جلسة الساعة ونصف الساعة التي سبقتها خلوة لم تتجاوز الدقائق الخمس بين الرؤساء الثلاثة، خصّصت للاستماع إلى شرح تفصيلي مدعّم بالخرائط والإحداثيات التقنية وعبر شاشة، إلى ما خلصت إليه اللجنة الفنية في تقريرها الذي أعدته نتيجة اجتماعاتها وبحثت في خلالها بالتفصيل في المقترح الخطي الذي حمله من إسرائيل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
كثيرة هي الأسئلة التي طرحت على اللجنة الفنية، والأكثر شرحاً وردّاً على هذه الأسئلة كان عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، بحيث تمكنت اللجنة من إقناع الرؤساء الثلاثة بأن خط هوكشتاين لا يلبّي الحدّ الممكن أن يقبل به لبنان وهو الخط 23 مع حيازة لبنان حقل قانا بالكامل، وكان الاقتراح بأن يطلب لبنان من الجانب الاميركي مواصلة مساعيه التفاوضية وبأن تتم العودة إلى مفاوضات الناقورة بحيث توضع كل المقترحات على الطاولة للوصول إلى نتيجة ايجابية، أي التفاوض بهدف الوصول إلى حل، كما تمّت الموافقة على التقرير الذي أعدته اللجنة وقد تمّت صياغته بدقة متناهية تقنياً وفنياً وقانونياً، على أن يتمّ إبلاغ الجانب الأميركي خطياً بالملاحظات اللبنانية قريباً جداً.
واللافت أن الثنائي الشيعي الذي سبق وأعلن أنه لن يشارك في اجتماعات اللجنة الفنية وطلب من وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية عدم تسمية ممثل للوزارة في اللجنة، تبيّن أنه كان حاضراً في كل دقائق اجتماعات اللجنة عبر علي حمدان مستشار الرئيس نبيه بري، الذي حضر اجتماع اللجنة مع الرؤساء الثلاثة وشارك في صوغ البيان الذي أذيع في نهاية الاجتماع.
وفي المعلومات الرسمية أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي قرروا في خلال الاجتماع الرئاسي الذي عقد ظهر أمس في قصر بعبدا وخُصص للبحث في اقتراح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، دعوة الولايات المتحدة الأميركية الى الاستمرار في جهودها لاستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وفقاً لاتفاق الإطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة. وشدّدوا على أن هذا الملف وطني بامتياز ويجب أن يبقى بعيداً عن التجاذبات والمزايدات التي لا طائل منها. وبعد الاجتماع تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير البيان التالي:
« ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعاً ظهر اليوم في قصر بعبدا، حضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، تم خلاله درس الاقتراح الذي سلّمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وتم خلال الاجتماع عرض نتائج ما توصّلت إليه اللجنة التقنية التي درست اقتراح هوكشتاين والتي تألفت من ممثلين من رئاستي الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش (مصلحة الهيدروغرافيا) وهيئة إدارة قطاع البترول. وعرض المجتمعون الملاحظات والاستفسارات حول الاقتراح بهدف الوصول إلى موقف موحّد يضمن المحافظة على حقوق لبنان وسيادته الكاملة على حدوده البحرية. وبعد النقاش تقرر دعوة الولايات المتحدة الأميركية الى الاستمرار في جهودها لاستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وفقاً لاتفاق الإطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة. وشدّد المجتمعون على أن هذا الملف وطني بامتياز ويجب أن يبقى بعيداً من التجاذبات والمزايدات التي لا طائل منها».
