الراعي: هل لبنان قوة العرب بالسلاح؟ طبعاً لا

02 : 00

نتحدث عن لبنان الدولة المتماسكة القوية

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي امام المجلس الجديد لنقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي انه «لا يمكننا ألا ننظر بإيجابية إلى الوفود الوزارية والنيابية التي تزور لبنان في هذه المرحلة بالذات، لهذه الزيارات قيمتها وعلينا أن نظهر ذلك. ولا يمكننا أن نمرّر مرور الكرام الكلام الذي قاله وزير خارجية الكويت الذي، وكما قال، إنه يزور لبنان باسم دول الخليج. ولا يمكننا أن نمرر كلامه أن لبنان أيقونة العرب وقوتهم. الوزير الكويتي يتحمل مسؤولية كلامه، وهو يرتكز على أن لبنان هو فعلا قوة العرب. هل لبنان قوة العرب بالسلاح؟ طبعا، لا».

ورأى «اننا في قلب العاصفة حالياً، وعلينا أن نتعاون ونتعاضد لتمر هذه العاصفة وتنتهي».

قرار الحريري فاجأني

وأعلن الراعي ان قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق نشاطه السياسي قد فاجأه ولم يكن ينتظره شخصياً. وقال: «للرئيس سعد الحريري شخصيته ودوره واعتداله، لا يمكننا أن ننسى السنوات التي كان فيها مسؤولاً وكان يسير دائما بخط المرحوم والده ألا وهو خط الإعتدال. كما أنني لم أكن أنتظر أن تعليق العمل السياسي سيشمل تيار «المستقبل». للوهلة الأولى أعتبر أن هكذا قرار سيخلق خللاً في المكون اللبناني. وكنت أتمنى ألا يعلق الرئيس الحريري نشاطه السياسي وكذلك تيار «المستقبل». إذا كان الرئيس الحريري له ظروفه وأسبابه، ولماذا القرار يشمل تيار «المستقبل»؟ نأمل ألا يتسبب ذلك بخسارات وخلل كبير في المجتمع اللبناني وآمل أن يعرف السنّة الكرام اتخاذ موقعهم في المجتمع اللبناني، لأن لبنان لا يمكنه التخلي عن أي مكون من مكوناته والسنّة مكون كبير ونأمل خيراً وأنا لم ألتق أحدا منهم لتكون الفكرة أوضح بالنسبة إلي».

غياب الثقة

وعن دور الفاتيكان في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، قال الراعي: «نحن نمر بصعوبات ولكن علينا ألا نسقط أمامها، علينا القول إن لبنان هو وطننا وعلينا أن نبنيه بالتجرد والتعاون وبتضافر القوى وبالثقة. هذا لا يحتاج إلى الخارج ليقول لنا عن هذه المسلمات. هل ننكر أن الثقة ببعضنا البعض غائبة؟ لماذا تغيب هذه الثقة عن بعضنا البعض؟ رئيس الجمهورية دعا إلى حوار، النصف رفضه. الرئيس ماكرون يدعوهم كلهم يحضرون. لماذا؟ لأن الثقة غائبة. علينا إيجاد الثقة بين كل مكونات المجتمع اللبناني. إذا غابت الثقة ببعضنا «ما بيمشي البلد». الزوجان إذا غابت الثقة بينهما هل تستقيم العائلة؟ الثقة لا تشرى بل علينا خلقها. نبني هذه الثقة عندما أقول إن علي أن يكون لدي ثقة بالغير. الثقة لا تبنى بالإساءات في الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، الثقة تكون من خلال التفاهم. نقطة الضعف لدى القيادات أنها لا تستطيع النظر بعيون بعضها البعض، في وطن أطلق عليه وطن الحوار والرسالة، الأفكار المسبقة ليست حقيقة منزلة. إذا غاب الحوار غابت الثقة. نحن مجتمع واحد ولدينا وطن واحد ومصير واحد ومسؤولية واحدة مشتركة من دون خلفيات نستطيع التفاهم. ولكن إذا كانت لدي حسابات وارتباطات أخرى فهذا موضوع آخر. هذه هي مشكلتنا في لبنان، ولهذا السبب الثقة غائبة. لماذا الثقة بالوطن غائبة»؟

وعن زيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان، قال الراعي: «ما ردده الوزير الكويتي حول تطبيق اتفاق الطائف أفرحني ونحن معه في هذه الدعوة. نحن يعنينا تطبيق قرارات الشرعية الدولية. طبعاً تعنينا سيادة لبنان وتقوية الجيش اللبناني والوحدة اللبنانية وحماية الكيان اللبناني».

وحول سلاح «حزب الله»، قال: «عودوا إلى ما يقوله اتفاق الطائف. معاناتنا تكمن في عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي طبق جزئياً. هذا ما يعنيني مما قاله الوزير الكويتي، لأن ما أشرت إليه أنا هو الألف باء لكل شيء وهو ما نطالب به كل يوم. نحن نطالب بمؤتمر دولي وليس بمؤتمر تأسيسي، لتطبيق الطائف أولاً روحاً ونصاً وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين». واعتبر ان «موقف المجتمع الدولي حيال النازحين السوريين هو قرار سياسي وقع علينا وبالاً».

دور الموارنة

وشدد الراعي على انه لا «يمكن للموارنة اليوم الإنكفاء عن الدور الذي بناه أجدادهم، الا وهو الولاء للبنان والعمل من أجل لبنان. لبنان ليس مارونيا وليس للموارنة الذين لعبوا دوراً كبيراً من أجله. على الموارنة توحيد كلمتهم ورؤيتهم والتخلي عن خلافاتهم. أن تكون هناك أحزاب متنوعة هذا طبيعي، ولا يجوز الإختلاف على القضايا العامة وفق مصالح حزبية وشخصية. لا، مصالحكم ليست أكبر من لبنان. إذا عاد الموارنة إلى هذه المرتكزات الأساسية بإمكانهم لعب دور الأجداد الذين بنوا لبنان. ولا أحد ينسى ما قاله شارل مالك عن مسؤولية الموارنة: «إذا خربت بكركي راح لبنان بس إذا خرب لبنان بكركي بتردّو».

أضاف: «البطريرك صفير قال يوماً «مجد لبنان أعطي لشعب لبنان». نعم أعطي لشعب لبنان المناضل صاحب الولاء للبنان. لذلك بكركي تمثل هذا الشعب». وتابع: «لا أريد تحميل الموارنة المسؤولية حول الأوضاع التي وصلنا إليها في لبنان. كلنا يعرف السبب الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم. يجب الّا نحمل الموارنة الخراب الموجود في لبنان. انا ادعو الموارنة للعب الدور لخير لبنان واللبنانيين».

وعن العلاقات بين المرجعية المارونية والمرجعية الشيعية وهل هناك قطيعة بينهما، قال الراعي: «البطريرك الحويك قال الإنتماء الى لبنان يكون عبر المواطنة لا عبر الدين. الإنتماء اليوم للبنان هو انتماء طائفي. ونحن نرفض في بكركي استعمال كلمة طائفي. ولم نتحدث يوماً مارونياً أو مسيحياً، دائما نتحدث عن لبنان الدولة المتماسكة القوية. هذا هو مبدأنا. وانا لا اريد أن اعتبر ان هناك خلافا بين الموارنة والشيعة. كنا نعقد اجتماعات وكانوا يشاركون معنا ونحن بانتظار انتخاب رئيس المجلس الشيعي الأعلى خلفا للمرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان. إذا تحدث أحد عن موضوع ما لا يعني ذلك ان هذا رأي الشيعة. نحن والرئيس بري تربطنا علاقة ممتازة واتصالاتنا دائمة. اما في ما خص «حزب الله» فهناك لجنة تمثلنا وتمثله ما زالت تجتمع. ولا يجوز القول أبداً ان هناك قطيعة بين بكركي والشيعة. وكان شيخ عقل الموحدين الدروز مهتماً بعقد قمة روحية وهو يقوم بالإتصالات لذلك».


MISS 3