"زورق الموت" يشعل طرابلس... والغاضبون يتوعدّون نواب المدينة وساستها

09 : 32

في "رحلة الموت" التي كانت متجهة من شواطئ طرابلس نحو السواحل الإيطالية بحثاً عن أملٍ فقدوه في وطنهم، غرق زورق على متنه 60 شخصاً بينهم نساء وأطفال، بعد ارتطامه بمركب لخفر السواحل.

وقد صدر اليوم الأحد عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانٌ، جاء فيه أنّ "بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكّنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ ٤٨ شخصاً بينهم طفلة متوفية، كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون - الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة".


وتابع البيان: "عملت القوات البحرية بمؤازرة مروحياتٍ تابعة للقوات الجوية وطائرة "سيسنا" على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حيث قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة".


وختم بيان الجيش: "تواصل القوى عملياتها براً وبحراً وجواً لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وقد تمَّ توقيف المواطن (ر.م.أ) للاشتباه بتورطه في عملية التهريب. وبوشرت التحقيقات باشراف القضاء المختص".



وشرح قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العقيد الركن هيثم ضناوي ملابسات غرق مركب طرابلس قائلاً:" المركب قديم جداً ويتسع فقط لـ6 أشخاص ولم يكن هناك سترات إنقاذ ولا أطواق نجاة وحاولنا ان نمنعهم من الانطلاق ولكنهم كانوا أسرع منا وحاولنا أن نشرح لهم بأن المركب معرّض للغرق".


ضناوي وفي مؤتمرٍ صحافي عقده بعد ظهر اليوم أضاف: "حمولة المركب لم تكن تسمح له بأن يبتعد عن الشاطئ ولكن للأسف لم يقتنعوا من عناصرنا الذين يعانون نفس معاناتهم وقائد المركب اتخذ القرار بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة بشكل أدى إلى ارتطامه".



وأكّد أن هناك عقوبات كبيرة يتحملها صاحب "التهريبة" وسيطاله القانون وقال: " نحن سنقوم بتحقيقات شفافة والكل يتحمل مسؤولية ولدينا حالياً متهماً ولديه مساعدين وهم أكثر من جهة قبضوا مالاً من المواطنين لذلك نحن لا نستطيع حتى الآن أن نحصي كم بلغ عدد الذين كانوا على المركب".


وصباحا يمشط عناصر مركز ببنين-العبدة في الدفاع المدني منذ ساعات الصباح الاولى الشاطئ العكاري بحثا عن ناجين محتملين من المركب الذي غرق في البحر قبالة ميناء طرابلس والذي انطلق من القلمون وعلى متنه اكثر من 70 شخصاً.



عون

تابع رئيس الجمهورية ميشال عون تفاصيل غرق الزورق قرابة ساحل طرابلس وعمليات انقاذ الركاب وتقديم العلاج لهم، وطلب من الأجهزة القضائية والعسكرية فتح تحقيق في الملابسات التي رافقت غرق الزورق.


ميقاتي

كما تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ملف البحث عن ركاب الزورق الذي غرق ليل أمس قبالة طرابلس والتحقيقات الجارية في الحادثة.

وقد ابدى الرئيس ميقاتي حزنه الشديد للحادثة المؤلمة، مقدما العزاء لذوي الضحايا الذين قضوا في الحادث، متمنيا للمصابين الشفاء والعودة السالمة للذين لا يزالون في عداد المفقودين.

وقال الرئيس ميقاتي إن "الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الحادث مسألة ضرورية لمعرفة حقيقة اسباب الحادث المؤلم.

وتمنى ميقاتي على المواطنين الشرفاء ألا يقعوا ضحية عصابات تستغل الاوضاع الاجتماعية لابتزازهم بمغريات غير صحيحة وغير قانونية.

بالتزامن، أعلن ميقاتي الحداد الرسمي غداً على ضحايا الزورق وتنكس، حدادا، الاعلام المرفوعة على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة.

وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الشؤون الاجتماعية هكتور وطلب منه التوجه الى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لعائلات الضحايا، كما كلف الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بأن يكون الى جانب الاهالي المفجوعين وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم.


مولوي

من جهّته، غرّد وزير الداخلية بسام مولوي عبر "تويتر" قائلاً: "قلبي مع أهلي في طرابلس، وأقف الى جانبهم. رحم الله الشهداء والعزاء لعائلاتهم. سأتابع التحقيقات وصولاً لكشف الملابسات، نريدُ تحقيقاً شفافاً يرضي أهالي الضحايا، ونريدُ العدالة والمحاسبة. سنعمل من أجل إنصاف مدينتنا التي تعاني من حرمان مزمن والتي قدمت الكثير الكثير للوطن".


سليم

كذلك، أعرب وزير الدفاع الوطني موريس سليم عن ألمه للمأساة التي نتجت عن غرق الزورق الذي كان يحمل ركّاباً لبنانيين وغير لبنانيين حاولوا مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية، وقدّم التعازي إلى ذوي الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، والعثور سريعاً على المفقودين ممن كانوا على متن الزورق.

وأكد سليم في بيان، أن" الظروف الصعبة التي دفعت ركاب الزورق إلى مغادرة لبنان بصورة غير شرعية، يعاني منها معظم اللبنانيين نتيجة الأزمات المتلاحقة التي أصابت لبنان، تحاول الحكومة معالجة تداعياتها، لكن لا يجوز أن تدفع بالمواطنين إلى الوقوع ضحايا تجّار ومهرّبين يبتزونهم ويغررون بهم لدفعهم إلى مغامرات خطرة غير مضمونة النتائج كتلك التي شهدنا فصلاً من فصولها المؤلمة ليل أمس قبالة شاطئ طرابلس".

وشدّد سليم على أن" حجم المأساة وشدّة الغضب لا يتم التعبير عنهما بالتعرض للمؤسسة العسكرية التي قام رجالها بواجبهم في اقناع ركاب الزورق بعدم اكمال طريقهم والعودة الى الشاطئ. وإذا كانت رافقت معالجة هذه الحادثة المؤلمة ملابسات لا تزال موضع جدل، فإن التحقيق الشفاف الذي تقوم به قيادة الجيش والاجهزة العسكرية والقضائية المختصة، كفيل بجلاء الحقيقة التي نحرص على تبيانها كاملة لوضع الامور في نصابها الحقيقي وتحديد المسؤوليات وقطع الطريق امام اي استغلال لدماء الضحايا ومصير المفقودين وعذابات ذويهم".

وأكد أن" الحزن الذي تعيشه منطقة الشمال وعاصمتها طرابلس والقرى وبلدات ذوي الضحايا، هو حزن جميع اللبنانيين في كل ارجاء الوطن، ويتطلب وعياً وإدراكاً كبيرين لمواجهة ما حصل على نحو يحفظ الإستقرار والأمن ولا يكون سبباً لأي خلل يمكن أن يستغله المتربصون شرّاً بالوطن وأهله".



وشهدت أحياء مدينة طرابلس حالة توتر شديد، ويسمع بين الحين والآخر إطلاق رصاص في الهواء. فيما قام عدد من الشبان بقطع أوتوستراد طرابلس عكار بالسيارات وأزالوا صور السياسيين عن الجدران، مؤكّدين أن "حركتهم التصعيدية مستمرةّ، وسيحاسبون نواب ووزراء المدينة على تقصيرهم بحق طرابلس وأهلها".

ووصلت تعزيزات للجيش اللبناني إلى طرابلس لضبط الأمن.