روسيا تضرب "السكك الحديد" وتُحذّر من حرب عالميّة ثالثة

واشنطن: كييف قادرة على الإنتصار

02 : 00

زيلينسكي خلال استقباله بلينكن وأوستن في كييف الأحد (أ ف ب)

مع ازدياد أعداد "الحجّاج" الأوروبّيين من مسؤولي الصفين الأوّل والثاني الذين يزورون كييف في الآونة الأخيرة دعماً لها في وجه العدوان الروسي الذي بات يُركّز اليوم على منطقة دونباس وجنوب البلاد، كانت لافتاً زيارة وزيرَيْ الخارجيّة والدفاع الأميركيَّيْن إلى العاصمة الأوكرانية الأحد، حيث تلقّت كييف من جديد جرعة دعم أميركية في حربها ضدّ الغزاة الروس، فيما رأى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس أن بإمكان أوكرانيا كسب الحرب إذا حصلت على "المعدّات المناسبة".

ومضى أوستن إلى القول إنّ الولايات المتحدة تأمل في إنهاك الجيش الروسي في أوكرانيا، لمنعه من القيام بعمليات غزو أخرى في المستقبل، في وقت سيكون فيه تزويد أوكرانيا أسلحة في صلب اجتماع يُعقد في ألمانيا اليوم بين وزير الدفاع الأميركي ونظرائه في 40 دولة حليفة.

وقال أوستن: "سنبذل قصارى جهدنا بكلّ ما نستطيع وبأسرع ما يُمكن ليحصلوا (الأوكرانيون) عليها، لإعطائهم ما يحتاجون إليه"، في حين شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأميركيين والرئيس جو بايدن شخصيّاً على دعمهم، معتبراً أن المساعدة العسكرية الأميركية "غير المسبوقة" والبالغة 3.4 مليارات دولار "هي المساهمة الأكبر في تعزيز قدرات الدفاع الأوكرانية".

وفي الغضون، أعلن بايدن تعيين سفيرة جديدة للولايات المتّحدة في أوكرانيا، وذلك غداة تأكيد وزير خارجيّته أنتوني بلينكن خلال زيارة إلى كييف أنّ الديبلوماسيين الأميركيين سيعودون تدريجاً إلى أوكرانياً. وأوضح البيت الأبيض في بيان أنّ بريجيت برينك، السفيرة الأميركية الحالية في سلوفاكيا، "أمضت سنوات حياتها المهنية الـ25 في السلك الديبلوماسي وجهودها منصبّة على الدفع قدماً بالسياسات الأميركية في أوروبا وأوراسيا".

توازياً، كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال خطاب أمام البرلمان أنّ بلاده ستُقدّم لأوكرانيا "عدداً صغيراً" من مدرّعات "ستورمر" المزوّدة أنظمة دفاع جوّي صاروخية من طراز "ستارستريك"، في حين أكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي أن بلاده أرسلت دبّابات إلى أوكرانيا من دون أن يُحدّد عددها لأسباب أمنية.

ومع تصاعد المخاوف من استمرار موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، انضمّ مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى التحقيق الأوروبي الجاري حول "جرائم الحرب" في أوكرانيا، في تعاون غير مسبوق أعلنه كلّ من خان والوكالة الأوروبّية للتعاون القضائي "يورودجاست"، في وقت تواصل فيه حصيلة اللاجئين الأوكرانيين الهاربين من الغزو الروسي الارتفاع، لكن بوتيرة يومية أبطأ من تلك التي سجّلت في بدايات الحرب، بحيث بدأ عددهم يقترب من 5.2 ملايين شخص، وفق تعداد نشرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمس.

ميدانيّاً، قُتِلَ 5 أشخاص وجُرِحَ 18 آخرون في ضربات روسية طالت منشآت للسكك الحديد في منطقة فينيتسيا في وسط غرب أوكرانيا، على ما أعلنت النيابة العامة المحلّية. وفي وقت سابق، كشف مدير السكك الحديد الأوكرانية ألكسندر كاميشين عبر تلغرام أن "القوات الروسية تواصل تدمير منشآت السكك الحديد بشكل منهجي"، وقال: "هذا الصباح وفي غضون ساعة، استهدف القصف 5 محطّات للسكك الحديد في وسط أوكرانيا وغربها".

وفي السياق، أعلن سلاح الجو الأوكراني تدمير مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 34" في منطقة خاركوف، فيما اندلع حريق في مستودع كبير للوقود في بلدة بريانسك الروسية الواقعة قرب الحدود الأوكرانية، بحسب ما أعلنت السلطات الروسية من دون أن تُحدّد أسبابه. كما اتهم حاكم منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا كييف بقصف قرية جورافليوفكا، مدّعياً أن الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من المدنيين وخلّف أضراراً في منازل عديدة.

ومع تواصل عمليات القصف طوال عطلة نهاية الأسبوع في مجمع "آزوفستال" لصناعات الفولاذ الذي يتحصّن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو 1000 مدني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق نار أمس "لضمان رحيل" المدنيين "إلى الوجهة التي يختارونها". إلّا أن كييف نفت أن يكون قد تمّ التوصّل إلى اتفاق، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستُواصل محادثات السلام مع كييف التي اتهمها بـ"التظاهر بالتفاوض"، محذّراً في الوقت عينه من "خطر فعلي" لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

تزامناً، طردت موسكو 40 ديبلوماسيّاً ألمانيّاً في إجراء ردّ على تدبير مماثل اتخذته برلين قبل فترة قصيرة. وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أن سفير ألمانيا في موسكو استُدعي إلى الخارجية وسُلّم مذكّرة تُفيد بأنّ "40 موظّفاً في البعثات الديبلوماسية الألمانية في روسيا اعتبروا أشخاصاً غير مرغوب فيهم". وفي برلين، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "كُنّا نتوقع الإجراء المتّخذ... لكنّه غير مبرّر بتاتاً".

وعلى صعيد آخر، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع حكومي خصص للقضايا الاقتصادية أن اقتصاد بلاده بصدد "الاستقرار" بعد تعرّضه لوابل من العقوبات الغربية، في حين حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين من أن الغزو الروسي لأوكرانيا يُهدّد أمن الهند الإقليمي، وذلك خلال زيارة تُجريها إلى نيودلهي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية. ورأت أمام مؤتمر "حوار رايسينا" الجيوسياسي الذي يُعقد سنويّاً في نيودلهي أنّ نتيجة الحرب لن تُحدّد مستقبل أوروبا فحسب، بل ستؤثر بعمق على منطقة المحيط الهندي - الهادئ.


MISS 3