مقتل 62 عنصراً في الحسكة و11 جنديّاً في ديالى

"داعش" يضرب مجدّداً في "العراق والشام"

02 : 00

خلال تشييع أحد عناصر الجيش العراقي في النجف أمس (أ ف ب)

على الرغم من سقوط مشروع "خلافته" منذ سنوات، أعاد تنظيم "الدولة الإسلامية" فرض نفسه قوّة يُضرب لها حساب في المعادلات الأمنية في المنطقة، خصوصاً في سوريا والعراق، حيث شنّ هجومَيْن دمويَّيْن متزامنَيْن تقريباً، الأوّل استهدف سجن "غويران" الكبير في مدينة الحسكة، الذي يضمّ آلافاً من الجهاديين، ليل الخميس، والثاني استهدف مقرّاً للجيش العراقي في محافظة ديالى فجر الجمعة.

وأعاد الهجومان الداعشيّان إلى الأذهان المراحل الأولى لصعود "الدولة الإسلامية"، عندما احتلّ التنظيم الإرهابي بشكل مباغت مناطق شاسعة في العراق وسوريا، معلناً "خلافته" وفارضاً نفسه لاعباً عسكريّاً وأمنيّاً لسنوات عدّة شهدت أفظع "الجرائم ضدّ الإنسانية"، ما أثار مخاوف المراقبين الذين حذّروا من السماح للتنظيم بالتقاط أنفاسه مجدّداً وإعادة تشكيل هيكليّته بحجم يُهدّد المنطقة مرّة أخرى كما فعل في السابق.

وفي التفاصيل، شهد شمال شرق سوريا أمس اشتباكات عنيفة بين "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) ومقاتلين من "الدولة الإسلامية" تسبّبت بمقتل 62 مقاتلاً من الطرفَيْن و5 مدنيين، بعد الهجوم الذي نفذه التنظيم على سجن "غويران" وأدّى إلى فرار عدد من الجهاديين المعتقلين فيه.

وتصدّت "قسد" للعملية، ودارت اشتباكات ضارية بين الطرفَيْن كانت لا تزال مستمرّة أمس، وأوقعت 39 قتيلاً من تنظيم "الدولة الإسلامية" و23 من "قسد". كما تواصلت الإشتباكات داخل السجن وفي محيطه، بحسب المرصد، فيما تبنّى التنظيم الإرهابي عبر وكالة "أعماق" على تطبيق "تلغرام"، "الهجوم الواسع" على السجن بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، مشيراً إلى أن "الإشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى".

كذلك، كشف المرصد أن سجناء لم يُحدّد عددهم تمكّنوا من الفرار ولا يزال "العشرات" منهم "طليقين"، بينما تمّ القبض "على نحو 100". وتسبّبت عملية التنظيم المفاجئة بحال من الفوضى في الحسكة، وبانقطاع التيار الكهربائي، ما اضطرّ مئات الأشخاص إلى مغادرة المنطقة.

وتحصّن "الدواعش" في منازل المدنيين في حيّ الزهور القريب من السجن، واتخذوها "خنادق" لهم، بحسب بيان لـ"قسد"، مستخدمين "المدنيين دروعاً بشرية". كما أعلنت "قسد" إحباط محاولة فرار جماعية أخرى الجمعة، موضحةً أنها "ألقت القبض على 89 مرتزقاً في محيط السجن بعدما طوّقتهم". ولاحظت في بيانها أن "خلايا التنظيم" في حيّ الزهور "تُطلق النار بشكل مكثف في محاولة لتوجيه رسائل أمل إلى المعتقلين داخل السجن".

وفي الأثناء، شنّت طائرة حربية أميركية غارتَيْن على مواقع يتحصّن فيها "الدواعش" في حي الزهور ومحيط سجن الصناعة في مدينة الحسكة. ويضمّ سجن "غويران" نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم "الدولة الإسلامية". وتضمّ السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي تُسيطر عليها "قسد" نحو 12 ألف جهادي من نحو 50 جنسية.

وفي العراق، وفي تحرّك لمجموعة أخرى من "الدولة الإسلامية"، قُتِلَ 11 جنديّاً في هجوم استهدف مقراً محصّناً للجيش العراقي في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، كما ذكر مسؤول عسكري في ديالى لوكالة "فرانس برس".

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أنّ 11 جنديّاً بينهم ضابط برتبة ملازم، قُتِلوا خلال الهجوم، مرجّحاً أن يكون عناصر التنظيم "قد استغلّوا وعورة المنطقة وانخفاض درجات الحرارة" لتنفيذ هجومهم الذي "حصل حوالى الساعة 02:30 بعد منتصف الليل ضدّ مقرّ في منطقة حاوي العظيم"، الواقعة إلى الشمال من بعقوبة والمحاذية لمحافظة صلاح الدين، حيث لا تزال تنشط خلايا التنظيم.

وتعهّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإطلاق عمليات عسكرية لملاحقة عناصر التنظيم الجهادي. وأوضح بيان لمكتب الكاظمي أنه ترأس اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية والعسكرية، توعّد فيه بالثأر عبر "عمليات عسكرية لملاحقة فلول "داعش" الإرهابي والإطاحة بقياداته". كما وجّه الكاظمي بمضاعفة الجهد الأمني على الحدود العراقية - السورية.