بغالبيّة برلمانيّة ضئيلة

ترودو يفوز في الانتخابات الكنديّة

02 : 32

ترودو وعقيلته يحتفلان بالفوز (أ ف ب)

فاز رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "بولاية ثانية" أمس الأوّل، لكن حزبه الليبرالي حصل على غالبيّة ضئيلة في البرلمان، ما سيُرغمه على الاعتماد على دعم حزب صغير للبقاء في الحكم. وبحسب تقديرات عدد من محطّات التلفزة الكنديّة، فقد فاز الليبراليّون بـ156 مقعداً من أصل 338 في مجلس العموم الكندي. وفي البرلمان المنتهية ولايته، كانوا يتمتّعون بغالبيّة مريحة من 177 مقعداً.

وقال ترودو أمام مناصريه الذين تجمّعوا في وسط مونتريال: "فعلتموها يا أصدقائي، تهانيّ"، مضيفاً: "رفض الكنديّون الانقسام والتقشف وصوّتوا لصالح برنامج تقدّمي، في خطوة قويّة ضدّ التغيّر المناخي"، بينما أقرّ خصمه المحافظ أندرو شير بالخسارة، وهنّأ رئيس الوزراء، لكنّه اعتبر أن "قيادته متضرّرة ووقته في الحكومة سينتهي قريباً"، مضيفاً: "عندما تأتي هذه اللحظة، سيكون المحافظون مستعدّين". ويُقدّر الخبراء معدّل عمر حكومات الأقليّة في كندا بين 18 و24 شهراً.

وقبل صدور النتائج النهائيّة، رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة بـ"الفوز الرائع والشاق الذي حقّقه ترودو"، مشيراً إلى أنّه سيُواصل تعاونه مع رئيس الوزراء الكندي، الذي كانت علاقاته به معقدة أحياناً منذ قمّة "مجموعة السبع" العام 2018 في كندا.

وفي حين لفتت استطلاعات الرأي إلى تنافس كبير بينهم وبين الليبراليين، فإنّ المحافظين لم يفوزوا سوى في حوالى 120 دائرة وحلّ بعدهم حزب "كتلة كيبيك" الاستقلالي (32) والحزب الديموقراطي الجديد (يسار) بحصوله على 24 مقعداً. وتمّ انتخاب جميع قادة الأحزاب الكبيرة مجدّداً.

وربح ترودو رهانه بالفوز، على الرغم من الفضائح الكثيرة التي اتّسمت بها سنواته الأربع في الحكم، والهجمات التي غالباً ما كانت عنيفة من جانب المعارضة على إنجازاته. لكنّه يخرج من هذا الاقتراع ضعيفاً للبقاء في الحكم، وينبغي عليه الحصول على دعم حزب صغير، يُرجّح أن يكون الحزب الديموقراطي الجديد بزعامة جاغميت سينغ.

وينبغي على ترودو تشكيل حكومة جديدة واعداد برنامجه التشريعي، ثمّ إخضاعه لتصويت البرلمان الجديد، الذي سيكون بمثابة تصويت ثقة بحكومة الأقليّة. وباستطاعة الزعيم الليبرالي بدء محادثات حسّاسة بهدف التوصّل إلى اتفاقات أثناء عمليّات التصويت في مجلس العموم.من جهته، أشاد زعيم حزب "كتلة كيبيك" إيف فرانسوا بلانشي، بالنتيجة الجيّدة التي حقّقها في كيبيك، المقاطعة الوحيدة التي طرح فيها مرشّحين. ويُتوقع أن يكون قد سجّل نتيجة ثلاث مرّات أعلى من النتيجة التي حقّقها العام 2015، وأن يتعادل مع الليبراليين. وأكّد بلانشي أنه منفتح على تعاون محدود مع حكومة ترودو الجديدة، شرط الحفاظ على مصالح كيبيك. وقال أمام مناصرين له: "باستطاعة الكتلة التعاون، بجدارة، مع أيّ حكومة"، مضيفاً: "إذا كان الاقتراح جيّداً لكيبيك، يُمكنكم الاعتماد علينا".

ويُنهي ترودو ولايته، بعدما أضعفتها فضائح عدّة، فقد تراجعت شعبيّته إثر قضيّة تدخل سياسي في آليّة قضائيّة. كما أساءت إلى سمعته صور نُشرت في خضمّ الحملة الانتخابيّة، تُظهره متنكّراً بشكل رجل أسود، فيما دافع ترودو طوال مدّة الحملة الانتخابيّة، عن إنجازاته: تحقيق اقتصاد متين وتشريع الحشيشة وفرض ضريبة على الكربون واستقبال آلاف اللاجئين السوريين وتوقيع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتّحدة والمكسيك.

في المقابل، كان المحافظ أندرو شير يَعد بإعادة التوازن في الموازنة وبخفض الضرائب مع هدف بسيط: "إعادة المال إلى جيوب الكنديين". وحاول المحافظ الشاب، وهو أب لخمسة أطفال، تحسين صورته عبر هجمات مباشرة ضدّ ترودو. إلّا أنّه نال نصيبه من الجدالات: معارضة شخصيّة للإجهاض والكشف المتأخّر عن جنسيّته المزدوجة الكنديّة والأميركيّة وشبهات برعاية حملة تشويه ضدّ خصمه ماكسيم بيرنييه.