15 ألف حمامة في سماء دمشق تحاكي سنوات الحرب

02 : 00

بين ليلة وضحاها، استيقظَ سكان حارات ضيقة في دمشق القديمة على مشهد غير مألوف، بعدما زيّنت 15 ألف حمامة مصنوعة من الخزف المكان، في إطار معرض تجهيز جماعي يروي سيرة سنوات الحرب والأمل بغد أفضل. ويجسّد المعرض الذي يحمل عنوان "كان يا ما كان... شباك" ويشارك فيه 16 طالباً من كلية الفنون الجميلة حلم أستاذتهم بثينة العلي التي خططت لإقامة المعرض قبل 11 عاماً، لكن اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات شعبية أجّل حلمها وبقيت حماماتها مخبأة في مستودعات محصنة طيلة السنوات الماضية.

وعلّق الطلاب الحمامات البيض في باحات منزلين تقليديين، أحدهما صالة عرض، في دمشق القديمة ومنها باتجاه الأزقة الضيقة المؤدية إلى حارات قريبة ليكون المعرض بهذا الشكل الأول من نوعه في البلاد. وقد تم افتتاحه في 3 نيسان ويستمر حتى 15 منه.

ويضم المعرض أعمالاً فنية مختلفة نفّذها الطلاب عبر استخدام الحمامات كعنصر رئيسي في المشهد. وتحت عنوان "في تلاش مستمر"، يعرض الطالب حمود رضوان (24 عاماً) صوراً لأصدقائه الذين دفعتهم سنوات الحرب التي أتمت عامها الحادي عشر إلى الهجرة، بحثاً عن بدايات جديدة.

وتعرض الطالبة زينة تعتوع 300 حمامة كما لو أنها تخرج من بيت مهجور، يشبه بيوت ثلّة من السوريين. وتحمل الحمامات رسائل كتبها أطفال ويتحدثون فيها عن أحلامهم وطموحاتهم.

في عمل آخر بتوقيع الطالبين رنيم اللحام وحسن الماغوط، تبدو حمامات محبوسة داخل أقفاص. ووضعت الطالبة زينة طيارة على رؤوس حمامات أخرى ضوءاً صغيراً للتعبير عن الأمل ضمن هذا الكم الكبير من الوجع. واختارت الطالبة جلنار صريخي عنوان "العجز" لعملها الفني الذي جسّدته عبر حمامات معلقة من أرجلها في السقف. وتقول الشابة: "لم أستطع تخيّل الحمامة وهي تطير، بل شاهدتها معلّقة من أرجلها، شأنها شأن ألمنا وتعبنا اللذين لا نستطيع أن نفعل شيئاً حيالهما".


MISS 3