تفجير دموي داخل مسجد في كابول

أخوند زاده يُطالب باعتراف العالم بحكومة "طالبان"

02 : 00

سيارة إسعاف تنقل مصابين جراء التفجير في كابول أمس (أ ف ب)

فيما لم تعترف أي دولة رسميّاً بالنظام الثيوقراطي الذي أسّسته "طالبان" بعدما استولت على السلطة في آب الماضي، وأعادت فرض حكم إسلامي متشدّد يستبعد النساء بشكل متزايد من الحياة العامة، طالب القائد الأعلى لـ"طالبان" هبة الله أخوند زاده مجدّداً المجتمع الدولي أمس بالاعتراف بحكومة "طالبان"، معتبراً أن العالم تحوّل إلى "قرية صغيرة" ومن شأن إقامة علاقات ديبلوماسية مناسبة أن يُساهم في حلّ مشكلات البلاد.

وفي رسالة مكتوبة قبيل عطلة عيد الفطر، لم يأتِ أخوند زاده، الذي لم يظهر إلى العلن منذ سنوات ويعيش في عزلة في قندهار التي تُعدّ معقل "طالبان" الروحي، على ذكر المسائل العالقة التي تُثير التوتر مع المجتمع الدولي، بما في ذلك إعادة فتح المدارس الثانوية أمام الفتيات. وبدلاً من ذلك، قال إنّ على الاعتراف أن يأتي أوّلاً "ليكون بإمكاننا التعامل مع مشكلاتنا رسميّاً وضمن الأعراف والمبادئ الديبلوماسية".

وتابع: "نحن نحترم وملتزمون حيال كلّ الحقوق التي تكفلها الشريعة للرجال والنساء في أفغانستان"، مؤكداً أن الحكومة ملتزمة حرّية التعبير وفق "القيم الإسلامية"، بينما أُغلقت مئات المنصّات الإعلامية وتمّ حظر بث الموسيقى والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تظهر فيها النساء. وأوضح أن "لأفغانستان دورها في السلم والإستقرار العالميَيْن. وبناءً على هذه الحاجة، يتعيّن على العالم الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية".

ولم يتطرّق أخوند زاده إلى مسألة انعدام الأمن، لكنّه شدّد على أن أفغانستان نجحت في بناء "جيش إسلامي ووطني قوي"، إضافةً إلى "منظمة استخباراتية قوية". وتأتي رسالته في وقت هزّت فيه البلاد سلسلة انفجارات دموية تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" بعضها واستهدفت أقلية الهزارة الشيعية.

وفي هذا السياق، قُتِلَ 10 أشخاص جرّاء انفجار داخل مسجد للسنة في العاصمة الأفغانية أمس، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية، في إطار موجة هجمات جديدة ضربت البلاد خلال شهر رمضان.

وأظهرت مشاهد مروّعة نُشِرَت على مواقع التواصل الاجتماعي ناجين يهرعون خارج المسجد والبعض منهم يحمل ضحايا من بينهم أطفال. وشوهدت دماء على أرض حرم المسجد.

ويبدو أن الإنفجار استهدف أفراداً من الأقلية الصوفية كانوا يؤدّون شعائر بعد صلاة الجمعة، فيما نُقِلَ الجرحى في سيارات إسعاف إلى مستشفى في وسط كابول، حيث لم يسمح عناصر "طالبان" الموجودون في المستشفى للصحافيين بالدخول.

وأوضح أحد الناجين ويُدعى أحمد لوكالة "فرانس برس" أن "العديد من المصلّين كانوا في مسجد خليفة صاحب عندما دوّى الإنفجار"، مشيراً إلى أن "العديد من الضحايا طاروا من مكانهم".

وندّد منسّق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لأفغانستان رامز الأكبروف بالتفجير، معتبراً في بيان أن الإنفجار "ضربة موجعة أخرى لشعب أفغانستان الذي لا يزال يتعرّض لانعدام الأمن وللعنف".


MISS 3