رئيس الوزراء يُحبط محاولة للإطاحة به

التأزّم السياسي يأخذ باكستان إلى إنتخابات مبكرة

02 : 00

مناصرون لخان يتجمهرون أمام البرلمان أمس (أ ف ب)

في خطوة لم تكن متوقعة من قبل المعارضة، وفيما لم يُكمل أي رئيس وزراء باكستاني كامل ولايته، أحبط رئيس الوزراء عمران خان محاولة للإطاحة به من السلطة أمس عبر إقناع الرئيس بحلّ الجمعية الوطنية، ما يعني أنه سيتعيّن إجراء إنتخابات في غضون 3 أشهر، بينما يتّهمه معارضوه بسوء الإدارة المالية والفشل في السياسة الخارجية.

وفي يوم شهد الكثير من المفاجآت، رفض نائب رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) قبول مذكّرة لحجب الثقة عن الحكومة، في حين ألقى خان خطاباً متلفزاً أشار فيه إلى وجود "تدخّل خارجي" في مؤسّسات باكستان الديموقراطية، وقال: "أرسلت نصيحة إلى الرئيس بحلّ الجمعية. سنُجري انتخابات ونترك الأمة تُقرّر".

ووافقت الرئاسة، وهو منصب شرفي إلى حدّ كبير، على الطلب. وكان من المقرّر أن يُناقش البرلمان مذكّرة لحجب الثقة بدا نجاحها مؤكداً، لكن نائب رئيس المجلس الموالي لخان رفضها، نظراً إلى "ارتباطها الواضح" بدولة أجنبية تهدف إلى تغيير الحكومة.

وأحدث الأمر ضجة ضمن المجلس، لكن الشوارع بدت هادئة في ظلّ انتشار أمني كثيف في العاصمة. وقال زعيم "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" شهباز شريف، الذي كان الشخصية المرشّحة للحلول مكان خان لو نجح التصويت: "سيتمّ تذكّر هذا اليوم على أنه يوم أسود في تاريخ باكستان الدستوري".

وأطلقت المعارضة والحكومة فوراً سلسلة التماسات وبيانات مع التطوّرات وضدّها، بينما أعلنت المحكمة العليا أنها ستستمع إلى المرافعات في هذه القضية اليوم. واعتبر رئيس المحكمة عمر عطا بانديال أن "تحرّك الأحزاب السياسية والموظّفين الرسميين بما يتوافق مع القانون والامتناع عن اتّخاذ خطوات غير دستورية، أمر بالغ الأهمية".

وخسرت "حركة إنصاف"، التي ينتمي إليها خان، غالبيّتها في الجمعية الوطنية المؤلّفة من 342 عضواً الأسبوع الماضي، عندما أعلن شريكها في الإئتلاف بأن 7 نواب سيُصوّتون مع المعارضة. كما أشار أكثر من 10 من أعضاء "حركة إنصاف" إلى أنهم سيُصوّتون مع المعارضة.

ويرى بعض المحلّلين أن خان خسر أيضاً دعم الجيش الذي يُعدّ غاية في الأهمية، (وهو أمر ينفيه الطرفان)، لكن يستبعد أن يكون قد قام بمناورة الأحد من دون علم المؤسّسة العسكرية، بل وحتّى مباركتها. ومنذ الإستقلال العام 1947، عرفت باكستان 4 انقلابات عسكرية ناجحة وعدداً مماثلاً من المحاولات الفاشلة. وحكم الجيش البلاد مدّة 3 عقود.

ووصل عمران خان إلى السلطة العام 2018 بعد فوز حزبه في الإنتخابات التشريعية بشعارات شعبوية تجمع بين وعود الإصلاح الاجتماعي والمحافظة الدينية ومكافحة الفساد. والرجل أحبّه ملايين الباكستانيين سابقاً لقيادته فريق الكريكيت الوطني إلى فوزه الوحيد بلقب كأس العالم العام 1992.