طوني فرنسيس

إنتخابات اللهيان والمستقبل الأفضل

28 آذار 2022

02 : 00

…»وكان في استقباله ممثلون عن الأمين العام لحزب الله ورئيس مجلس النواب والخارجية اللبنانية». تلك كانت صيغة الإعلام الرسمي الإيراني الموحدة في تناوله خبر وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان. ألغى ذلك الإعلام (فارس ومهر نموذجاً) التراتبية البروتوكولية المعهودة وقدّم ممثلي الأمين العام على ممثلي وزارة الخارجية اللبنانية التي يُفترض انها من يستضيف الوزير الزائر، وعلى ممثلي رئيس السلطة التشريعية نبيه بري. لم يحصل ذلك صدفةً أو نتيجة خطأ تحريري. فخلاصة الأمر في الوعي واللاوعي الإيراني أن الزيارة هي لـ»حزب الله»، لتجديد دعمه وللقول أن نفوذ إيران في لبنان قائم وراسخ، في زمن ينبئ بتحولات كبرى، نتيجة الحرب العالمية في أوكرانيا واحتمالات مفاوضات ڤيينا.

لم يُضِف اللهيان جديداً في بيروت لا يعرفه اللبنانيون عن سياسة ايران تجاه السعودية أو المفاوضات النووية، لكنه كان حريصاً على قول ما لم يقله في دمشق، وتجنب في الوقت نفسه قول ما ادلى به في العاصمة السورية من إشادة بالتقارب السوري مع « مدن الزجاج»!.

كانت بيروت منصة لتكرار الإشادة بالمسؤول الايراني قاسم سليماني وزميله العراقي ابو مهدي المهندس ولسرد الرواية الإيرانية عن محور المقاومة، لكن زبدة القصد وردت في حديث الوزير الإيراني عن الانتخابات النيابية وحرصه على «إنجاز الإستحقاق الإنتخابي المقبل بالشكل الذي يؤدي الى رسم مستقبل أفضل لهذا البلد العزيز».

المستقبل الأفضل الذي يتمناه اللهيان ليس غامض المعالم. انه بعض ما يعيشه البلد «العزيز» اليوم وستتضح صورته النهائية بعد الفوز الكاسح الذي يسعى اليه أنصار ايران في تحالفاتهم الانتخابية وفروعها العجائبية.

ليس الوزير الإيراني وحده من بين وزراء العالم وسفرائه من يبدي إهتماماً بالانتخابات اللبنانية. كثيرون يشددون على أهمية هذه الانتخابات، وربما يتمنون نتائج محددة لها، لكن الايرانيين وحدهم يشعرون بثقة زائدة. فهم من يصح معهم القول لا تنقصهم الرغبة ولا القدرة فيما غيرهم قد تتملكه الرغبة لكن تنقصه القدرة على التنفيذ. وهم إذ يعلنون تمنياتهم صراحةً لا يتركون هامشاً لدول أخرى يتهمونها بما يقومون به. فالمطلوب من السعودية، مثلاً، أن تتحرك «في الإتجاه الصحيح الذي يخدم مصلحة المنطقة وشعوبها». وبديهي أن الإتجاه الصحيح الوحيد هو ذلك الذي تسلكه ايران وليس أي مسلكٍ آخر.

افضل ما في بيروت لزائرٍ ايراني هي أنها منبر مفتوح لتوجيه الرسائل، على أمل أن تقود علاقات الدولتين الشقيقتين وزيراً لبنانياً الى طهران، فيتحدث عن أمله بانتخابات حرة في بلاد الفرس ويشيد بشهداء بلاده من أجل التحرير والحرية والاستقلال والسيادة ويؤكد على العلاقات الوثيقة بين وطنه وبلدان الخليج العربي ومدنها الزجاجية.