نيقوسيا تتّهم أنقرة بتدفّق المهاجرين غير الشرعيين

مباحثات قبرصيّة - سعوديّة حول التحدّيات الإقليميّة

02 : 00

الرئيس القبرصي خلال استقباله وزير الخارجية السعودي في نيقوسيا أمس (أ ف ب)

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره القبرصي يوانيس كاسوليدس، تحدّيات الإستقرار الإقليمي وطرق مواجهة الإرهاب، فيما شدّد بن فرحان على أن نيقوسيا شريك أساسي للسعودية في الاتحاد الأوروبي، وهي صلة وصل بين الرياض وأوروبا.

من جانبه، حذّر كاسوليدس من أن هجمات المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران على السعودية تُهدّد استقرار المنطقة بأكملها، مثمّناً «دعم السعودية وعلاقة الشراكة مع المملكة»، مشيراً أيضاً إلى أنّه «بحثنا العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والسعودية».

وعلى جبهة أخرى، وخلال حوار مع وكالة «فرانس برس»، اعتبر وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس أن الجزيرة تُعاني من مشكلة كبيرة في الهجرة غير الشرعية، وقال: «بالنسبة إلينا، إنها حال طوارئ»، مشيراً إلى أن 4.6 في المئة من سكّان الجزيرة هم طالبو لجوء أو يستفيدون من حماية، وهي أعلى نسبة تُسجّل ضمن دول الاتحاد الأوروبي.

واتّهم نوريس تركيا التي تحتلّ جيوشها منذ العام 1974 الشطر الشمالي من الجزيرة، أي ما يُقارب ثلث مساحة قبرص الكاملة، بالتسبّب بتدفّق اللاجئين السوريين والوافدين من أفريقيا جنوب الصحراء.

واعتبر أن «ما تفعله تركيا بنا هو وحشي»، بحيث ازدادت طلبات اللجوء الجديدة إلى أكثر من 13 ألفاً العام الماضي بينما يبلغ عدد السكان الإجمالي في قبرص 850 ألف نسمة، موضحاً أن «قضية الهجرة في قبرص مشكلة كبيرة لأنّها استُغلّت من قبل تركيا».

وكشف نوريس أن بين 60 و80 مهاجراً غير شرعي يعبرون يوميّاً، بقيادة مهرّبين، المنطقة العازلة بين شطرَيْ الجزيرة الممتدّة على طول 184 كيلومتراً، والتي تُشرف عليها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن 85 في المئة من طالبي اللجوء وصلوا عبر هذه الطريقة العام الماضي.

ولفت إلى أن العديد من الوافدين الجُدد إلى قبرص يستقلّون طائرة من اسطنبول في اتجاه الشطر الشمالي من الجزيرة، الذي لا تعترف به دوليّاً إلّا أنقرة، ثمّ «من هناك يجدون طريقاً بمساعدة المهرّبين، عبر المنطقة العازلة».

وذكر الوزير أن حكومته، التي لجأت أخيراً إلى تحصين جزء من الخط بأسلاك شائكة، ستُقيم سياجاً وتُكثّف الدوريات، كما ستقوم اعتباراً من الصيف بتثبيت نظام مراقبة إسرائيلي الصنع. كما شدّد على أن «قبرص لم تقم أبداً بردّ» مهاجرين، لكنها مارست حقها في اعتراض القوارب التي كانت تتمّ عادة مواكبتها إلى لبنان.

وبحسب وزارة الداخلية القبرصية، سُجّل أعلى عدد من طلبات اللجوء التي لا تزال قيد الدرس العام 2021 من مهاجرين قادمين من سوريا، تليها الكاميرون وجمهورية الكونغو الديموقراطية ونيجيريا والصومال.