مُحتَجِز الرهائن طالب بإطلاق سراح «سيّدة القاعدة»

أميركا تفتح «تحقيقاً دوليّاً»في عمليّة كنيس «بيت إسرائيل»

02 : 00

الأجهزة الأمنيّة الأميركيّة فرضت طوقاً محكماً حول الكنيس (أ ف ب)

فَتَحَت السلطات الأميركية أمس «تحقيقاً دوليّاً» حول الرجل الذي احتَجَز السبت 4 أشخاص داخل كنيس «بيت إسرائيل» في مدينة كوليفيل في ولاية تكساس الأميركيّة، في وقت ندّد فيه الرئيس جو بايدن باحتجاز الرهائن، واصفاً ما حصل بأنّه «عمل إرهابي»، ومؤكداً أن العملية «كانت مرتبطة بشخص مسجون منذ 10 سنوات». كما وصفت لندن احتجاز الرهائن بـ»العمل الإرهابي المعادي للسامية».

وفي التفاصيل، حُرِّرَ ليل السبت - الأحد 4 أشخاص كانوا محتجزين داخل الكنيس، وخرجوا جميعهم سالمين، بعد عمليّة استمرّت لنحو 10 ساعات، في حين قُتِلَ منفّذ العمليّة الذي كان يُطالب بإطلاق سراح الباكستانيّة عافية صِدّيقي، المُدانة بتهمة الإرهاب، خلال اقتحام الشرطة للمكان.

وأعلن قائد شرطة كوليفيل مايكل ميلر أنّ «فريق تحرير الرهائن اقتحم الكنيس» و»المشتبه فيه مات»، فيما كان حاكم تكساس غريغ أبوت قد كشف أن «جميع الرهائن خرجوا أحياء وسالمين». وكانت الشرطة قد أجلت سكّان المنطقة المحيطة بالكنيس، طالبةً من الجميع تجنّب المنطقة.

من جهته، أوضح مات ديسارنو من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في دالاس أن الرهائن الأربعة وبينهم الحاخام تشارلي سيترون ووكر لم يحتاجوا إلى إسعافات طبية، مؤكداً أن محتجزهم «لم يتعرّض لهم بالأذى». وفتح «أف بي آي» تحقيقاً حول محتجِز الرهائن، كاشفاً أنّه يحمل الجنسية البريطانية ويُدعى مالك فيصل أكرم ويبلغ من العمر 44 عاماً.

وجاء في بيان للشرطة الفدرالية: «حتّى الآن، لا مؤشّر إلى ضلوع أي شخص آخر في العملية»، موضحةً أن المحققين يواصلون «تحليل الأدلّة في الكنيس» وأن «التحقيقات مستمرّة»، في حين قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس: «لدينا علم بوفاة رجل بريطاني في تكساس ونحن على تواصل مع السلطات المحلّية».

وأفاد صحافيّون كانوا موجودين في مكان الحادث بأنّهم سمعوا دوي انفجار قوي وأعيرة نارية في الكنيس قُبيل تصريح أبوت. وقبل ساعات، وبينما كانت تُجرى مفاوضات شاقة بين الشرطة ومنفّذ العمليّة، أُطلِق سراح أوّل رهينة. وكانت قناة «إيه بي سي نيوز» قد نقلت عن مصدر في موقع احتجاز الرهائن أن المشتبه فيه مسلّح وادّعى أنه زرع قنابل في مواقع مجهولة.

وحصلت عملية احتجاز الرهائن في كنيس «بيت إسرائيل» في مدينة كوليفيل البالغ عدد سكانها نحو 23 ألف نسمة، والتي تقع على بُعد حوالى 40 كيلومتراً من مدينة دالاس. وخلال بث صلاة السبت مباشرةً على «فيسبوك» قبل انقطاعها، يُمكن سماع صوت رجل مضطرب في بعض الأحيان يقول إنّ «هناك شيئاً ليس على ما يُرام في أميركا»، ويُضيف: «سأموت»، طالباً من محادثه مرّات عدّة الحديث إلى «اخته» عبر الهاتف.

وأشارت «إيه بي سي نيوز» إلى أنّ الرجل كان يُطالب بالإفراج عن عافية صِدّيقي، التي أطلقت عليها صحف أميركيّة لقب «سيّدة القاعدة». وصِدّيقي عالِمة باكستانيّة حَكَمَت عليها محكمة فدراليّة في نيويورك العام 2010 بالسجن 86 عاماً لمحاولتها إطلاق النار على جنود أميركيّين أثناء احتجازها في أفغانستان.

وصِدّيقي محتجزة الآن في قاعدة «فورث وورث» قرب دالاس. وسبق لجماعات جهادية أن طالبت بالإفراج عنها. وصرّحت محامية عافية صِدّيقي لمحطة «سي أن أن» بأن موكّلتها «غير ضالعة بتاتاً» في عملية احتجاز الرهائن، مؤكدةً أن الرجل ليس شقيق صِدّيقي. كما شدّدت على أن موكّلتها تُندّد بما حصل، فيما أوضح خبراء أنّ الكلمة التي استخدمها الرجل باللغة العربيّة مجازية، ولا تعني بالضرورة أنه شقيق صِدّيقي.

وفي ردود الفعل، تعهد الرئيس الأميركي «مواجهة معاداة السامية وبروز التطرّف في البلاد»، مشيداً بعمل القوى الأمنية، بينما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن «امتنانه وارتياحه» لإنتهاء العملية، مشدّداً على أن الحادث «يُذكّرنا بأنّ معاداة السامية لا تزال قائمة ويجب أن نستمرّ بمحاربتها على مستوى العالم».

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد: «هذا الحادث الرهيب مثال جديد على الخطر المتواصل لمعاداة السامية»، في حين قال مجلس العلاقات مع اليهود ومقرّه في سان فرانسيسكو: «ما من أحد ينبغي أن يشعر بخوف من التجمّع في أماكن العبادة». كذلك، حذّر نائب رئيس مجلس حاخامات نيويورك جوزف بوتاسنيك قائلاً: «من يكرهني اليوم قد يكرهكم غداً. قد يبدأ الأمر مع اليهود، لكن لن يتوقف عند هذا الحدّ».


MISS 3