دوريات جوّية سوريّة - روسيّة فوق مرتفعات الجولان

"الدواعش" يستخدمون القصّر "دروعاً" داخل سجن غويران

02 : 00

دبّابة إسرائيليّة متمركزة في مرتفعات الجولان أمس (أ ف ب)

تعمل «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) على مداهمة أقسام يتحصّن فيها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل سجن غويران في شمال شرق سوريا، وسط مخاوف على مصير مئات القصّر من المحتجزين في السجن، حيث يستخدمهم «الدواعش» كـ»دروع بشرية» لتأخير سيطرة «قسد» على سجن غويران.

وبينما أوقعت الإشتباكات 154 قتيلاً بين الطرفَيْن، وفق «المرصد السوري»، دفعت كذلك نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق ما أحصت الأمم المتحدة، فيما فرضت الإدارة الذاتية الكردية «الحظر الكلي» اعتباراً من الأمس وحتّى نهاية الشهر الحالي، بهدف «منع الخلايا الإرهابية من أي تسلّل خارجي».

وأشار المرصد إلى إدخال وحدات من قوات الأمن الكردية وقوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ»قسد» عربات مدرّعة إلى ساحة سجن غويران، بعد رفض «غالبية عناصر التنظيم الذين يتحصّنون في مبانٍ بالسجن الإستسلام».

لكنّ المرصد لفت أيضاً إلى أن العشرات من عناصر التنظيم سلّموا أنفسهم داخل السجن وفي محيطه، موضحاً أن «سجناء التنظيم باتوا محصورين في الجزء الشمالي من السجن».

من جهته، قال المتحدّث باسم «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن فرهاد شامي لوكالة «فرانس برس»: «دهمت قواتنا أحد المهاجع حيث كان يتحصّن معتقلو «داعش» ويُواصلون عمليات العصيان».

وخرجت 3 حافلات كبرى من حي الغويران كانت تقلّ عناصر التنظيم الإرهابي مِمَّن استسلموا لـ»قسد»، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. وأعقب خروج الحافلات سماع إطلاق نار كثيف في المكان.

وأعلن التحالف الدولي في بيان أن «قسد» «احتوت الخطر»، فيما حلّقت طائرات التحالف في أجواء المنطقة أمس. وتسبّبت الإشتباكات منذ الخميس بمقتل 102 من عناصر التنظيم الجهادي و45 من القوات الكردية، إضافةً إلى 7 مدنيين.

واتهمت «قسد» التنظيم الإرهابي مساء الأحد بـ»استخدام الأطفال من «أشبال الخلافة» المرتبطين بـ»داعش» والبالغ عددهم 700 قاصر، كدروع بشرية»، موضحةً أن هؤلاء «كانوا موجودين في مهاجع خاصة منفصلة» داخل السجن.

وفي السياق، ذكرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» في بيان أنها «تلقت ومنظمات أخرى شهادات صوتية تؤشّر إلى وقوع العديد من الإصابات والوفيات في صفوف الأطفال». وأوردت أن العديد من الفتيان المحاصرين وسط القتال محتجزون في سجن غويران منذ نحو 3 أعوام. ويتحدّرون من عشرات الدول الأجنبية، إلى جانب سوريا والعراق.

واعتبرت مديرة الإستجابة الخاصة بسوريا لدى المنظمة سونيا خوش أن «مسؤولية أي شيء قد يتعرّض له هؤلاء الأطفال تقع أيضاً على عاتق الحكومات الأجنبية التي اعتقدت أن بإمكانها ببساطة التخلّي عن رعاياها الأطفال في سوريا»، منبّهةً إلى أنّ تعرّضهم «لخطر الموت أو الإصابة مرتبط بشكل مباشر برفض هذه الحكومات إعادتهم إلى بلادهم».

بدورها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» عن قلقها الشديد إزاء محنة هؤلاء الأطفال، داعيةً إلى الإفراج عنهم فوراً. وقالت المتحدّثة باسم المنظمة إيفا هيندز: «خصّصت «قوات سوريا الديموقراطية» أساساً قسماً خاصاً للأطفال» داخل السجن، لكن «لدى العديد منهم أقارب بالغون في السجن وقد انضمّوا إليهم في أقسام أخرى».

وعلى جبهة أخرى، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات حربية سورية وروسية نفّذت دوريات مشتركة في المجال الجوّي على طول الحدود السورية أمس، مشيرةً إلى أن البلدَيْن يُخطّطان لتسيير هذه الدوريات بانتظام.

وتضمّن مسار مجموعة المقاتلات السورية والروسية، الطيران فوق مرتفعات الجولان، وهي خط الهدنة بين سوريا وإسرائيل والذي شهد ضربات جوّية إسرائيلية متكرّرة ضدّ مواقع يُشتبه في أنها تُدار بواسطة إيران و»حزب الله». وضمّت المجموعة طائرات مقاتلة ومقاتلات قاذفة وطائرات إنذار مبكر وتحكم.


MISS 3