بلينكن يزور كييف ويلتقي لافروف في جنيف الجمعة

واشنطن: روسيا قد تُهاجم أوكرانيا في أي وقت

02 : 00

قطار ينقل آليّات عسكريّة روسيّة إلى بيلاروسيا أمس (أ ف ب)

ما زال التوتّر العسكري على الحدود الروسية - الأوكرانية على أشده مع استمرار حشد موسكو عشرات الآلاف من جنودها، في حين حذّرت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي من "وضع خطر للغاية"، إذ "نحن الآن في مرحلة يُمكن لروسيا أن تشنّ فيها في أي وقت هجوماً على أوكرانيا"، مهدّدةً في الوقت عينه بأنّ "كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة" بالنسبة للردّ الأميركي، وملوّحةً بعواقب اقتصادية وخيمة قد تشمل تعطيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، الذي يربط روسيا بألمانيا.

وفي سياق متّصل، كشفت مسؤولة أميركية طلبت عدم ذكر اسمها أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة على أمل تأمين "مخرج ديبلوماسي" للأزمة الأوكرانية، معتبرةً أنّها فرصة لواشنطن لمشاركة مخاوفها الرئيسية مع موسكو، ومعرفة المواضيع التي يُمكن لروسيا والولايات المتحدة إيجاد أرضية مشتركة حولها.

وأوضحت المسؤولة الأميركية أن بلينكن اتفق مع لافروف خلال مكالمة هاتفية على المحادثات المرتقبة، لكنّها اعتبرت أنه من المحتمل ألّا تكون روسيا مهتمّة بحلّ ديبلوماسي، وقالت: "أرى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الحكومة الروسية مهتمة حقّاً بالديبلوماسية، أو إذا كانت مستعدّة للتفاوض بجدّية وبحسن نية، أو ما إذا كانت ستستخدم المحادثات ذريعة للإدّعاء بأن الديبلوماسية لم تُعالج مخاوف موسكو".

وحذّرت مرّة أخرى من أن الولايات المتحدة مستعدّة إذا اختارت روسيا غزو أوكرانيا، مشيرةً إلى أنّه إلى جانب العواقب الاقتصادية "سنُوفّر معدّات دفاعية إضافية للأوكرانيين". كذلك، أعربت عن قلقها إزاء التحرّكات العسكرية الروسية في بيلاروسيا، معتبرةً أن هذا التحرّك "يُعطي الروس بوضوح خياراً آخر إذا قرّروا القيام بمزيد من العمل العسكري ضدّ أوكرانيا"، فيما أعلنت مينسك وصول قوات روسية إلى أراضيها لإجراء تدريبات على الإستعداد القتالي.

ولإظهار الدعم لكييف، توجّه بلينكن أمس إلى أوكرانيا حيث سيلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ليزور بعدها برلين الخميس لإجراء محادثات ثلاثية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في شأن الأزمة، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي إلى نهج ديبلوماسي لوضع حدّ للأزمة في أوكرانيا خلال الاتصال مع لافروف، مجدّداً التأكيد على "التزام الولايات المتحدة الثابت حيال سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، وشدّد كذلك على أن "البحث في الأمن الأوروبي يجب أن يشمل الحلفاء في "حلف شمال الأطلسي" والشركاء الأوروبّيين، وبينهم أوكرانيا".

وفي الأثناء، أوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أنه ينتظر أجوبة الدول الغربية على مطالب روسيا حول عدم توسيع "حلف شمال الأطلسي" قبل استئناف المفاوضات حول هذه الأزمة الجيوسياسية، رافضاً مرّة جديدة طلب الغربيين بدء سحب عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين على حدود أوكرانيا، بينما أبدت بيربوك رغبتها بأن يتواصل الحوار مع موسكو، مع تشكيكها في تطمينات لافروف.

توازياً، كشف الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتز أنه دعا روسيا والحلفاء في "الأطلسي" إلى المشاركة في "سلسلة من اجتماعات "مجلس ناتو وروسيا" في المستقبل القريب لتناول مخاوفنا، ولكن أيضاً للإستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حلّ" للخروج من الأزمة.

إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تحدّثه إلى صحافيين أتراك في ألبانيا، روسيا، إلى عدم اجتياح أوكرانيا، معتبراً الجمهورية السوفياتية السابقة "دولة قوية" لديها أصدقاء دوليون. كما كشف أنه يعتزم مناقشة التوتر المتصاعد مع بوتين.


MISS 3