ترحيب واسع بعودة السفيرَين السعودي والكويتي إلى لبنان

دريان: مرحلة جديدة... السنيورة: "حزب الله" لن يُسرّ و"المستقبل": أهلاً وسهلاً

02 : 00

السفير بخاري

على أمل فتح صفحة لبنانية جديدة مع العرب بعد الأزمة الديبلوماسية التي تسبب بها وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، لاقت قرارات المملكة العربية السعودية والكويت واليمن باعادة سفرائهم ترحيباً لبنانياً عارماً، وقد عاد امس السفير السعودي وليد بخاري قبل ان يتبعه الكويتي عبد العال سليمان القناعي.

الخارجية اللبنانية

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد رحبت في بيان انها تبلغت رسمياً بعودة سفير الكويت الى مركز عمله في بيروت، وقدّرت عالياً «الجهود كافة التي بذلتها الديبلوماسية الكويتية لمد جسور الحوار والتواصل مع أشقاء في دول الخليج».

وقالت في بيان امس: «يجمعنا بالكويت تاريخ طويل من المواقف المشرفة والاحترام المتبادل، وننتهز هذه المناسبة لشكر وتقدير الدور الكويتي المنفتح والبناء الهادف الى صون وتعزيز العلاقات بين الاشقاء العرب كافة».

دريان

من جهته، رحب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقرار وزارة خارجية السعودية عودة السفير وليد بخاري، وبقرار الحكومة الكويتية عودة سفيرها عبد العال القناعي «إلى بلدهما الثاني في لبنان».

واكد في بيان ان «قرار العودة الخليجية العربية يؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء والمتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية الشقيقة، والتزامه تحقيق الإجراءات المطلوبة استجابة وتجاوباً مع المبادرة الكويتية الخليجية». ورأى أن «العودة الخليجية العربية الى ربوع لبنان تزامنت مع إعلان التوصل الى اتفاق مبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، مما أشاع أجواء إيجابية على الساحة اللبنانية كان لها صدى لدى اللبنانيين الذين ينتظرون بوادر الانفراج للتوجه نحو الخطوات الأولى».

وشكر دريان للسعودية والكويت «احتضان لبنان ورعايته ومساعدته في محنته»، وقال: «لنا ملء الثقة في الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وبحكمتهم في معالجة الأمور في المنطقة ومنها لبنان».

السنيورة

وأكد الرئيس فؤاد السنيورة في حوار مع قناة «الحدث» أهمية «القرار العربي الكبير الذي اتخذته الدول الخليجية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية بإعادة العلاقات والسفراء إلى لبنان». وقال: «هذه العودة تأكيد لأهمية الدور الوطني والعربي الذي ينبغي أن يلعبه لبنان في محيطه العربي، والذي يؤمن له الحيوية والانطلاقة الصحيحة، كما أنه مؤشر كبير الى استعادة الثقة العربية بلبنان وباقتصاده ومستقبله».

أضاف: «هذه الخطوة مهمة أيضا، بعدما كادت دويلة «حزب الله» ومن ورائه إيران، تنجح في تغيير طبيعة لبنان واقتصاده الحر، والنظام الديمقراطي الذي يمتاز به. وأعتقد أن «حزب الله» وحلفاءه لن يكونوا مسرورين بهذه العودة، وسيعبرون عن ذلك بطرق مختلفة».

وعن ربط توقيت عودة السفراء بالانتخابات، قال: «لهذه العودة تطور ايجابي ودلالات كبيرة، ولا سيما أن الإخوة العرب أدركوا أهمية عودة لبنان إلى الحضن العربي، وأرى أن حصول هذه العودة قبل شهر ونصف الشهر من الانتخابات النيابية وقبل عدة أشهر من الانتخابات الرئاسية، أمر طبيعي وضروري، فهذا هو المفتاح الذي ينبغي أن نستعمله لكي نلج الباب الذي يوصلنا إلى المزيد من تعزيز العلاقات الوثيقة بين لبنان والأشقاء العرب. وعلى الحكومة اللبنانية أن تدرك أهمية هذه العودة وتأثيراتها الإيجابية على لبنان واللبنانيين وعلى الاقتصاد والأوضاع المعيشية».

وعن تعهد الحكومة بوقف الأنشطة العسكرية والإعلامية والأمنية التي تمس السعودية ودول الخليج، قال: «على الحكومة وجميع اللبنانيين أن يدركوا أهمية عودة لبنان ليكون عنصراً فاعلا ومتوافقاً مع اشقائه العرب، لا أن يظل في موقع مخالف لحقيقة مصالح أبنائه بعدما أصبح يميل إلى استعماله منصة للتهجم على الدول العربية وتصدير المقاتلين إليها للتلاعب باستقرارها وشؤونها الداخلية، كذلك لتصدير المخدرات بهدف إفساد الأجيال الناشئة في العالم العربي».

أضاف: «هناك مسؤولية على لبنان بأن يكون شقيقاً معاوناً لأشقائه العرب، ومتضامناً معهم لا مكاناً لحياكة المؤامرات والتعدي عليهم. وهذه العلاقة يجب أن يقابلها موقف سياسي حكومي في لبنان وموقف لبناني عام حريص عليها، فمصالحنا كلبنانيين تقضي بأن تكون علاقتنا جيدة مع الأشقاء العرب».

وختم: «المبادرة العربية الكبيرة التي اتخذها الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، خطوة هائلة وجيدة علينا أن ننتهزها من أجل تصويب المسارات التي نحن عليها، واستعادة التوازنات في سياسة لبنان الخارجية مع أشقائه وأصدقائه، وكذلك في التوازنات التي اختلت في الداخل اللبناني بهدف إنقاذ لبنان وعودته قابلاً للحياة، إذ أن استمراره على هذا النحو من التردي سيؤدي به إلى مزيد من الانهيارات، وهذا أمر لا يطيقه اللبنانيون ولا يستطيعون الاستمرار به».

سلام

وأجرى الرئيس تمام سلام اتصالاً هاتفياً بالسفير بخاري مهنئاً بعودته ومؤكداً «الدور الأخوي المميز الذي قامت وما زالت تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه لبنان واللبنانيين بمحبة ورعاية واهتمام» .

كبارة

واكد النائب محمد كبارة أن عودة السفيرين بخاري والقناعي «سيكون لها الأثر الجيد في لبنان، لأن لبنان لا يمكن أن يكون إلا عربياً، يتفاعل مع أشقائه العرب الذين وقفوا إلى جانبه دائماً». ورحّب بعودة السفيرين، متمنياً أن «تكون عودتهما باكورة العودة العربية الكاملة، للوقوف إلى جانب لبنان في محنته».

«المستقبل»ورأى تيار «المستقبل» في خطوة القيادتين السعودية والكويتية «فرصة لتأكيد التزام الدولة اللبنانية بتعهداتها تجاه الاشقاء في الخليج العربي والتوقف عن استخدام لبنان منصة سياسية وأمنية وإعلامية للتطاول على دول الخليج وقياداته». وأمل في أن «يشكل هذا القرار خطوة على طريق فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - الخليجية، وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية».

واكد في بيان ان «لبنان البلد العربي الهوية والانتماء، سيبقى عصياً على كل الأطماع، وعروبته مسألة لا ترتبط بعودة السفيرين، وليست معلقة على اي اجراء سياسي او ديبلوماسي، فعروبتنا عنوان هويتنا وانتماء شعبنا، والاشقاء العرب مؤتمنون على حمايتها ورفض كل الدعوات للاخلال بها».

وختم البيان «أهلاً وسهلاً بسفيري المملكة العربية السعودية ودولة الكويت بين اهلهم في بيروت، عاصمة العرب وملتقى تطلعاتهم الى غد مشرق عزيز».


MISS 3