إختلافات جوهرية بين "الأطلسي" وروسيا

02 : 00

على هامش الإجتماع في مقر "حلف شمال الأطلسي" في بروكسل أمس (أ ف ب)

كما كان متوقعاً، كشف "حلف شمال الأطلسي" وروسيا أمس عن اختلافات صارخة بينهما في شأن الأمن في أوروبا، مع مطالبة الحلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من الحدود الأوكرانية والإنضمام إلى محادثات للحدّ من خطر نشوب صراع مفتوح.

وشدّد سفراء غربيون بعد لقائهم مبعوثين بارزين من الكرملين في مقر "حلف شمال الأطلسي" في بروكسل على أن موسكو لن يكون لها فيتو على انضمام أوكرانيا أو أي دولة أخرى إلى الحلف، محذّرين من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا قامت بغزوها.

وواجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبّيون عقبة خلال المحادثات مع موسكو سعياً لتجنّب نزاع جديد في أوكرانيا، بينما اعتبرت روسيا أن المحادثات الأمنية كانت "عميقة" و"صريحة"، لكن ما زال هناك الكثير من "الخلافات الجوهرية" بين الجانبَيْن.

وفي ختام اجتماع استمرّ قرابة 4 ساعات مع مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو ونائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: "ثمّة اختلافات رئيسية بين الحلفاء وروسيا حول هذه المسائل"، معتبراً أنه سيكون من المستحيل لأعضاء الحلف البالغ عددهم 30 الموافقة على المطالب الجوهرية لموسكو المتعلّقة بنظام أمن جديد في أوروبا.

كما شدّد خصوصاً على أنه لن يكون لروسيا حق تعطيل انضمام أوكرانيا المحتمل للحلف في نهاية المطاف. لكنّ ستولتنبرغ رأى "مؤشّراً إيجابيّاً" في تمكّن الطرفَيْن من الجلوس معاً وفي إحياء منصّة مجلس ناتو - روسيا، وفي أن أعضاء الحلف دعوا روسيا للموافقة على سلسلة من المباحثات لمناقشة مسألة مراقبة التسلّح و"العديد من المسائل لمنع نزاع مسلّح جديد".

وبعد الاجتماع، قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان: "خلال اجتماع مجلس ناتو - روسيا اليوم (أمس)، أعدت تأكيد المبادئ الرئيسية للنظام الدولي وللأمن الأوروبي: لكلّ دولة الحق السيادي في اختيار مسارها"، مضيفةً: "على روسيا في المقام الأوّل أن تُقرّر ما إذا كانت مخاوفها أمنية، وفي هذه الحال عليها أن تُشارك، أو ما إذا كان هذا كلّه ذريعة".

وفي المقابل، أوضح غروشكو أن المحادثات كشفت "عدداً كبيراً من الخلافات في شأن مسائل جوهرية". واعتبر أن واشنطن و"حلف شمال الأطلسي" ليس لديهما "أجندة إيجابية، لا شيء على الإطلاق"، محذّراً من أن استمرار تدهور الوضع قد يؤدّي إلى "العواقب الأكثر خطورة على الأمن الأوروبي والتي لا يُمكن توقعها".

وبعدما سحبت روسيا بعثتها الديبلوماسية من الحلف العام الماضي، بعد طرد 8 من موظّفيها على خلفية اتهامات بالتجسّس، لفت غروشكو إلى أن روسيا قد تُعيد فتح البعثة إذا غيّر الحلف مساره، وقال: "لا أستبعد عودة تواجدنا الديبلوماسي هنا".

من جهتها، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن العلاقات بين روسيا و"الأطلسي" هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة، متّهمةً الحلف بتجاهل مبادراتها لتخفيف التوتر "ما يُثير بوادر لنشوب نزاعات".

وقُبيل المحادثات، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "استمرار سياسة الباب المفتوح التي يتبعها ناتو والتقدّم الإضافي للحلف نحو حدودنا، هو بالتحديد ما يُهدّدنا من وجهة نظرنا... وهذا بالضبط ما نطلب عدم استمراره من خلال تقديم ضمانات ملزمة قانوناً".

توازياً، حذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريحات على مدوّنته من أن روسيا تُريد "إعادة تشكيل الكتلة الجيوسياسية السوفياتية في أوروبا ومحاولة الفصل بين الولايات المتحدة وأوروبا. ومن الواضح أن هذه الأهداف غير مقبولة".


MISS 3