واشنطن: طهران طلبت ضمانات لا يُمكن تقديمها

رئيسي في موسكو: تعاون استراتيجي ومكاسب نووية

02 : 00

خلال الإجتماع بين بوتين ورئيسي في موسكو أمس (أ ف ب)

في ظلّ تصاعد الضغوط الدولية لاتخاذ قرار حاسم في شأن الخلاصة التي ستخرج فيها "محادثات فيينا" النووية، حلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ضيفاً عند نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس، فيما رأت أوساط متابعة للزيارة أن طهران تُحاول تحصين موقعها الإستراتيجي في نظر موسكو لتحقيق أكبر قدر ممكن من "المكاسب النوويّة" في أي إتفاق مرتقب قد يُعقد مع القوى الكبرى، والحدّ قدر الإمكان أيضاً من الخسائر الميدانية التي تتكبّدها في المنطقة، خصوصاً في سوريا، حيث تتكثّف الضربات الإسرائيليّة التي تستهدف تموضعها العسكري هناك، والتي تحصل بالتنسيق مع روسيا.

وبينما أشاد الرئيسان الروسي والإيراني بالعلاقات الثنائية خلال لقائهما، كشف رئيسي أنه قدّم إلى موسكو مسودات وثائق في شأن التعاون الإستراتيجي من شأنها تعزيز التعاون المشترك على مدى العقدَيْن المقبلَيْن، وقال: "نحن في إيران ليس لدينا حدود لتوسيع العلاقات مع روسيا"، مشيراً إلى أن طهران تُريد تطوير علاقات مع موسكو "لا تكون موَقتة بل دائمة واستراتيجية".

واعتبر رئيسي خلال تصريحات متلفزة أن "الظروف الحالية الإستثنائية تتطلّب تعاوناً كبيراً بين بلدَيْنا ضدّ الأحادية الأميركية"، في حين أشاد بوتين بـ"التعاون الوثيق" بين البلدَيْن على الساحة الدولية، وقال: "من المهمّ للغاية بالنسبة إليّ أن أعرف رأيك في خطة العمل الشاملة المشتركة"، معتبراً كذلك أن دعم موسكو وطهران أصبح عاملاً حاسماً ساعد سوريا في تجاوز التهديدات الإرهابية الدولية على أراضيها.

تزامناً، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مقابلة أن أحد الأشياء التي طلبتها إيران من الولايات المتحدة هو ضمانات بألّا تنسحب من الإتفاق النووي مرّة أخرى، وقال: "في نظامنا، لا يُمكنك تقديم هذا النوع من الضمانات الجادة والسريعة. يُمكن للرئيس بايدن بالتأكيد أن يقول ما سيفعله أو لن يفعله كرئيس، طالما بقيت إيران ملتزمة بالإتفاق، لكن لا يُمكننا إلزام الرؤساء في المستقبل. وهذا أحد الأشياء التي نتحدّث عنها".

وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "لم يتبقَ لدينا سوى القليل جدّاً لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الإمتثال المتبادل، لأنّ ما حدث هو أن الإيرانيين أعادوا استئناف العديد من الأنشطة الخطرة بسبب الإنسحاب من الإتفاق". وتابع: "حتّى إذا عدنا إلى كلّ القيود بموجب الإتفاق، فسنصل إلى نقطة لا يُمكننا فيها استعادة بعض مزايا الإتفاق... المشكلة التي نُواجهها هي أنهم ينتجون ما يكفي من المواد المخصّبة إلى مستويات عالية جدّاً. نحن نصل إلى وقت الإختراق الآن، وهذا أمر مثير للقلق حقاً".

واستطرد: "نعتقد أنه من مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة الحلفاء والشركاء، معرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الإتفاق، لكنّني أعتقد أنّنا سنعرف ذلك في الأسابيع القليلة المقبلة"، في حين نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله: "نحن قريبون إمّا من التوصّل إلى إتفاق، وإمّا من انهيار المحادثات" في فيينا.

وعلى صعيد إقليمي آخر، دعت الإمارات الولايات المتحدة إلى دعم إعادة تصنيف المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران "منظمة إرهابية". وأوضحت سفارة الإمارات في واشنطن في تغريدة على "تويتر" أن السفير يوسف العتيبة "دعا الإدارة الأميركية والكونغرس إلى دعم إعادة تصنيف منظمة الحوثيين الإرهابية كمنظمة إرهابية أجنبية".

وفي الأثناء، تحدّث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات، التي ذكرت أن الإتصال تناول "الهجمات الإرهابية الحوثية الأخيرة على مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، وما تُمثله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها".

ومن الجانب الأميركي، شدّد متحدّث باسم وزارة الخارجية لوكالة "فرانس برس" على أن "إدارة بايدن عاقبت، وستُواصل معاقبة، قادة قوات الحوثيين في اليمن الذين يُشاركون في الهجمات العسكرية التي تُفاقم الأزمة الإنسانية وتُشكّل تهديداً خطراً على المدنيين وتُساهم في عدم الإستقرار الأوسع في اليمن وفي أماكن أخرى في المنطقة".

ورغم إشارته إلى أن الولايات المتحدة "لا تُناقش المداولات الفعلية أو المحتملة في ما يتعلّق بمسار التصنيف الخاص بها"، أكد المتحدّث الأميركي أن واشنطن "لن تتوانى في استهداف الأفراد والكيانات الذين يُطيلون أمد النزاع والأزمة الإنسانية في اليمن أو يسعون للاستفادة من معاناة الشعب اليمني".

من جهته، أعلن عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري تيد كروز أنه ملتزم بالضغط على إدارة بايدن لإعادة فرض سريع للعقوبات المتعلّقة بالتنظيمات الإرهابية على الحوثيين بهدف وقف إعتداءاتهم.


MISS 3