مؤسّسة مي شدياق تكرّم "عمالقة الإعلام والفكر"

شدياق: باتَ حقّ إبداء الآراء النقدية جرماً في قاموسنا اللبناني!

00 : 11

نظمت مؤسسة مي شدياق النسخة الثامنة من حفلة تكريم الصحافيّين السنوية في قاعة Seaside Arena "تكريماً لعمالقة الصحافة والإعلام والفكر في المنطقة والعالم".

وجمعت الحفلة حشداً من الشخصيات السياسية والاعلامية والاقتصادية والفنية والاجتماعية، بحضور رسمي بارز تقدّمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثّلًا بوزير الإعلام جمال الجرّاح، رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، نائب رئيس مجلس الوزراء غسّان حاصباني. الى جانب رؤساء الحكومة السابقين وعقيلاتهم وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، والسفراء، والاعلاميين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية وجمع من الاصدقاء.

وألقت شدياق كلمة شكرت فيها "كل من ساهم ولا يزال يساهم في دعم المؤسسة ونشاطاتها التي تضم تنظيم برامج تدريب وعقد مؤتمرات في الفكر والتواصل وإبراز دور المرأة بالاضافة الى منح جوائز في الاعلام وتكريم الصحافيين الملتزمين والمبدعين".


وتوقّفت عند واقع الصحافة والاعلام محلياً وعالمياً، مشددةً على "تمسّك اللبنانين بحقّهم بحريّة التعبير والاعلام"، وقالت: "مرّ عام على لقائنا الأخير في هذه المحطة السنوية التي تُكرّر مؤسسةُ مي شدياق من خلالها دعمها وتمسّكها بقيم الحريّة والديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان"، مضيفةً أننا "نشهدُ اليوم تدهوراً ملحوظاً لحرية التعبير حول العالم، كما وتتصاعدُ التهديدات التي تضعُ حياة الصحافيين على المحك بشكلٍ مخيف. كما تُطالعنا يوميّاً أخبار حول تعرّضِ الصحافيين لشتّى طرقِ القمع من اعتقال وسجن وتنكيل وصولاً إلى القتل. وغالباً ما يفرُّ الجناةُ من وجه العدالة أو لا تلاحقُهم العدالة أصلاً فالمولجون حماية القوانين وتنفيذها قد يكون بعضهم الأكثر ارتياباً من عمل الإعلاميين".

كما تطرّقت شدياق إلى وضع الحريّات في لبنان، قائلةً: "لم أتوقّع أن أجد نفسي اليوم مضطرّة للمطالبة بحرية الصحافة والإعلام وبحق المواطن اللبناني بحرية التعبير المطلقة. تطالعنا يومياً حالات استدعاء لناشطين ومواطنين ارتكبوا جنحة التعبير عن آرائهم. نعم جنحة التعبير! فقد باتَ حق ابداء الآراء النقدية والبسيطة والساخرة جرماً في قاموسنا اللبناني. مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية التابع لوحدة الشرطة القضائية تتنامى سلطته بشكل خطر".

وأضافت: "أحتار بأي صفة أتوجه إليكم اليوم. صحيح أنني لا زلت رئيسة مؤسسة مي شدياق والمعهد الإعلامي التابع لها، ولكنّني أيضاً اكتسبت لقباً جديداً: وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية. من خلال هذه المهمّة أعمل على الجمع بين تقديري لمن ينشط ضمن المجتمع المدني ومسؤولية من يتعاطى الشأنَ العام".

وختمت: "حريّة الصحافة هي امتدادٌ للحريّات السياسيّة والثقافيّة. عندما يُمنع الصحافي من القيام بمهامه بشكلٍ سليم وعندما تسقط مبادئ الحرية تسقط معهما فرصة بناء مجتمع مثالي يطيب العيش فيه!"

قدّم الحفلة الاعلامي وسام بريدي والممثلة اللبنانيّة دانييلا رحمة وتخللتها مجموعة من التقارير المصوّرة عن أبرز نشاطات مؤسسة مي شدياق MCF Foundation والمركز الاعلامي التابع لها MCF Media Institute وALAC Academy، Academy of Leadership and Applied Communication.

منحت خلال السهرة جوائز تكريمية لإعلاميين عرب وعالميين تميزوا في مجالاتهم وتغطياتهم الإعلامية:

– جائزة "أنطوان شويري عن كامل المسيرة المهنية، MCF Antoine Choueiri Special Tribute for Lifetime Achievement Award"، حاز عليها الصحافي العالمي ديفيد إغناطيوس، المحرر والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الذي لمع اسمه في الوسط السياسي والإعلامي لا سيما في ما يتعلق بقضايا وكالة الاستخبارات الأميركية الـCIA وقضايا الشرق الأوسط. سلّمه الجائزة نائب رئيس مجلس الوزراء غسّان حاصباني والسيدة مينا أنطوان شويري نحّاس.

– جائزة "التميّز في الصناعة الاعلامية Excellence in the Media Industry" ذهبت الى جورج لوكلير مؤسس ورئيس Leclere Global Media Advisors-LGMA، ونائب رئيس NATAS EMMY Academy Foundation على مسيرته المميزة في مجال الصناعة الإعلامية. سلّمه الجائزة وزير الإتصالات محمد شقير والإعلامية السّابقة مهى الشّاعر.

– جائزة "الأداء الاعلامي الاستثنائي Outstanding Media Performance" وهدف الجائزة تكريم الإعلاميين المتميّزين في قطاع المرئي والمسموع. نالت هذه الجائزة الاعلامية المتميّزة زينة يازجي، صاحبة الإطلالة المميزة التي أسرت قلوب المشاهدين وشكلت علامة فارقة في المشهد التلفزيوني العربي الإخباري. سلّمها الجائزة وزير الإعلام جمال الجرّاح ورئيس مجلس إدارة EPSOS، إدوار مونان.


– جائزة "الالتزام الصحافي" Engaged Journalist لتكريم الصحافيين الذين إلتزموا بالقضايا الانسانية منحت للمصوّر الصحفي بول كونروي الذي قام بتغطية أشرس حروب المنطقة إلى جانب زميلته الصحافية الرّاحلة ماري كولفن. قدّمت لهما الجائزة وزيرة الداخلية ريّا الحسن والسفير الإنكليزي في لبنان كريس رامبلينغ.

– جائزة "الشجاعة الاستثنائية"Courage in journalism لتكريم الصحافيين الذين برهنوا عن شجاعة كبيرة، مقتحمين كل الأخطار ومذللين كل العوائق لنقل الحدث وإيصال الخبر. حظيت بالجائزة الصحافية والرسّامة الشّابة زهرة دوغان التي تمّ اعتقالها من قبل السلطات التركية بتهمة الدعاية للتنظيمات الإرهابية وسجنت لأكثر من عامين. سلّمها الجائزة كلّ من وزيرة شؤون تمكين الشباب والمرأة فيوليت الصفدي.

أحيت حفلة تسليم الجوائز الفنانة كارول سماحة، كما تخللتها محطات غنائيّة ولوحات راقصة مع فرقة Mayyas، وختمت السهرة بلوحة فنية مع الفنانة إنغريد ناقور.