طوني فرنسيس

شهور الإكسبو وشهور الحكومة

2 نيسان 2022

02 : 00

ليست المقارنة للإفتئات. انها مجرد مصادفة أن تكون حكومة لبنان أكملت شهرها السادس (السابع منذ صدور مراسيم تشكيلها) في الوقت الذي اختتم إكسبو دبي 2020 ايامه الـ182 (ستة شهور).

أيام الإكسبو كانت حافلة. أكثر من 25 مليون زائر توافدوا لمشاهدة العالم بتاريخ وإنجازات دوله، وللتعرف الى حضارات وثقافات وليكتشفوا أنه في عام معركة مرج دابق التي سيطر فيها العثمانيون على المشرق العربي (1516) كان قصب السكر يدخل الى أميركا اللاتينية ليتحول في ما بعد وحتى الآن انتاجاً قومياً يغذي العالم!

كانت البقعة التي بنيت فيها مدينة المعرض على الطريق بين دبي وأبو ظبي شاهداً على مدى ستة شهور على القفزات الكبرى التي تحققها الامارات في ذكرى تأسيسها الخمسين، فهذا البلد الذي كان بين الدول الأولى في مكافحة وباء كورونا حقق انجازاً هائلاً بإرسال مركبة الى المريخ وجاء بالعالم الى معرضه الدولي وحقق مرتبة متقدمة في تقرير السعادة العالمي، جعل من أيام الإكسبو الـ 182 يوماً للسعادة والفرح.

يعجب المرء ويندهش إزاء قدرة الادارة في دبي والامارات على الإنجاز، ويصاب بالإحباط الشديد عندما ينظر الى الفترة نفسها التي عاشها لبنان بقيادة حكامه.

وليس في الأمر أي تجنٍ أو انتقاد أو دعوة للإستقالة أو تغيير الحكومة، فغالباً ما سيتكرر المشهد نفسه، والقوى التي تمسك بتلابيب البلد ستعود للقيام بالأمر نفسه. ستواصل هدر أعمار الناس وأموالهم وفرصهم، وهو ما اثبتت قدرتها عليه منذ انفجار الانهيار وتفجير المرفأ، وواصلته طوال النصف الفائت من السنة تعطيلاً للحلول ولحياة الناس وأقدارهم.

في ستة أشهر وصلت الامارات الى المريخ ووصل لبنان الى الحضيض، ولم يعد سراً ان هجرة الشباب اللبناني باتت حلماً وحيداً، خصوصاً الى دولٍ مثل الامارات وشقيقاتها في مجلس التعاون، وهو ما فعله الألوف منهم في الوقت الذي كانت فيه المنظومة منهمكة في الاشراف على إفقاد اللبنانيين المال والغذاء والدواء والكهرباء وتعدهم بحرب تموز ثانية في صناديق الإقتراع.


MISS 3