زهير كركي

في تطوّر جديد في قضيّة رئيس مجلس إدارتها السابق كارلوس غصن

إقالة مدير عام "رينو" تيري بولور لطيّ صفحة غصن

14 تشرين الأول 2019

المصدر: AFP

00 : 55

أعلنت مجموعة رينو الفرنسية لصناعة السيارات أن مديرها العام تيري بولور أقيل، معتبرة أن من الضروري إعطاءها "دفعة جديدة"، وذلك في تطور جديد في قضية رئيس مجلس إدارتها السابق كارلوس غصن الذي أطاحته فضيحة مالية في اليابان. وفي ختام اجتماع استثنائي، قالت "رينو" في بيان إن "مجلس الإدارة قرر إنهاء مهام المدير العام لـ "رينو اس آ" تيري بولور بمفعول فوري".

ولضمان الانتقال "قرر مجلس الإدارة تعيين السيدة كلوتيلد ديلبو مديرة عامة لـ"رينو اس آ" بالنيابة لفترة انتقالية وبمفعول فوري" أيضاً.

وقال مصدر قريب من الشركة إن "بولور كان حاضراً وتحدث خلال الاجتماع"، موضحاً أنه واجه انتقادات "لمشاكل في الإدارة والأداء".

وأضاف: "جرى تصويت ولم يصوت أي عضو (في مجلس الإدارة) ضد إقالته، وامتنع عدد قليل جداً عن التصويت. عادةً، يقدم المسؤول في هذه الحالة استقالته لكنه هو سعى إلى إقالته".

وكان الاجتماع الاستثنائي لمجلس الإدارة الذي لم يعلَن انعقاده، يهدف إلى بت مصير بولور الذي كان غصن قد اختاره ليكون خلفاً محتملاً له على رأس المجموعة.

وقال رئيس المجموعة جان دومينيك سينار في مؤتمر صحافي في مقر المجموعة في بولوني بيانكور بجنوب غرب باريس: "هناك أوقات من الضروري فيها لشركة ما الحصول على دفع جديد وليس هناك أي شيء شخصي".

"مشاكل في الإدارة"

أكد سينار أن "تجديد التحالف (مع اليابانية نيسان) ضروري"، موضحاً أن البحث عن مدير عام للمجموعة خلفاً لبولور لم يبدأ.

قبيل ذلك وأمام أربعة ممثلين نقابيين، برر سينار هذا القرار بـ"مشاكل في الإدارة وغياب الشفافية وفقدان الثقة أكثر فأكثر لدى الإدارة الوسيطة"، كما قال مندوب "الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل" فرانك دوت.


لكن بولور دافع عن نفسه، في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو"، مديناً "ضربة مقلقة". وقال إنه "ربما" يتم تدفيعه بذلك ثمن تعيينه معاوناً للمدير العام مطلع 2018 باقتراح من كارلوس غصن.

وكانت الدولة الفرنسية المساهمة الكبرى في رينو والتي تمتلك 15 بالمئة من رأسمالها، أكدت على لسان وزير الاقتصاد برونو لومير أنها لا تريد "التدخل" في "خيارات إدارة المجموعة"، مؤكدة ثقتها بسينار.

إلا أن لومير صرح ان الدولة الفرنسية تأمل أن "يدخل" التحالف بين نيسان ورينو "مرحلة جديدة" بعد إقالة بولور. وقال في تصريح مقتضب لصحافيين: "نأمل أن يدخل التحالف مرحلة جديدة باستراتيجية صناعية واضحة لمواجهة التحديات الكبيرة مثل الآليات الكهربائية والآليات ذاتية القيادة". ويأتي هذا التغيير في رينو بينما قامت نيسان التي تمتلك رينو 43 بالمئة من رأسمالها بإقصاء المسؤولين الرئيسيين من عهد غصن وتعيين مدير جديد هو ماكوتو أوشيدا.

ومنذ كشف قضية غصن قبل نحو عام تردت العلاقات بين الإدارتين الفرنسية واليابانية ما يهدد بقاء تحالف "ميتسوبيشي نيسان رينو" الذي أصبح العام الماضي المجموعة الأولى عالمياً في صناعة السيارات، لجهة عدد الآليات المباعة.

"أداء غير مرض"

وتطالب أصوات في اليابان بإقالة بولور، وحتى داخل الدولة اليابانية لا يخفي مسؤولون رغبتهم في طي الصفحة.

وعند تعيينه في كانون الثاني الماضي، وافق سينار على العمل مع بولور الذي تم تثبيته على رأس الإدارة التنفيذية في الوقت نفسه.

وذكرت مصادر أن قرار استبعاد بولور اتخذه في نهاية المطاف سينار بمفرده. لكن مصدراً آخر تحدث في المقابل عن ضغوط من كل الأطراف "ليس فقط الدولة، بل الموظفون ومسؤولو رينو والشركاء اليابانيون".

واشار مصدر قريب من المجموعة الفرنسية إلى السبب في "الأداء غير المرضي للمجموعة" مع تراجع المبيعات والأرباح هذه السنة.

من اليمين: المدير التنفيذي لشركة رينو أوليفييه مورغيه والرئيس جان دومينيك سينار وكلوتيلد ديلبو وخوسيه فنسنت دو لوس موزوس في مقر رينو الرئيسي في بولونيو بيانكور. (أ.ف.ب)


وكان بولور (55 عاماً) يعمل في شركة موريسيا الفرنسية لقطع السيارات ثم انضم إلى رينو في 2012 حيث تسلق سلم القيادة حتى تعيينه مديراً عاماً بالوكالة للمجموعة بعد توقيف غصن.

أما كلوتيلد ديلبو (52 عاماً) فقد عملت في المجموعة الصناعية الفرنسية العملاقة بيشيني ثم التحقت برينو في 2012 بصفة "مديرة لأداء ومراقبة" المجموعة، قبل أن تصبح مديرة مالية في 2016. وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمجموعة. ورحب المستثمرون بإقالة بولور. فقد ارتفع سعر سهم رينو 4،47 بالمئة إلى 53،07 يورو في بورصة باريس. 


MISS 3