السودان: تظاهرات حاشدة تواكب حراكاً أميركيّاً

02 : 00

خلال التظاهرات في الخرطوم أمس (أ ف ب)

أطلقت القوى الأمنية السودانية أمس الغاز المسيّل للدموع على آلاف السودانيين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة الخرطوم وأم درمان، تكريماً لمقتل العشرات في عملية قمع المحتجّين على حكم العسكر منذ الإنقلاب الذي نفّذه رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان في تشرين الأوّل.

واختار عشرات المتظاهرين الاحتجاج أمام ممثلية الأمم المتحدة في الخرطوم رافعين لافتات كُتِبَ عليها «لا للحلول القادمة من الخارج»، في ردّ على مبادرة الحوار التي دعت إليها الأمم المتحدة، ويرفضها الشارع، مطالباً بتسليم السلطة للمدنيين. كما خرج حوالى 2000 متظاهر إلى الشوارع في مدينة مدني على بُعد 200 كلم شمال العاصمة.

وبينما شكّل البرهان حكومة «لتصريف الأعمال» مؤلّفة من موظفين كبار غير معروفين الأربعاء، يُحاول كلّ من المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في، إرساء حوار في السودان.

وفي هذا الصدد، التقى الموفدان البرهان في الخرطوم أمس، ووجّها دعوة إلى «حوار وطني جامع وحكومة من أشخاص أكفاء يُديرها مدني». كما التقيا المتحدّث السابق باسم الحكومة، الذي تمّ توقيفه يوم الإنقلاب، خالد عمر يوسف.

وأكد عمر يوسف للمبعوثَيْن أن «لا مخرج من الأزمة السياسية الراهنة إلّا بالاستجابة لمطالب الشارع المتمثلة في إنهاء الوضع الإنقلابي، وتأسيس إطار دستوري جديد ذي مشروعية شعبية يقوم على سلطة مدنية كاملة».

وشدّد المبعوثان الأميركيان خلال اللقاء على أن واشنطن «لن تستأنف المساعدات للسودان قبل وقف العنف والعودة إلى حكم بإدارة مدنية، كما يُريد السودانيون»، بحسب ما أفادت السفارة الأميركية في الخرطوم، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستدرس اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن تعطيل العملية السياسية في البلاد.