موسكو لا تتسرّع بتقييم "الرفض الأميركي": باب الحوار مفتوح

واشنطن تُقحم بكين في أزمة شرق أوروبا

02 : 00

بوتين يضع باقة من الزهور على مقبرة "بيسكارفسكويه" التذكاريّة في سان بطرسبورغ أمس في الذكرى الـ78 لإنتهاء "حصار لينينغراد" خلال الحرب العالمية الثانية (أ ف ب)

أقحمت الولايات المتحدة الصين بوحول شرق أوروبا المتحرّكة التي قد تُغرق المنطقة بحرب ضارية لم تشهد لها "القارة العجوز" مثيلاً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحضّتها على استخدام نفوذها لدى روسيا لثنيها عن غزو أوكرانيا، معربةً عن ثقتها في أنّ خط الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط بين روسيا وألمانيا، لن يدخل الخدمة في حال غزت موسكو أوكرانيا.

وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند للصحافيين: "ندعو بكين إلى إستخدام نفوذها لدى موسكو للحضّ على الديبلوماسية، لأنّه إذا حصل نزاع في أوكرانيا، لن يكون الأمر جيّداً للصين كذلك"، مضيفةً: "نحن نُواصل نقاشاتنا القوية جدّاً والواضحة جدّاً مع حلفائنا الألمان، وأودّ اليوم أن أكون واضحة معكم: إذا غزت روسيا أوكرانيا فبطريقة أو بأخرى لن يمضي "نورد ستريم 2" قدماً".

وفي السياق، توعّدت ألمانيا بأن يكون لأي غزو لأوكرانيا عواقب خطرة على روسيا، مشيرةً إلى عقوبات قد تستهدف خط أنابيب "نورد ستريم 2" المخصّص لإيصال الغاز الروسي إلى أوروبا. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للبرلمان: "نعمل على حزمة عقوبات قوية مع الحلفاء الغربيين تُغطّي جوانب عدّة، بما يشمل نورد ستريم 2".

توازياً، سيستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن المستشار الألماني أولاف شولتز في البيت الأبيض في السابع من شباط. ورأت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي أن "زيارة المستشار شولتز توفر فرصة لتأكيد العلاقات العميقة والدائمة بين الولايات المتحدة وألمانيا"، مشيرةً إلى أنهما سيُناقشان "التزامهما المشترك بالديبلوماسية الجارية والجهود المشتركة لردع روسيا عن شنّ أي عدوان ضدّ أوكرانيا".

وفي الغضون، تلقت روسيا بفتور رفض واشنطن لمطالبها الأمنية، لكن كلا الجانبَيْن حرصا على إبقاء الباب مفتوحاً للحوار. وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا يُمكن القول إن وجهة نظرنا أُخذت بعين الاعتبار، أو أن (الجانب الأميركي) أظهر استعداداً لأخذ مخاوفنا في الحسبان". لكنّه أضاف: "دعونا لا نتسرّع في وضع تقييمات، التحليل يستغرق وقتاً".

كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى عدم وجود "ردّ إيجابي" على مطلب موسكو الرئيسي. لكنّه ترك الباب مفتوحاً للحوار، مشيراً إلى أنه يُمكن "أن نأمل في بدء حوار جاد حول قضايا ثانوية"، بينما عبّرت أوكرانيا على لسان وزير خارجيّتها دميترو كوليبا عن ارتياحها للردّ الأميركي.

لكن روسيا حصلت على دعم صريح من الصين التي أكد وزير خارجيّتها وانغ يي لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي أن "المخاوف الأمنية المنطقية" لروسيا "يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ"، في حين أشار بلينكن إلى المخاطر التي سيتعرّض لها الأمن والإقتصاد في العالم، في حال حصول عدوان روسي ضدّ أوكرانيا.

وفي الداخل الأوكراني، أمر الرئيس فولوديمير زيلينسكي الشرطة بفتح تحقيق في واقعة إطلاق نار نفّذها عنصر من "الحرس الوطني" وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، بينهم 4 جنود، وإصابة عدد آخر بجروح بالغة، بينما اعتُقل الجندي بعدما لاذ بالفرار على مدى ساعات حاملاً سلاحه.

وبعدما فتح مكتب التحقيقات المسؤول عن الجرائم الكبيرة تحقيقاً في الإهمال مع قيادة "الحرس الوطني"، أبلغ قائد "الحرس الوطني" ميكولا بالان الصحافيين أنّه قدّم استقالته، في وقت طلب فيه الممثل الرئيسي للإنفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا دينيس بوشيلين، الذي يقود منطقة دونيتسك، من موسكو، تقديم أسلحة للمتمرّدين لمواجهة قوات كييف.

وعلى صعيد آخر، كشفت النيابة الألمانية أن عالماً روسيّاً يُدعى "إيلنور ن." يعمل في جامعة في بافاريا واعتُقل في حزيران الماضي، اتُّهم رسميّاً في ألمانيا للإشتباه في تجسّسه على برنامج الفضاء الأوروبي "أريان" لحساب موسكو.


MISS 3