الدماء تُعمّد التظاهرات المناهضة للعسكر في السودان

02 : 00

خلال الإحتجاجات في جنوب الخرطوم أمس (أ ف ب)

قُتِلَ 7 متظاهرين خلال احتجاجات حاشدة في السودان أمس، شارك فيها الآلاف ضدّ الإنقلاب العسكري الذي نفذه رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان منذ قرابة 3 أشهر، وأطاح خلاله شركاءه المدنيين في المرحلة الإنتقالية.

وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيّل للدموع لتفريق المحتجّين الذين حملوا الأعلام السودانية وكانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة.

وتسبّبت قنابل الغاز في وقوع إصابات بالإختناق بين المتظاهرين، وبعضهم أُصيب بجروح ناجمة عن عبوات الغاز. كما استخدمت قوات الأمن القنابل الصوتية وخراطيم المياه لإجبار المتظاهرين على التراجع، وهو ما نجحت به لاحقاً.

وحصلت مطاردات من الأمن للمحتجّين وتوقيف المارة في الشارع. وامتدّ إطلاق قنابل الغاز من قبل قوات الشرطة إلى حي بحري شمال الخرطوم، حيث تجمّع الآلاف للمشاركة في الإحتجاجات.

وأفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس» بأن بعض المتظاهرين رفعوا صوراً للمغني والملحن السوداني الراحل مصطفى سيد أحمد، الذي عُرف بالأغاني الثورية بالتزامن مع الذكرى الـ26 لوفاته.

وفي أم درمان شمال غرب الخرطوم، تجمّع آلاف المتظاهرين في شارع الـ40 وهم يحملون الأعلام وصور ضحايا التظاهرات وأحرقوا الإطارات وأقاموا المتاريس لقطع الشارع.

وفي مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان التي تبعد 350 كلم غرب العاصمة، تظاهر نحو 2000 شخص في وسط المدينة ضدّ حكم العسكر، فيما تأتي الاحتجاجات في وقت ينتظر أن يصل إلى العاصمة وفد أميركي على رأسه المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في.

وتهدف الزيارة الأميركية إلى دعم مساعي الأمم المتحدة الأخيرة لحلّ الأزمة السياسية في السودان و»تسهيل انتقال مدني جديد إلى الديموقراطية». وقبل زيارة السودان، إلتقى الوفد الأميركي في العاصمة السعودية «أصدقاء السودان»، وهي مجموعة تُطالب بإعادة الحكومة الإنتقالية في البلاد بعد الإنقلاب العسكري.

توازياً، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تولّي لوسي تاملين مهام القائم بأعمال السفارة في الخرطوم، في ظلّ «هذا المنعطف الحاسم في الإنتقال الديموقراطي في السودان».

وفي الأثناء، ترأس البرهان جلسة طارئة لمجلس الأمن والدفاع وتقرّر في نهايتها، بحسب بيان من مجلس السيادة، «استكمال إجراءات التحرّي والتحقيق ومحاسبة المتورّطين في الأحداث وحسم التفلتات التي تُصاحب المواكب وفقاً لقانون الطوارئ والقانون الجنائي».

كما تقرّر «تأسيس قوّة خاصة لمكافحة الإرهاب لمجابهة التهديدات المحتملة، والإفراج عن المشتبه فيهم والذين لم تثبت إدانتهم بالتورّط في أعمال إرهابية».

والأسبوع الماضي، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثيز رسميّاً إطلاق مبادرة يجري بمقتضاها لقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة، قبل الإنتقال في مرحلة تالية إلى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينها.

ورحّب مجلس السيادة السوداني بمبادرة الأمم المتحدة واقترح إشراك الاتحاد الأفريقي، بينما أكد ائتلاف قوى «الحرّية والتغيير» المناهض للإنقلاب أنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو حكم مدني.