أول شباط موعد نهائي لـ"محادثات فيينا"؟

إسرائيل تفكّك "شبكة تجسّس إيرانية" نسائية

02 : 00

"محادثات فيينا" باتت أمام مفترق طرق (أ ف ب)

فيما تتفاوض القوى الكبرى مع طهران في فيينا لمحاولة إحياء الإتفاق النووي، فكّكت إسرائيل "شبكة تجسّس" تعمل لصالح إيران تُجنّد نساء إسرائيليّات، هنَّ يهوديات ينحدرنَ من أصول فارسية، على شبكات التواصل الاجتماعي، لتكليفهنَّ لاحقاً بمهام مختلفة مثل الحصول على وثائق للجيش أو تصوير السفارة الأميركية.

وكشف جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" في بيان أن العديد من النساء الإسرائيليات، اللاتي لا تزال هوياتهنَ سرّية، تمّ تجنيدهنَّ عبر "فيسبوك" من قبل عميل إيراني تظاهر بأنه يهودي يعيش في إيران ويُدعى "رامبود نامدار".

وجاء في البيان: "إستمرّ الإتصال مع المشتبهات بناءً على طلب "رامبود" من خلال تطبيق "واتسآب"، فيما امتنع "رامبود" خلال الإتصالات المصوّرة عن كشف وجهه، بادعاء أن الكاميرا التي بحوزته لا تعمل".

وأضاف البيان: "بالرغم من أنهنَّ اشتبهنَ بأنه من الإستخبارات الإيرانية، إلّا أن قسماً منهنَّ واصلنَ الإتصال معه، ووافقنَ على تنفيذ مهمات كُلّفنَ بها وحصلنَ على أموال منه".

ويُمنع نشر أسماء المتورّطات بقرار من المحكمة، بناءً على طلب محامي الدفاع عن المتّهمات. واحدى المشتبهات الرئيسيات في القضية، إمراة ذات الأربعين عاماً من مدينة حولون قرب تل أبيب، كانت على اتصال به منذ سنوات. وقامت بمهام مختلفة منها إلتقاط صورة للسفارة الأميركية في تل أبيب.

وطلب "رامبود" من المشتبهة الأولى أن توجّه ابنها الذي أوشك على التجنّد في الجيش الإسرائيلي للخدمة في شعبة الإستخبارات العسكرية بهدف الحصول من خلاله لاحقاً على وثائق حسّاسة. والمشتبهة الثانية إمرأة (57 عاماً) من مدينة بيت شيمش بالقرب من القدس، تلقت أيضاً طلباً لحضّ ابنها على الإنضمام إلى الإستخبارات العسكرية وحصلت على مبلغ 5 آلاف دولار من "رامبود" لعدّة مهام على مدى 4 سنوات.

ومن ضمن المهام التي نفّذتها المشتبهة الثانية "نقل توثيق عسكري لابنها وتصوير فيديو من مراسم تجنيد ابنها للجيش، وإنشاء ناد لليهود من أصول إيرانية في بيت شيمش ونقل تفاصيل حول الإسرائيليين الناشطين في النادي وصور ومقاطع فيديو من نشاط ولقاءات أعضاء النادي".

وبينها أيضاً التقاط صور لصندوق الإقتراع خلال انتخابات "الكنيست" الماضية، كما حاولت تصوير السفارة الأميركية في القدس، لكن محاولتها باءت بالفشل. كذلك، نسبت لوائح الإتهام إلى بعضهنَّ مراقبة مسؤولين كبار في منظومة الأمن والدفاع الإسرائيلية، والتقرّب من إحدى النائبات في "الكنيست".

وبينما تمّ توجيه التهم إلى 4 نساء من قبل محكمة القدس في هذه القضية، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قائلاً إنّ "دولة إسرائيل تخوض معركة متواصلة ضدّ إيران. الأمور في غاية الوضوح كوننا نُشاهد الجهود والمساعي المستمرّة التي يقوم بها "الحرس الثوري" الإيراني بهدف تجنيد مواطنين إسرائيليين".

وأضاف بينيت: "لا تقتصر هذه المساعي على المجال الأمني والإستخباراتي فحسب، وإنّما هي تتّسع لتشمل مساعي للتأثير على مواطني إسرائيل وعلى المجتمع الإسرائيلي بهدف زرع الإستقطاب والخلافات وزعزعة الإستقرار السياسي في إسرائيل، والمسّ بثقة الجمهور في السلطة الحاكمة". ودعا الإسرائيليين إلى "التزام اليقظة" على شبكات التواصل الإجتماعي.

وفي تشرين الثاني الماضي، اتهمت النيابة العامة الإسرائيلية رجلاً يعمل في منزل وزير الدفاع بيني غانتس بالتجسّس لحساب مجموعة القراصنة "بلاك شادو" التي قُدّمت على أنها مرتبطة بإيران، فيما تعرّضت الشهر الماضي مواقع إسرائيلية عدّة لهجمات إلكترونية ألقى الخبراء باللوم فيها على طهران.

نوويّاً، كشف ديبلوماسي غربي لوكالة "رويترز" أن أوّل شباط سيكون موعداً نهائيّاً واقعيّاً لـ"محادثات فيينا" النووية، لكنّه شكّك بجدّية طهران في التوصّل إلى إتفاق، في حين قال مسؤول إيراني لـ"رويترز": "نحتاج أسبوعَيْن للتحقق من رفع العقوبات قبل التراجع عن الخطوات النووية"، فيما أوضح مسؤول أميركي أن الرئيس جو بايدن لا يستطيع ضمان عدم الإنسحاب مستقبلاً من أي إتفاق مع إيران.

وفي المقابل، كشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جلال زاده أن دول مجموعة 4+1 اقترحت اتفاقاً موَقتاً خلال "محادثات فيينا" يُمهد للتوصّل إلى إتفاق دائم حول البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أن طهران لم تُمانع إلّا أنها لم تُوافق أيضاً بعد.

وفي غضون ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الثلثاء أمام أعضاء الجمعية العامة أن 8 دول بينها إيران والسودان وفنزويلا، فقدت حقها في التصويت في الأمم المتحدة بسبب الديون الكبيرة المستحقة للمنظمة.