واشنطن تضع آلاف الجنود في "حالة تأهّب قصوى"

أوروبا الشرقيّة على شفير حرب طاحنة

02 : 00

الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس (أ ف ب)

مع حشد موسكو عشرات آلاف الجنود الروس على أبواب أوكرانيا، وضعت الولايات المتّحدة ما يصل إلى 8500 عسكري في "حالة تأهّب قصوى" استعداداً لاحتمال نشرهم في عداد قوات "حلف شمال الأطلسي"، إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا، ما يضع منطقة شرق أوروبا فوق فوهة بركان قد تنفجر في أي لحظة تفشل فيها المفاوضات بين موسكو والغرب، الأمر الذي يتخوّف منه مراقبون يعتبرون أن اندلاع أي نزاع مسلّح قد يؤدّي إلى حرب طاحنة لم تشهدها المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أنّه "في الوقت الراهن لم يُتّخذ أيّ قرار في شأن نشر قوات خارج الولايات المتحدة"، لكن "من الواضح جدّاً أنّه ليست لدى الروس حالياً نيّة لخفض حدّة التوتّر"، محذّراً من أنّه "لن نتأخر في ردع أي تهديد من روسيا والدفاع عن مصالحنا وحلفائنا عملاً بالمادة الخامسة من شرعة الناتو".

وأكد أن توقيت وضع قوات أميركية على جهوزية عالية، مرتبط بقرار مشترك مع دول أوروبّية، مشيراً إلى أن قوّة الردّ السريع التابعة لـ"حلف شمال الأطلسي" في أوروبا تتجاوز الـ40 ألف جندي، فيما أعلن "الأطلسي" أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في "حالة تأهّب" وأنها أرسلت سفناً ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.

وبينما حذّرت الولايات المتحدة من أن اجتياحاً روسيّاً لأوكرانيا قد يحصل في "أي وقت"، أعلن قصر "الإليزيه" مساء الإثنين أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع سيُعقد خلال الأيام المقبلة، "سبيلاً لخفض حدّة التوتر" في الأزمة الأوكرانية. وقالت الرئاسة الفرنسية: "نحن قلقون، ونحن أيضاً حرصاء جدّاً على عدم خلق حالة من الغموض ومزيد من الضبابية"، مشيرةً إلى أنّ اجتماعاً رباعياً في شأن أوكرانيا سيُعقد الأربعاء في باريس على مستوى مستشارين ديبلوماسيين يُمثّلون فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا.

وبعدما طلبت دول الاتحاد الأوروبي التي فوجئت بالتصريحات الأميركية، تفسيرات من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثات عبر الفيديو مع نظرائه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد الاجتماع: "نعرف جيّداً درجة التهديد والطريقة التي يجب التصرّف من خلالها"، معتبراً أنّه "يجب تجنّب اللعب بأعصابنا وردود الفعل المثيرة للقلق التي لديها حتى تداعيات مالية".

ويُريد الأوروبّيون أن يفهموا أسباب قلق الأميركيين وحلفائهم البريطانيين والأستراليين الذين أعلنوا سحب قسم من موظّفي سفاراتهم من كييف، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن أوكرانيا قد تُصبح "الشيشان الجديدة".

بالتزامن، أكّدت الخارجية الأميركية أنّ ليس هناك "أيّ اختلاف" مع الأوروبّيين في شأن فرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو في حال غزت أوكرانيا، ولا في شأن مدى التهديد الوشيك الذي تُشكّله روسيا على جارتها الغربية. وكشف المتحدّث باسم الخارجية نيد برايس أن بلينكن والرئيس جو بايدن تواصلا صباح الإثنين وبعد الظهر مع القادة الأوروبّيين لإعداد "الردّ الخطّي" على مطالب موسكو، والذي يُفترض أن تُقدّمه واشنطن هذا الأسبوع إلى الروس.

وفي المقابل، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن "التوترات تفاقمت جراء إعلانات وأفعال ملموسة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، مندّداً بـ"هستيريا" في أوروبا حول اجتياح روسي مفترض وشيك لأوكرانيا. لكنّه أشار إلى "خطر مرتفع جدّاً" لشنّ القوات الأوكرانية هجوماً على الإنفصاليين الموالين لموسكو.

توازياً، كشفت المفوضية الأوروبّية أنها تعدّ حزمة مساعدات طارئة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 1.2 مليار يورو، في حين أعلن المصرف المركزي الروسي تعليق شراء العملات الأجنبية بعد تدهور البورصة وسعر صرف الروبل على خلفية المخاوف من غزو روسي لأوكرانيا.


MISS 3