العاهل الأردني يبحث مع غانتس "التهدئة الشاملة" في القدس

"الهجمات المباغتة" تُربك إسرائيل: 5 قتلى قرب تل أبيب

02 : 00

من مسرح الهجوم في بني براك أمس (أ ف ب)

في "هجوم مباغت" على طريقة "الذئب المنفرد"، هو الثالث في إسرائيل خلال أسبوع، لكنّه الأكثر دمويّة، قُتِلَ 5 أشخاص وأُصيب آخرون بجروح، حال بعضهم حرجة، جرّاء إطلاق نار في مدينة بني براك القريبة من تل أبيب وفي بلدة رمات غان المجاورة، ما أربك الأجهزة الأمنيّة ومعها المؤسّستَيْن السياسيّة والعسكريّة في الدولة العبرية.

وبينما نُفّذ الهجومان في موقعَيْن مختلفَيْن، أوضحت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن هناك "شبهة بعمل إرهابي في بني براك"، مشيرةً إلى أن "التحقيق الأولي يُفيد بأنّ إرهابيّاً أطلق النار على مواطنين في شارع هشنايم في مدينة بني براك وأصاب عدّة مواطنين إصابات حرجة".

وتابعت: "من هناك انتقل إلى شارع هرتسل وأطلق النار على مواطنين آخرين. قامت قوة من الشرطة بتحييده"، لافتةً كذلك إلى أنها "تلقت بلاغاً في شأن إطلاق نار في شارع بياليك في ضاحية رمات غان"، وأكدت أن قواتها انتشرت في المكان، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أن منفّذ الهجوم هو ضياء حمارشة (26 عاماً) من قرية يعبد قرب جنين شمالي الضفة الغربية.

وفي ردود الفعل، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدة عبر "تويتر" ترجمها مكتبه إلى العربية: "إسرائيل تقف أمام موجة إرهاب عربي قاتل... سنُكافح الإرهاب بكلّ مثابرة وعناد وبقبضة حديديّة. إنهم لن يقتلعونا من هنا. نحن سننتصر!"، في وقت أجرى فيه مشاورات مع وزيرَيْ الدفاع والأمن الداخلي ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس الأمن الداخلي، بينما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقتل مدنيين إسرائيليين، معتبراً أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدّي إلّا إلى المزيد من تدهور الأوضاع".

كما حذّرت ألمانيا من تصاعد العنف، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية في بيان صحافي: "على كلّ من يتحلّى بالمسؤولية ولديه تأثير، أن يُدين صراحة أعمال العنف هذه من أجل تجنّب المزيد من تصعيد العنف"، داعياً إلى "تجنّب دوامة العنف أثناء الأعياد اليهودية والإسلامية والمسيحية المقبلة".

وتأتي الهجمات بعد إطلاق نار الأحد أسفر عن مقتل شرطيَّيْن إسرائيليَّيْن في مدينة الخضيرة الشمالية، في هجوم تبنّاه تنظيم "الدولة الإسلامية". كما قَتَلَ مهاجم اعتُبر من المتعاطفين مع التنظيم الجهادي الثلثاء الماضي 4 إسرائيليين في هجوم نفّذه عن طريق الطعن والدهس في مدينة بئر السبع الجنوبية.

وفي وقت سابق، وبعدما التقى الرئيس الفلسطيني في مدينة رام الله في الضفة الغربية أمس الأوّل، إستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في قصر الحسينيّة في عَمّان أمس، حيث بحث معه "التهدئة الشاملة" في القدس و"منع الاستفزازات التي تؤدّي إلى التصعيد" مع اقتراب شهر رمضان، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأوضح البيان أن الملك عبدالله التقى غانتس "في إطار جهود إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حلّ الدولتَيْن، واحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدّساتها، وإزالة المعوقات واتخاذ الإجراءات التي تضمن حرّية المصلين في شهر رمضان الفضيل".

وأكد الملك خلال اللقاء أن "الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلّب احترام حق المسلمين بتأدية شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وإزالة أي عقبات تمنعهم من أداء الصلوات، ومنع الاستفزازات التي تؤدّي إلى التصعيد".

كما شدّد عبدالله الثاني على "أهمّية تكثيف الجهود لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام على أساس حلّ الدولتَيْن، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكداً "ضرورة وقف كلّ الإجراءات التي تُقوّض فرص تحقيق السلام".

وهذه ثاني زيارة لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى عَمّان منذ بداية السنة، بعد زيارة في 5 كانون الثاني بحث خلالها "التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية"، بحسب الديوان الملكي. كما التقى العاهل الأردني في العاشر من الشهر الحالي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، فيما التقى عبدالله الثاني الرئيس الفلسطيني الإثنين في ظلّ تحرّكات سياسية مكثفة في المنطقة.

وأعربت مصادر إسرائيلية وفلسطينية لوكالة "فرانس برس" عن خشية جدّية من ارتفاع حدّة التوترات خلال شهر رمضان، ورأت أن زيارة العاهل الأردني إلى الضفة الغربية الإثنين تأتي في محاولة للحدّ من التصعيد الميداني المتوقع، خصوصاً في مدينة القدس خلال الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان.


MISS 3