بتهمة ارتكاب «جرائم ضدّ الإنسانية»

طبيب سوري يُحاكم في ألمانيا

02 : 00

موسى خلال مثوله أمام محكمة فرانكفورت أمس (أ ف ب)

وُجّهت إلى الطبيب السوري علاء موسى أمام محكمة فرانكفورت الألمانية التي تُحاكمه على «جرائم ضدّ الإنسانية» ارتكبها في ظلّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تُهم تعذيب سجناء وضربهم على جروحهم ورشّ أطرافهم بالكحول ثمّ حرقها.

ووضع موسى البالغ 36 عاماً في قفص الإتهام مكبّل اليدين، مرتدياً معطفاً أخضر اللون مع قلنسوة من الفرو استخدمها لإخفاء وجهه قبل تلاوة بيان الإتهام في اليوم الأوّل لمحاكمته أمس. وأكد المُتّهم للمحكمة أنه عمل في المشافي العسكرية «حتّى تموز 2014»، دون أن يُعلّق على التُهم الموجّهة إليه. ويُقيم هذا الأب لطفلَيْن منذ العام 2015 في ألمانيا التي دخلها بتأشيرة رسمية.

وقالت المدّعية العامة الفدرالية آنا زابك إنّ المُتّهم شارك في ارتكاب «إعتداء ممنهج استهدف مدنيين» في سوريا، مشيرةً إلى أنه «عذّب وألحق أضراراً بدنية ونفسية خطرة بالمعتقلين»، وعدّدت الإنتهاكات التي اتُّهم بارتكابها.

وقد تعرّض معارضون بحسب الحالات، للضرب على الرأس والبطن والأعضاء التناسلية وعلى جروحهم. ويُشتبه في أن الطبيب عَمَدَ إلى تجبير كسر في العظم من دون بنج، ورشّ المطهّرات التي تحوي على الإيثانول على جرح مفتوح قبل أن يضرم النار فيه، على ما تُفيد معلومات استقاها القضاء.

وتُفيد النيابة العامة المتخصّصة في كارلسروه أن الطبيب «حقن معتقلاً بمادة قاتلة تسبّبت بوفاته في غضون دقائق قليلة»، بعدما ضربه بهراوة. كما يُشتبه في أن المتّهم رشّ في صيف 2011، أي السنة التي بدأت فيها الثورة السورية، بالإيثانول الأعضاء التناسلية لمراهق وأضرم النار فيها في قسم الطوارئ في مستشفى حمص العسكري.

كذلك، يُشتبه في أن الطبيب، الذي ينفي نفياً قاطعاً أن يكون قد أقدم على الأفعال المُتّهم بها، قام بممارسات في سجن تابع لإستخبارات الجيش السوري بين نيسان 2011 ونهاية 2012 في حمص، فضلاً عن مستشفى عسكري في دمشق، فيما تحدّث الألمانية بطلاقة، وسرد سيرته الذاتية كطبيب تعلم في سوريا ومتحدّر من «قرية صغيرة غرب حمص».

وعقب الجلسة، قال محاميه أولريش أنديرز: «إنه ليس مؤيّداً ولا شخصاً انشقّ عن النظام، لأنّ لا علاقة له بالنظام. كما إنّه ليس معارضاً، وهذا واضح جدّاً»، متعهّداً بـ»دحض» الإتهامات خلال المحاكمة التي ستستمرّ عدّة أشهر.

وبعد وصوله إلى ألمانيا، مارس موسى، وهو جراح عظام، مهنة الطب في مستشفيات عدّة، قبل أن يتعرّف إليه لاجئون سوريون. وأوقف في حزيران 2020 في هسن في غرب ألمانيا، وهو يُحاكم أمام محكمة فرانكفورت في 18 حالة تعذيب لمعارضين للنظام السوري. ويُواجه الحكم بالسجن مدى الحياة.