عيسى يحيى

بعلبك تستعدّ للعاصفة وسط ارتفاع الأسعار وانقطاع الاتصالات

18 كانون الثاني 2022

02 : 00

إقبال على شراء المازوت تحضّراً للعاصفة

بين غضب الطبيعة وعواصفها المتلاحقة التي تضرب لبنان وتحمل معها صقيعاً ينخر العظام، وجنون الدولار صعوداً أو هبوطاً متلاعباً بأعصاب اللبنانيين، يعيش البقاعيون يومياتهم تحت جنح الفقر والعوز والبحث عن سبل التدفئة والطعام.

زادت برودة الطقس والثلوج التي تساقطت من طين أزمة المحروقات والتدفئة في البقاع الشمالي والمستمرة منذ بداية فصل الشتاء، وارتفعت وتيرة الاعتراض ورفع الصوت في ظل الغلاء الفاحش الذي وصل اليه سعر صفيحة المازوت متخطيةً الأربعمئة الف ليرة لبنانية وتكاد لا تكفي ليومين، وعجز كثيرون عن تأمينها واستبدالها بوسائل تدفئة أخرى كالحطب، واستخدام مواد كالبلاستيك والأحذية لاشعالها ليلاً وتأمين جزء بسيط من الدفء.

توقف محطات الأمانة التابعة لـ»حزب الله» عن تسليم المازوت بالسعر المدعوم هذا الشهر ترك أثراً بالغاً على عدد كبير من العائلات البقاعية وقد كانت تعتمد عليه في التدفئة بالرغم من عدم القدرة على تأمين سعر البرميل الذي حدد بمليوني ليرة، لكنه كان احد الاحتمالات التي «يتعكّز» عليها المواطن للخروج من فصل الشتاء بأقل خسائر ممكنة، وانتقل العديد منهم الى البحث عن الحطب مجدداً كونه يبقى أقل كلفةً من المازوت المحلي، ومعه استعادت النساء البقاعيات استعمال مدفأة الحطب في الطبخ والطهي توفيراً للغاز اذ بلغ ثمن القارورة 390 ألف ليرة. ومع اقتراب العاصفة «هبة» التي ستضرب لبنان مساء اليوم، بدأ البقاعيون يستعدّون لها من حيث الطعام والشراب والتدفئة لا سيما أبناء القرى والبلدات التي تقطع فيها الطرقات وتنعزل عن محيطها.

ودعا المحافظ بشير خضر الادارات المعنية والدفاع المدني والقوى الامنية وغرفة ادارة الكوارث الى الجهوزية والاستعداد لمواجهة العاصفة الثلجية المتوقعة حسب نشرة دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية والتي يبدأ تأثيرها ليل يوم الثلاثاء/ الاربعاء حتى صباح الخميس في 20/1/2022 بحيث يتوقع هطول امطار غزيرة وتساقط للثلوج على مرتفعات متدنية يرافقها رياح شديدة وانخفاض في درجات الحرارة. كما دعا المواطنين الى توخي الحذر وعدم سلوك الطرقات الجبلية تلافياً لخطر الانزلاق.

الدولار والاسعار

الى ذلك، ترتفع الأصوات عند كل تراجع لسعر صرف الدولار مطالبةً بتخفيض أسعار السلع والمواد الأساسية بعدما تم تسعيرها وفق أعلى معدل للصرف وكان آخره 33 ألف ليرة لبنانية، لكن التجار والباعة يصمّون الآذان، فالفرصة لا تعوض لتحقيق ارباح خيالية وتكديس الثروات على حساب الناس. وتحت حجة الشراء على الغالي تكون التسعيرة والجواب عند السؤال عن الاسعار، ورغم بيان جمعية حماية المستهلك بالبدء منذ صباح أمس بجولةٍ على السوبرماركت لمراقبة الأسعار امتنع هؤلاء عن تعديل السعر ليتماشى مع سعر الصرف ويكون رحمةً للناس في هذه الظروف العصيبة.

وعلى خط الاتصالات والانترنت، تعاني مدينة بعلبك منذ ثلاثة أيام من انقطاع في شبكتي الخلوي والانترنت بعد نفاد المحروقات من المولدات التي تغذي شبكات الارسال في المنطقة.


MISS 3