مايز عبيد

بعدما اجتاحت النفايات شوارع طرابلس: حلّ جزئي ينهي إضراب عمال «لافاجيت»

15 كانون الثاني 2022

02 : 00

النفايات تكتسح شوارع طرابلس والفيحاء

مرت أيام على تكدّس النفايات في شوارع مدينة طرابلس؛ في مشهد قديم جديد يتكرر كلما قرر عمال شركة «لافاجيت» المتعهدة لأعمال جمع النفايات في المدينة أن يُضربوا عن العمل لعدم قبضهم مستحقاتهم، وكلما تأخرت وزارة المالية بدفع مستحقات الشركة، التي بدورها توعز إلى عمالها بالإضراب والتوقف عن العمل، وما عليهم إلا التنفيذ لأن توقف الشركة عن العمل في طرابلس يعني أنهم أصبحوا وعائلاتهم في الشارع. على طول الشوارع وعرضها وفي الأزقّة والأحياء، مستوعبات طافت بأكياس النفايات وعلى أطراف الطرقات والأرصفة، في منظر يومي شاهده أبناء المدينة على مضض، وهو مشهد يؤكد أن الدولة في انهيار تام وطرابلس تعيش هذا الإنهيار بكل تفاصيله. إضراب عمال شركة «لافاجيت» كما يؤكدون كان مردّه «إلى التأخّر في قبض رواتبهم بسبب عدم استحصال الشركة على مستحقاتها من وزارة المالية، الجهة التي تدفع المستحقات للشركة المتعهدة بأعمال التنظيف وجمع النفايات في عاصمة الشمال ومدن اتحاد بلديات الفيحاء».


أكثر من 600 عائلة من عوائل طرابلس وضواحيها، «مصيرهم في مهب الريح، ويعيشون الخوف على المستقبل، كلما تأزمت الأمور بين شركة لافاجيت ووزارة المالية.. كانوا خائفين هذه المرة من إمكانية صرفهم من العمل، وهم في أسوأ أحوالهم»، في حال قررت شركة «لافاجيت» التوقف عن العمل في نطاق طرابلس، سيما وأن العقد لم يتم تجديده معها بعد. مصدر في إدارة «لافاجيت» أشار لـ»نداء الوطن»، إلى أن «للشركة في ذمة وزارة المالية مستحقات عمرها أشهر، وهناك عدة مراسلات بيننا وبين الوزارة بخصوصها، ولطالما راجعنا المعنيين في الدولة وفي الوزارة لكننا لم نحصل إلا على وعود متجددة بالدفع من دون جدوى».

رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق دخل أمس على خط المساعي لحل الأزمة، وأجرى اتصالات بكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي، ومع إدارة الشركة، حتى نجحت المساعي مساء أمس؛ حيث تبلّغ يمق من العميد سعيد الرز مدير «لافاجيت» بأن الأمور تتجه نحو الحلحلة، وبأن العمال سيعلّقون إضرابهم وسيبدأون جمع النفايات المتكدسة في شوارع طرابلس ابتداءً من فجر اليوم الساعة الثالثة صباحاً». وقد أوعز يمق صباح أمس إلى الورش في البلدية أن تنظف الأوساخ من المسبّعات حتى لا تمتلئ فتحصل فيضانات بالأقنية.

وعلمت «نداء الوطن» بأن شركة «لافاجيت» «تلقت وعوداً بالحصول على جزء من المستحقات وليس كلها وعليه قررت العودة مع عمالها إلى العمل ورفع النفايات من شوارع المدينة ومدن الفيحاء».

رئيس بلدية طرابلس رياض يمق قال لـ»نداء الوطن»: «نحن مع عمال لافاجيت وندعم مطالبهم المشروعة ونتضامن معهم، والحمد لله أن الأمور حلت، وكنا نتمنى لو جرى تسليمهم كامل حقوقهم حتى نستطيع أن نفرض عليهم تحسين دفتر الشروط لأننا لسنا راضين عنه بشكل كامل». أضاف يمق: «أمام أزمة الدولار واندلاع الثورة، كنا نرى مستوعبات «لافاجيت» تستخدم يومياً لقطع الطرقات وتتعرض للضرر، وهذا كان يكلفهم الكثير. لم يقصّروا كشركة في فترات قطع الطرقات ورمي النفايات والأوساخ في الشارع، ولكن كان هناك 9 أشهر لم تقبض فيها (لافاجيت) مستحقاتها. أعطوا إنذاراً قبل شهر وزاروني ووضعوني في الصورة، وقالوا إنهم ليسوا ضد طرابلس ويدينون لها بالجميل، ولكنهم يريدون حقوقهم من الدولة أو الإستغناء عن خدماتهم». وتمنى يمق على وزارة المالية «إيجاد الحل النهائي لمستحقات «لافاجيت» لأنه لا يمكن أن يتم التعامل مع طرابلس بهذا الشكل ولا يمكن أن يبقى الناس أسرى لهذه المشكلة التي ما إن تختفي حتى تعود لتطل» برأسها من جديد. وهكذا تكون مشكلة النفايات في طرابلس والفيحاء قد حلّت إلى أجل معيّن، ولكنها ستعود للبروز بعد أشهر، لتجعل من مدينة طرابلس أسيرة للنفايات التي تجتاحها، ومن المواطن الطرابلسي أسيراً لمعاناة إضافية تضاف إلى سجلّ معاناته اليومية.


MISS 3