العاهل الأردني: الفلسطينيون والإسرائيليون يدفعون ثمن العنف

02 : 00

عبدالله الثاني خلال استقباله هرتسوغ في قصر الحسينيّة في عَمّان أمس (الديوان الملكي)

بعد مقتل 11 شخصاً في سلسلة هجمات بأسلحة نارية وبيضاء نفّذها فلسطينيون واستهدفت إسرائيليين خلال أسبوع، عبّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في قصر الحسينيّة في عَمّان أمس عن إدانة بلاده «للعنف بجميع أشكاله» الذي يدفع ثمنه الفلسطينيون والإسرائيليون، معتبراً أن استمرار الصراع بين الطرفَيْن يوفر «تربة خصبة للتطرّف».

وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن عبدالله الثاني أعرب خلال لقائه هرتسوغ عن «إدانة الأردن للعنف بجميع أشكاله، وما ينتج عنه من فقدان المزيد من الضحايا الأبرياء، فكلّ حياة مهمّة»، مشيراً إلى «الهجمات المؤسفة التي استهدفت مدنيين من الطرفَيْن، ومنها هجوم يوم» الثلثاء.

وتابع الملك: «هذا الصراع طال كثيراً، والعنف الناجم عنه مستمرّ في التسبّب بالكثير من الألم وتوفير أرضية خصبة للتطرّف»، مؤكداً «ضرورة العمل من قبل الجميع لتحقيق السلام، حتّى لا يستمرّ الفلسطينيون والإسرائيليون بدفع الثمن، وحتى تتمكّن المنطقة بأكملها من تحقيق إمكانياتها». واعتبر أن زيارة هرتسوغ «فرصة للنقاش العميق حول كيفية المضي إلى الأمام بجهود تحقيق السلام العادل والدائم، وبناء مستقبل يحمل الفرص الواعدة للجميع، يتحقق فيه الأمن المشترك، بعيداً من الأزمات والعنف»، موضحاً أن «لدى المنطقة فرصاً كبيرة في التعاون والتكامل الاقتصادي».

لكنّ العاهل الأردني شدّد على أنّه «لا يُمكن أن تكون هذه العملية إقصائية أو أن تقتصر على جانب دون آخر، لنتمكّن جميعنا من رسم ملامح مستقبل الشرق الأوسط، ويجب أن يشمل ذلك أشقاءنا الفلسطينيين»، فيما نقل بيان الديوان عن هرتسوغ قوله: «علينا الإنتقال نحو السماح بممارسة الشعائر الدينية بسلم وأمن وظروف من التهدئة، ونحتاج أن نعمل على تحقيق ذلك، وهو ما نتحاور حوله مع الأردن».

كما رأى الرئيس الإسرائيلي في بيان صادر عن مكتبه أن «لقاء القادة المسلمين مع القادة اليهود والقادة الإسرائيليين، هو بديل عن هاوية الكراهية وإراقة الدماء»، وتابع: «علينا المضي قدماً بالشراكات والحوار نحو السلام والازدهار لصالح جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك دولنا، وجيراننا الفلسطينيون».

وأردف هرتسوغ: «مع دخولنا هذه الأيام المقدّسة، لجميع الأديان الثلاثة، مع عيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي وشهر رمضان بالطبع، يجب أن نتحرّك نحو تمكين الجميع من ممارسة معتقداتهم بسلام وأمان وفي ظروف هادئة». وخلص: «هذا ما نحتاج إلى العمل من أجله، ونعلم أن هناك حواراً مستمرّاً بين الحكومة الإسرائيلية وحكومتك لتحقيق هذا الهدف، وكذلك جميع الشركاء الآخرين في المنطقة».

وفي الأثناء، وبينما شيّع إسرائيليون اثنين من قتلى الهجوم في بني براك قرب تل أبيب، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي اجتمع بمجلس الوزراء الأمني المصغر، في تغريدة: «الألم كبير». وقُتِلَ في هجوم الثلثاء شرطي عربي مسيحي من سكان «نوف هجليل» يُدعى أمير خوري (32 عاماً)، قضى خلال محاولته صدّ المهاجم، فيما قُتِلَ أيضاً أوكرانيّان.

وأفاد مصدر فلسطيني وكالة «فرانس برس» بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت عدداً من أفراد عائلة المشتبه في تنفيذه الهجوم في بني براك، في حين تحدّث «نادي الأسير الفلسطيني» عن اعتقال القوات الإسرائيلية نحو 30 فلسطينيّاً من أنحاء متفرّقة من الضفة الغربية.


MISS 3