جاد حداد

للنساء فقط

لا تتأخري في معالجة سلس البول

27 نيسان 2022

02 : 00

تشير دراسة نشرتها "المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد" وامتدت بين العامين 2005 و2018 إلى زيادة نسبة شيوع سلس البول الإلحاحي (حاجة مفاجئة وغير مبررة إلى التبول) من 41 إلى 50%، وسلس البول الإجهادي (تسرّب البول أثناء النشاطات الجسدية أو بسبب الضغط على المثانة) من 51 إلى 53%، وسلس البول المختلط (خليط من سلس البول الإلحاحي والإجهادي) من 24 إلى 31%.

لم تتضح بعد أسباب هذه الزيادات، لكن لاحظ العلماء أن جميع أنواع سلس البول تبدو أكثر شيوعاً لدى النساء البدينات، أو المصابات بمشاكل صحية، أو من يحملن تاريخاً في الولادة المهبلية.

وبما أن معظم النساء أُصِبْن بنوعٍ من سلس البول بحلول عمر السبعين، من المفيد أن تتعرّف المرأة على الأعراض لتحديد خصائص الحالة وطلب المساعدة عند الحاجة. تقول الدكتورة ماليكا أناندر، اختصاصية في أمراض المسالك البولية ومديرة "مركز الصحة الحميمة والعافية" في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "قد تزداد هذه الحالات سوءاً مع مرور الوقت، لا سيما إذا بقيت بلا علاج".

سلس البول الإلحاحي

عند الإصابة بسلس البول الإلحاحي، قد يتسرب البول قبل الوصول إلى الحمّام حين تصبح الحاجة إلى تفريغ المثانة مفرطة. تُسمّى المنطقة العليا من المثانة "العضلة النافصة"، وهي تطلق عملية التبول حين تمتلئ المثانة. لكن بعد الإصابة بسلس البول الإلحاحي، تنعصر هذه العضلة لاإرادياً حتى لو لم تكن المثانة ممتلئة. توضح أناند: "يصاب جزء صغير من النساء بمشكلة المثانة العصبية (نوع من سلس البول الإلحاحي). في هذه الحالة، تتضرر الأعصاب بسبب جلطة دماغية أو مرض السكري مثلاً. لكن تصاب معظم النساء بفرط نشاط المثانة غير العصبية، فتصبح المثانة حينها حساسة جداً تجاه السوائل".

تتعدد علاجات سلس البول الإلحاحي، نذكر منها:

تعديل أسلوب الحياة: تجنّبي المشروبات التي تُهيّج المثانة (سوائل غنية بالكافيين، مشروبات غازية، كحول)، وخصّصي فترات منتظمة لدخول الحمّام. إذا كنت تستيقظين خلال الليل للتبول، حاولي أن تُخففي كمية السوائل المستهلكة قبل ساعة أو ساعتين من موعد النوم. يمكن تخفيف حدة المشكلة أيضاً عبر معالجة الإمساك.

تمارين قاع الحوض: قد يساعدك المعالج الفيزيائي المتخصص بتمارين قاع الحوض على تعلّم كيفية شدّ العضلات المجاورة للمثانة وإرخائها كي تتمكني من حبس البول إلى حين وصولك إلى الحمّام.

أدوية: تسمح مضادات الكولين، مثل الأوكسيبوتينين (ديتروبان)، بتثبيط شدّ عضلة المثانة؛ وتزيد المحاكيات الودية، مثل الميرابيغرون (ميربيتريك)، سعة المثانة. يعطي هذان النوعان من الأدوية آثاراً جانبية، لذا من الأفضل أن تراقبي مفعولهما بحذر.

حِقَن البوتوكس: تسهم هذه الحِقَن في إرخاء العضلة النافصة لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر و12 شهراً. قد تظهر آثار جانبية محتملة مثل التهاب المثانة أو احتباس البول الموقّت. يجب أن تتعلمي كيفية إدخال الأنبوب بنفسك، ثلاث مرات يومياً، إلى أن يتلاشى البوتوكس قليلاً وتبدأ المثانة بتفريغ محتواها طبيعياً.

التحفيز العصبي: يستطيع طبيبك أن يُحفّز بعض الأعصاب بإبرة أو عبر مُحفّز عصبي مزروع لتهدئة فرط نشاط المثانة غير العصبية.

غالباً ما يتسلل سلس البول إلى حياة المرأة، وهو يزداد شيوعاً مع التقدم في السن. تكشف أحدث الأرقام أيضاً أن أنواعاً محددة من هذه الحالة بدأت تظهر أكثر من المعتاد.

إذا كان البول يتسرّب أثناء السعال أو الضحك أو التمارين الجسدية، قد ترتبط المشكلة بسلس البول الإجهادي الذي ينجم عن الضغط على المثانة. هذه المشكلة ميكانيكية بطبيعتها. تضعف الأنسجة التي تدعم الإحليل [الأنبوب الذي يحمل البول إلى خارج الجسم]، ويسمح ضعف الأنسجة بتسرّب البول أثناء اندفاعه نحو الإحليل نتيجة الضغط على المثانة. يظهر نوع آخر من سلس البول الإجهادي حين تتراجع سماكة بطانة الإحليل، ما يسمح بتسرّب البول وكأنه أنبوب مفتوح.

تهدف العلاجات المتاحة إلى تجديد استقرار الإحليل وقد تشمل تمارين قاع الحوض، وفقدان الوزن، والخيارات التالية:

فرزجة مهبلية: يكون هذا الجهاز مصنوعاً من السيليكون، وهو يوضع داخل المهبل بطريقة احترافية للضغط على الإحليل وإبقائه في مكانه. يمكن استعمال أجهزة مشابهة للفرزجة وذات استعمال واحد ومن دون الحاجة إلى وصفة طبية.

تضخيم الإحليل: يستطيع الطبيب أن يضخّ حشوات في بطانة الإحليل لتضييق فتحته. يعطي هذا الخيار نتيجة فورية وقد يفيد كل من لا يتحمّل الجراحة، لكنه ليس حلاً دائماً.

جراحة معلاق المثانة: يستطيع الجراح أن يَصِل معلاق البولي بروبيلين بالأنسجة الضامة لدعم الإحليل وتعزيز استقراره. تحصل هذه العملية بعد إحداث شق مهبلي بحجم سنتمترَين تحت الإحليل. يدسّ الجرّاح المعلاق، لكنه يحتاج إلى بعض الوقت قبل أن يستقر في مكانه. يُفترض أن تتمكني من الضحك مع أصدقائك مجدداً من دون أن تسارعي إلى الحمّام خلال ستة أسابيع تقريباً.