واشنطن وطهران مستعدتان لمحادثات نووية مباشرة

"رسائل صاروخية" فاشلة ضدّ السعودية والإمارات

02 : 00

توعّد الحوثيّون بـ"توسيع عملياتهم خلال المرحلة المقبلة" (أ ف ب)

كعادتها، تُحاول الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة استخدام "أوراقها" المزعزعة للإستقرار في المنطقة في "لعبة البوكر" النوويّة على طاولة فيينا، حيث تُصعّد ميدانيّاً عبر تحريك الحوثيين لإطلاق الصواريخ في اتجاه السعودية والإمارات لمحاولة تحسين شروطها على طاولة الكبار في المفاوضات التي تسعى من خلالها إلى التحاور مع الولايات المتحدة مباشرة من أجل تحقيق "إتفاق نووي جيّد"، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، الأمر الذي اعتبرته واشنطن أكثر فعالية للتوصّل إلى تفاهم سريع.

وفي إطار "الرسائل الصاروخيّة والمسيّرة" التي تُرسلها إيران عبر "وكيلها المعتمد" في اليمن "أنصار الله"، أطلق الحوثيّون صواريخ باليستية في اتجاه أبوظبي ومناطق سعودية، اعترضتها الدفاعات الجوّية، في مطلع أسبوع ثان من التصعيد، وهدّدوا بتوسيع عملياتهم في الإمارات، التي أعلنت اعتراض صاروخَيْن باليستيَّيْن في أجوائها.

وبينما أوضحت وزارة الدفاع الإماراتية أن تدمير الصاروخَيْن لم تنجم عنه "خسائر بشرية"، مشيرةً إلى أن "بقايا الصواريخ الباليستية... سقطت في مناطق متفرّقة حول إمارة أبوظبي"، نقل حساب السفارة الإماراتية في الولايات المتحدة على "تويتر" عن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة تأكيده أن "تعاوناً وثيقاً بين الإمارات والولايات المتحدة ساعد بالتصّدي لهجمات حوثية جديدة على الإمارات".

وإذ رأى العتيبة أن الخطوة التالية يجب أن تكون وقف تدفق المال والسلاح للحوثيين من الجهات الداعمة لهم، اعتبر أن "الولايات المتحدة يجب أن تتحرّك الآن لوضع الحوثيين مجدّداً على لائحة الإرهاب"، فيما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول أميركي أن كلاً من الجيشَيْن الأميركي والإماراتي أطلقا صواريخ اعتراضية خلال الهجوم الذي شنّه الحوثيون، مؤكداً أن "الهجوم المضاد المشترك" منع الصواريخ من ضرب الإمارات.

كذلك، كانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت مساء الأحد إصابة شخصَيْن إثر سقوط صاروخ باليستي على جازان في جنوب المملكة، بينما أعلن التحالف في وقت لاحق أنّ الدفاعات السعودية دمّرت "صاروخاً باليستيّاً أُطلق في اتجاه ظهران" في جنوب المملكة أيضاً، في وقت تحدّث فيه الحوثيّون عن تنفيذ "عملية عسكرية واسعة" استهدفت "العمقَيْن السعودي والإماراتي"، متوعّدين بـ"توسيع عملياتهم خلال المرحلة المقبلة ومواجهة التصعيدَ بالتصعيد"، مع تدهور وضعهم الميداني على أكثر من جبهة في الداخل اليمني.

لكنّ وزارة الدفاع الإماراتية شدّدت على أنّها "على أهبة الإستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات". كما حذّرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها من أن دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الردّ على تلك الهجمات الإرهابية، واصفةً الهجمات بأنها "جريمة نكراء"، في حين شدّدت وزارة الخارجية السعودية في بيان على "الحاجة الملحة لتحرّك المجتمع الدولي، لا سّيما مجلس الأمن الدولي، لوضع حدّ لهذا السلوك العدواني". وتوالت كذلك الإدانات الخليجية والعربية والدولية، وكان الأبرز موقف الخارجية الأميركية التي اعتبرت الهجمات الحوثية تصعيد خطر، وشدّدت على أن واشنطن "تعاود التأكيد على تعزيز الدفاع عن شركائنا السعوديين والإماراتيين".

وبعدما تولّى الحوثيّون مهمّتهم الميدانيّة، دخل وزير الخارجية الإيراني على الخطّ الديبلوماسي معتبراً أن "خلافات اليمن مع جيرانه شأن داخلي يمني". لكنّه طلب من السعودية والإمارات أن "تتبنّيا موقفاً سياسيّاً لإنهاء الحرب والحصار على اليمن وبدء حوار بين الأطراف اليمنية"، إذ إنّ "استمرار الحرب لن يكون في صالح أي من الأطراف"، لافتاً إلى أن "الطريق مفتوح أمام السعودية لاستئناف العلاقات مع بلادنا، ومتى قرّرت الرياض إعادة فتح سفارتها في طهران نحن نُرحّب بها".

وبينما أبدى عبداللهيان استعداد طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة بشكل مشترك حال تطلّبت الضرورة ذلك من أجل تحقيق "إتفاق نووي جيّد" مع "ضمانات قوية"، سارعت واشنطن إلى تأكيد استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع طهران. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "فرانس برس" إنّ "الإلتقاء بشكل مباشر سيسمح بتواصل أكثر فعاليةً، وهو أمر ملحّ للتوصّل سريعاً إلى تفاهم"، محذّراً من أنّه "لم يعد لدينا وقت تقريباً للتوصّل إلى تفاهم".

وفي وقت سابق، رأى المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن ثمة إمكانية للتوصّل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة في ملفَيْ برنامجها النووي والإفراج عن موقوفين لدى البلدَيْن، مشدّداً على ضرورة عدم الربط بين "محادثات فيينا" وتبادل محتمل للسجناء، وذلك تعقيباً على تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، استبعد فيها التفاهم مع طهران نوويّاً، ما لم تُفرج الجمهورية الإسلامية عن 4 أميركيين موقوفين لديها.


MISS 3