الشيخ قبلان: الطبقة السياسية قسَّمت لبنان طائفيًا

16 : 57

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، تحدّث في قسمها الديني عن ذكرى ولادة الإمام الحسن بن علي المجتبى، كما تطرق إلى مناسبة عيد الفصح المجيد، رافعاً التهنئة للشركاء المسيحيين في لبنان وفلسطين وللمسيحيين كافةً.

وأمل قبلان، أن "تجتمع صلواتنا وصلواتهم معا، وأن يكون الحج إلى الله، والملكوت جامعًا لقلوبنا وأوطاننا ووحدة مصيرنا، وأن يكون الصوت لله ضد الفرقة والتمزيق والفساد، وحيتان الأسواق، والمزارع السياسية والمتاريس الطائفية، والعين على قيامة لبنان، ولا قيامة للبنان إلا بوحدة المسلمين والمسيحيين على انتزاع هذا الوطن المصلوب من أيدي طغاة المال والسياسة، لصالح دولة المواطنة، علَّها تنتهي سنوات الآلام الطويلة، ولا شيء أخطر على المسيحية والإسلام والعيش المشترك من مقبرة الطائفيّة، التي يعتاش عليها طغاة المال والسياسة".

واعتبر أن "البلد في أعلى رتب التأزم، ومن الواضح جدًّا أن هناك انسدادَ أفق، على الصعيد الماليّ والنقديّ والسياسيّ، وهَمّ السلطة النقديّة والسياسيّة في رفع الدعم عن الطحين، ولو على طريقة رفع الدعم عن طحين المنتجات الأخرى، وترك طحين رغيف الخبز، لكن عينها على رفع الدعم حتى عن رغيف الفقراء، تمامًا كما فعلت مع المدعومات السابقة، وليس المهم معظم الشعب اللبناني، المهم طبقة النخب هي بألف خير".

وتوجّه إلى الطبقة السياسية بالقول: "ماذا بقيَ للشعب من سلطة، وماذا بقيَ من أموال المودعين؟ وموارد الناس؟ وثروات البلد؟ غير السطو على المال العام والأملاك العامّة وتجيير السلطة للذمم الشخصية بمختلف عناوينها، وهل دور السلطة فقط ضرائب ورسوم وإهمال وملاحقات؟ فيما الناس تلفظ أنفاسها أمام مافياتٍ تجاريّة احتكارية في كل شيء، تتشارك السلطة أو تلعب لصالحها، وعلى عينك يا تاجر".

وقال قبلان: "السلطة السياسية في هذا البلد رفضت وترفض أي عرض إنقاذي، إلا بموافقة واشنطن، فيما واشنطن تقود سياساتٍ ماليةً اقتصادية نقدية هدفها خنقُ لبنان ونزعُ أوراق قوته، تمهيدًا للاستسلام السياسي والوطني.

وفي هذا السياق، فإن السلطة تتجاهل كارتيلات الأسواق التي تبتلعُ البلد، بشكلٍ مجنون، فقط لتطمين واشنطن على لعبةِ الأمانة السياسيَّة في هذا البلد المنهوب".

ولفت إلى أنّ "المشكلة الكبرى، أنّ الطبقة السياسية قسَّمت لبنان طائفيًّا على رغيف الخبز وجرة الغاز، وعلبة الدواء، وتنكة البنزين، والحاجات المعيشية الأساسية، بل تركت أيدي وحوش الأسواق مطلقة لتنهش كل شيء، بسياق سياساتٍ محلية شديدة الصلة بالسياسات الأميركية ومشاريع الحصار المنقوعة بسم تمزيق طوائف لبنان، وتأمين مشاريع استنزاف داخلية فضلا عن مشاريع المتاريس الانتخابية، فيما المطلوب أميركيا تقسيم البلد شوارع وطوائف وبيئات وتأمين حمايات سياسية للمصارف ورجال الأعمال والمال والتجار المحسوبين أميركيًا بخلفيات سياسية ومالية واقتصادية وأدوار سوداء".

وتابع قبلان، "ما دام الشعب اللبناني ممزقا طائفيا، ويرى بعين السياسات الطائفية، فإن مزيدا من مشاريع الإفقار بطريقها لسحق بقايا هذا الشعب الغارق في سرطان الطائفية البغيضة".

ودعا إلى "التمرد على الطبقات السياسية الفاسدة"، مشيراً إلى أن "الحل هو بالاقتراع وطنيا، للقوى النظيفة سياسيا ووطنيا، وهنا أقول: إن مزيدا من التفكير الطائفي انتخابيا يعني خسارة أهم فرصة انتخابية على الإطلاق"،

ونصح قبلان البعض بـ"عدم اللعب على الحس الطائفي، لأن لبنان ليس مونديال ألعاب، ولن يكون فريسة لواشنطن، أو حلفائها، فزمن استضعافه قد انتهى، وما يصيب لبنان اليوم سيدفع لإعادة تكوين لبنان القوي، وزمن سرقة سيادة وقرار البلد أيضا انتهى مع هزيمة تل أبيب وإخراجها ذليلة من لبنان. والأولوية عندنا تبقى للبنان وشراكته الوطنية، وسلمه الأهلي، وسيادته وتحريره من التبعية الأميركية، والعمل على تكوين قوة تضع لبنان سياسيا واقتصاديا ضمن مصالحه الوطنية، بعيدا عن زعيق الأميركيين ومشاريع الحصار والخنق التي تقودها واشنطن بمشاركة إخوة يوسف".

MISS 3