تباين ألماني - إسرائيلي حول "محادثات فيينا"

02 : 00

خلال لقاء بينيت وشولتز في القدس أمس (أ ف ب)

ألقى العدوان الروسي على أوكرانيا بظلاله على "محادثات فيينا" النوويّة الهادفة إلى إعادة إحياء إتفاق العام 2015 مع إيران، إذ تتسارع الأحداث الميدانية والسياسية بشكل دراماتيكي وسط أجواء جيوسياسية مشحونة للغاية، ما دفع المستشار الألماني أولاف شولتز خلال زيارة الى القدس أمس إلى التشديد على أن التوصّل إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني "لا يحتمل مزيداً من التأجيل"، على الرغم من معارضة إسرائيل الشديدة للصفقة.

وهيمن الخلاف السياسي في شأن "محادثات فيينا" على أجواء المؤتمر الصحافي المشترك بين المستشار الألماني ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. وقال شولتز: "نتطلّع إلى التوصّل إلى اتفاق في فيينا"، معتبراً أن "الوقت حان الآن لاتخاذ قرار لا ينبغي تأجيله أكثر من ذلك... الوقت حان لنقول نعم لما يُمثل حلاً جيّداً ومعقولاً".

وفي المقابل، أبدى بينيت إنزعاجه الشديد من الخطوط العريضة للإتفاق الذي قد يرى النور قريباً، وأشار إلى أنه كان يُراقب "محادثات فيينا بقلق"، محذّراً من أن "إسرائيل ستعرف كيف تُدافع عن نفسها وكيف تضمن أمنها ومستقبلها". وأوضح أنّه "بالنسبة إلينا احتمال التفاوض على اتفاق يسمح لإيران بتركيب أجهزة طرد مركزي وعلى نطاق واسع في غضون سنوات قليلة... أمر غير مقبول".

وزار شولتز النصب التذكاري للمحرقة اليهودية (ياد فاشيم) برفقة بينيت، حيث وضع إكليلاً من الورود. وسبق للمستشار الألماني أن زار إسرائيل ونصب المحرقة الذي ترك في دفتر الزوّار الخاص به رسالة أكد خلالها على مسؤولية ألمانيا التاريخية تجاه الدولة العبرية.

وكتب: "القتل الجماعي لليهود كان بتحريض من ألمانيا"، مضيفاً في رسالته: "كلّ حكومة ألمانية تتحمّل مسؤولية دائمة عن أمن دولة إسرائيل وحماية الحياة اليهودية". أمّا بينيت فاعتبر الـ"هولوكوست" "الجرح الذي شكّل أساس العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل... هذا الجرح كان انطلاقاً لعلاقات مهمّة وثابتة".

والتقى المستشار الألماني لاحقاً وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وزار الكنيست. وبحسب القنصلية الألمانية في رام الله في الضفة الغربية، فقد أُرجئت زيارة شولتز التي كانت مقرّرة إلى رام الله بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وكان من المفترض أن يلتقي المستشار الألماني كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ.

توازياً، أوضح سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في فيينا ميخائيل أوليانوف أن المفاوضات النووية "على بُعد دقيقة واحدة من خط النهاية"، معتبراً أن الحرب في أوكرانيا لم تؤثر على تعاون روسيا مع المشاركين الآخرين.

وفي الغضون، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن الوكالة "لن تتخلّى أبداً" عن محاولاتها لدفع إيران لتوضيح وجود سابق لمواد نووية لم تُصرّح عنها في مواقع عدّة. ولم يستبعد غروسي أن يزور طهران في القريب العاجل لبحث الموضوع.


MISS 3