في هجوم حوثي إرهابي جديد يتزامن مع بلوغ "محادثات فيينا" مرحلة حرجة وحاسمة، أُصيب 12 مدنيّاً بجروح في مطار أبها بجنوب السعودية إثر اعتراض الدفاعات الجوية مسيّرة مفخّخة أطلقها المتمرّدون المدعومون من الجمهورية الإسلامية التي تستخدم الساحة اليمنية، كما ساحات شرق أوسطيّة أخرى، كورقة ضغط في "كباشها الديبلوماسي" بهدف تحسين شروطها التفاوضية على "الطاولة النووية" مع الدول الكبرى في قصر "كوبورغ" الفخم في فيينا.
وإذ أوضح تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية أن الدفاعات الجوية السعودية تمكّنت من "إحباط محاولة عمل عدائي عابر للحدود باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية"، أشار المتحدّث باسم التحالف العميد تركي المالكي إلى أنّه "نتيجة لعملية الاعتراض، تناثرت بعض الشظايا للطائرة المسيّرة"... ما أدّى إلى "وقوع 12 إصابة طفيفة لمدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة".
وأُصيب سعوديان بالإضافة إلى 4 بنغلادشيين و3 نيباليين وهندي وسريلانكي وفيلبيني. واعتبر المالكي أن "هذه المحاولة العدائية الوحشية لاستهداف مطار أبها الدولي والمدنيين المسافرين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمطار تُمثّل جريمة حرب"، في حين لفت مسؤول في المطار لوكالة "فرانس برس" إلى أنه "توقفت حركة الطائرات لفترة وجيزة قبل أنّ تستأنف مجدّداً".
وبعدما أعلن التحالف أنّه سيتّخذ "إجراءات عملياتية حازمة استجابة لتهديد استهداف المطارات المدنية والمسافرين"، أكد في بيان لاحق أنه "سيتمّ قصف نقاط حاسمة بصنعاء يستخدمها الحوثيون في إطلاق المسيّرات"، وطالب المدنيين في صنعاء بـ"إخلاء المواقع المدنية المستخدمة عسكريّاً للـ 72 ساعة المقبلة"، معتبراً أن "الحوثيين اختاروا التصعيد السافر باستهداف المطارات المدنية والمدنيين".
وأثار الهجوم الإرهابي من قبل الحوثيين ردود فعل غربية وعربية مندّدة، كان أبرزها الموقف الأميركي على لسان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الذي أكد أنّ "الولايات المتّحدة تُدين بشدّة الهجوم الإرهابي"، متعهّداً "دعم السعودية في دفاعها عن شعبها وأراضيها ضدّ هذه الهجمات"، ومؤكداً أن "أميركا ستقف إلى جانب أصدقائها في المنطقة".
وفي الملف النووي الإيراني، وبينما رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الطريق ما زال طويلاً قبل إحياء إتفاق العام 2015، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد في تل أبيب أن "محادثات فيينا" وصلت إلى "نقطة حرجة للغاية" وتدخل "مرحلة نهائية"، مشيرةً إلى أنّه "على الرغم من التحفظات الإسرائيلية، فإنّ العودة إلى الإتفاق النووي ستجعل المنطقة أكثر أماناً".
من جهته، أوضح لابيد أنه ناقش مع بيربوك المحادثات النووية وعرض موقف الدولة العبرية لها بأنّ "إيران نووية ليست خطراً على إسرائيل وحسب، وإنما على العالم بأسره"، لافتاً إلى أن إيران "تُصدّر الإرهاب من اليمن إلى بوينس آيرس"، ومعتبراً أن الإتفاق يجب أن يضع في الحسبان "عدوانها الإقليمي".
وبعد استقباله الوزيرة الألمانية، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان على "ضرورة تحديد تاريخ نهائي لاستكمال المفاوضات مع إيران، تزامناً مع استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم الذي لا يخدم سوى المصلحة الإيرانية"، معتبراً أن "إبرام إتفاق نووي مع إيران يُشكّل خطأ سيُخاطر بالمنطقة كلّها".