رجّحت تحرّكاً عسكريّاً ضدّ أوكرانيا خلال أسابيع

واشنطن ترفض طلب موسكو عدم ضمّ كييف للناتو

02 : 00

بلينكن متحدثاً خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس (أ ف ب)

ما زال باب الديبلوماسية مفتوحاً لحلّ الأزمة المستعرة حول أوكرانيا تفادياً للذهاب إلى حرب طاحنة لا أحد يستطيع التكهّن بتداعياتها الجيوستراتيجية والعسكرية والمالية... الخطرة على أوروبا والعالم، لكنّ الولايات المتحدة رفضت خطيّاً أمس مطلب روسيا بعدم ضمّ أوكرانيا إلى "حلف شمال الأطلسي"، عارضةً على موسكو مساراً جاداً للخروج من الأزمة.

وبعدما تمّ تسليم الرسالة إلى موسكو، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "نوضح أنّ هناك مبادئ جوهرية نحن ملتزمون بالمحافظة عليها والدفاع عنها، تشمل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وحقّ الدول في اختيار الترتيبات الأمنية والتحالفات الخاصة بها".

وأشار بلينكن إلى أنّه سيتحدّث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الأيام المقبلة للحصول على ردّ موسكو على الموقف الأميركي، وقال: "تناولنا إمكانية اتخاذ تدابير شفافية متبادلة في ما يتعلّق بوضع القوة وأوكرانيا، إضافةً إلى تدابير لزيادة الثقة في ما يتعلّق بالتدريبات والمناورات العسكرية في أوروبا".

والرسالة التي أُعدّت بالتنسيق مع كييف وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، تفتح الباب أيضاً أمام تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة مع روسيا في ما يتعلّق بمسألة الصواريخ الإستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا.

وفي السياق، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أنّ السفير الأميركي في موسكو جون سالفيان سلّمها ردّ بلاده على لائحة المطالب الأمنية التي تقدّمت بها لحلّ الأزمة الأوكرانية.

كذلك، أعلن "حلف شمال الأطلسي" تقديمه مقترحات من أجل حلّ ديبلوماسي للتوترات التي تُثيرها التعزيزات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا، لكنّه شدّد في الوقت عينه على أنّه يبقى "مستعدّاً للأسوأ".

وعلى الخطّ الديبلوماسي أيضاً، أعلن مبعوث الكرملين الخاص في شأن النزاع الأوكراني ديميتري كوزاك في ختام جلسة محادثات جرت في باريس بين روسيا وأوكرانيا بوساطة فرنسية - ألمانية أنّ المباحثات "ليست سهلة"، مشيراً إلى أنّ الأطراف الأربعة اتفقت على عقد جولة جديدة في برلين خلال أسبوعَيْن.

وفي أعقاب الاجتماع الرباعي الذي حصل في قصر "الإليزيه"، اعتبر كوزاك أنّه "على الرّغم من وجود اختلافات في التفسير، يجب أن تستمرّ الهدنة، ويجب الحفاظ على وقف إطلاق النار"، بين الجيش الأوكراني والإنفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

توازياً، حضّت السفارة الأميركية في أوكرانيا رعاياها في البلاد على "التفكير في المغادرة الآن على متن وسائل النقل المتاحة سواء التجارية أو الخاصة"، محذّرةً من أن الوضع "قد يتدهور من دون سابق إنذار يُذكر"، في ظلّ ازدياد المخاوف من غزو روسي محتمل.

وفي هذا الصدد، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال على استعداد لاستخدام القوة ضدّ أوكرانيا "ربّما بين الآن ومنتصف شباط"، مشيرةً إلى أنّ خطط بوتين قد تتأثر بأولمبياد بكين، الذي سينطلق في الرابع من شباط بحفل افتتاح من المقرّر أن يحضره الرئيس الروسي.

لكنّ وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اعتبر أن عدد القوات الروسية المحتشدة على حدود بلاده لا يزال "غير كافٍ" لشنّ هجوم واسع النطاق على أوكرانيا.

تزامناً، حذّر الكرملين من أن فكرة فرض عقوبات على بوتين التي تحدّث عنها نظيره الأميركي جو بايدن، "مدمّرة"، وقال المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافة: "سياسيّاً، هذا الأمر ليس مؤلماً، إنه مدمّر"، معتبراً أن هذه العقوبات لن يكون لديها تأثير.

من ناحيته، حذّر لافروف أمام مجلس الدوما الروسي من أن نظام العلاقات الدولية يمرّ حاليّاً بتغيرات سلبية خطرة، محمّلاً الغرب المسؤولية عن السعي إلى كسب تفوّق أحادي الجانب على حساب الآخرين.

ورأى لافروف أن العالم لم يعُد يتمحور حول الولايات المتحدة منذ وقت طويل، ولن يعود أبداً إلى نموذج أحادي القطب، مهدّداً بأنّ موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تصرّفات الغرب إزاءها.

وفي الأثناء، أعلن مقرّ أسطول البحر الأسود الروسي انطلاق تدريبات بحرية ضخمة بمشاركة أكثر من 20 سفينة حربية، في وقت وصلت فيه 6 مقاتلات أميركية إلى إستونيا لتعزيز بعثة "الأطلسي" في البلاد، فيما كشفت وزارة الدفاع التشيكية أنّها ستُقدّم لأوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة هبة عسكرية قوامها 4000 قذيفة مدفعية.

وبينما تسعى الولايات المتحدة ودول أوروبّية إلى إعداد خطط طوارئ في حال قلّصت روسيا امداداتها من موارد الطاقة إلى "القارة العجوز"، أعلن البيت الأبيض الثلثاء أن بايدن سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في واشنطن في 31 كانون الثاني.

وجاء في بيان للمتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن اللقاء سيتناول الأمن في منطقة الشرق الأوسط و"تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة"، في حين كان لافتاً تراجع سعر العملة الروسية مساء الأربعاء لما دون العتبة الرمزية البالغة 80 روبلاً للدولار، في سابقة منذ تشرين الثاني 2020.


MISS 3