكرانيا.

وبينما شدّد الطرفان على رغبتهما في مواصلة النقاش بهدف وقف التصعيد، لكنّهما كرّرا تحذيراتهما المتبادلة، أكد المفاوض الروسي أن بلاده ليس لديها خطط ولا نية لمهاجمة أوكرانيا، لافتاً إلى أن نشر عشرات آلاف العسكريين على الحدود هو ردّ فعل على الحضور المتزايد لخصومها الغربيين في المنطقة.

وفي ما يتعلّق بمطلب روسيا الأساسي بالحصول على ضمانات أمنية من خلال عدم توسيع عضوية "حلف شمال الأطلسي" في شرق أوروبا وتقليص الوجود العسكري الغربي في محيط روسيا، بدا المفاوض الروسي أكثر إيجابية مِمَّا كان عليه في اليوم السابق، وقال ريابكوف: "لدينا انطباع بأنّ الجانب الأميركي أخذ المقترحات الروسية بجدّية كبيرة".

وأردف: "لا أعتقد أن الوضع ميؤوس منه"، لكنّه حذّر من أن مخاطر المواجهة المتزايدة "لا يُمكن الإقلال من أهمّيتها". كما شدّد على أنه "يجب اتخاذ بادرة حقيقية تجاه روسيا"، مؤكداً أن أوكرانيا "لا يجب البتة" أن تنضمّ إلى "الأطلسي". واعتبر أنه يجب تقديم تنازلات سريعة وألّا تستغرق عملية التفاوض "شهوراً وسنوات".

وتُمثّل محادثات الإثنين في جنيف بداية أسبوع من اللقاءات الديبلوماسية المكثفة، فمِن المقرّر عقد اجتماع بين "حلف شمال الأطلسي" وروسيا في بروكسل غداً قبل اجتماع الخميس في فيينا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تُعدّ منصّة حوار بين الشرق والغرب موروثة من حقبة "الحرب الباردة".

وعلى جبهات شرق أوكرانيا، لم يكن لدى الجنود الأوكرانيين آمال كبيرة في شأن قدرة الغربيين على دفع موسكو إلى التراجع عن أطماعها الجيوسياسية، في وقت قُتِلَ فيه جنديان أوكرانيان من جراء انفجار "شحنة ناسفة مجهولة" في شرق البلاد أمس.

وفي وقت سابق، حذّر الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية أولغا ستيفانيشينا، روسيا، من كلفة اقتصادية وسياسية عالية ستتكبّدها في حال شنّت هجوماً جديداً على أوكرانيا، مؤكداً دعم الحلف لحق أوكرانيا "في الدفاع عن نفسها". كما شدّد المسؤولان على ضرورة الحوار مع موسكو لتجنّب استخدام وسائل عسكرية.


MISS 3