البرلمان الأوروبي يُدين التدخّل التركي في سوريا

ترامب: ليتسلّم الأكراد المواقع النفطيّة

04 : 08

تشييع ثلاثة عناصر من "قسد" قُتِلوا خلال معارك رأس العين في القامشلي أمس (أ ف ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنّه "استمتع" بالاتصال الهاتفي الذي أجراه مع القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، موضحاً أنّ الأخير يُقدّر ما فعلته واشنطن معهم كما يُقدّر ترامب ما فعله الأكراد. وتابع: "ربّما حان الوقت ليتسلّم الأكراد المواقع النفطيّة في المنطقة"، فيما أعلنت "قسد" دعمها للاقتراح الألماني القاضي بنشر قوّات دوليّة لإقامة "المنطقة الآمنة" في شمال شرقي سوريا، حيث بدأ تطبيق الاتفاق الروسي - التركي، الذي أعقب شنّ أنقرة هجوماً عسكريّاً واسعاً ضدّ المقاتلين الأكراد.

وقال عبدي للصحافيين في مدينة القامشلي: "هناك مشروع بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا حول مبادرة جديدة تحدّ من التعدّيات وهجوم الدولة التركيّة، ويهدف إلى تموضع قوّات دوليّة في المنطقة الآمنة"، موضحاً أن المشروع "لم يتبلور بشكل كامل ويحتاج إلى دعم أميركي وروسي"، مضيفاً: "ما زال في طور المناقشة، نحن من جهتنا نُطالب بذلك ونُوافق عليه"، في حين دان البرلمان الأوروبي التدخّل التركي في شمال شرقي سوريا، ودعا أنقرة إلى سحب كامل قوّاتها من هذه المنطقة. وفي القرار الذي تمّ التصويت عليه برفع الأيدي، اعتبر البرلمان أن التدخّل العسكري "يُمثل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي ويُقوّض الاستقرار والأمن في المنطقة برمّتها".

كما رفض النوّاب الأوروبّيون فكرة إقامة "منطقة آمنة"، وأكّدوا تضامنهم مع الشعب الكردي. وأعربوا أيضاً عن مخاوفهم من عودة ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي. وطلب النوّاب من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي اتخاذ "سلسلة عقوبات محدّدة ووقف اصدار تأشيرات لمسؤولين أتراك كبار". وجاء في بيان البرلمان كذلك: "يعتبر النوّاب أنّه من غير المقبول أن يستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللاجئين سلاحاً لابتزاز الاتحاد الأوروبي"، في وقت سخر أردوغان من الاتحاد القلق من تدفّق أعداد جديدة من المهاجرين السوريين من تركيا، مهدّداً بأنّه "سيفتح الأبواب عندما يحين الوقت". وأوضح أن الجيش التركي والفصائل السوريّة الموالية له تقوم بتمشيط المنطقة التي احتلّتها في شمال سوريا. وحذّر قائلاً: "إذا ظهر إرهابيّون أمامنا خلال هذه العمليّة، فإنّ سحقهم سيكون حقاً طبيعيّاً لنا".

وفي هذا الصدد، انسحبت "قسد" من مواقع عدّة في شمال شرقي سوريا، تطبيقاً لاتفاق أبرمته موسكو وأنقرة مكّنهما من فرض سيطرتهما مع دمشق على مناطق كانت تابعة للإدارة الذاتيّة الكرديّة. وأشار "المرصد السوري" إلى أن "قسد" انسحبت من 6 نقاط بين الدرباسيّة وعامودا في ريف الحسكة عند الشريط الحدودي مع تركيا، بينما لا تزال القوّات الكرديّة تحتفظ بمواقع جنوب الدرباسيّة. بالتوازي، سيّرت روسيا دوريّة في منطقة عامودا أمس، ضمّت مدرعتَيْن رفعتا العلم الروسي بعد وصولهما إلى مطار مدينة القامشلي. ورافق الدوريّة مقاتلون من قوّات الأمن الكرديّة (أسايش).

ويتعيّن على الشرطة العسكريّة الروسيّة وحرس الحدود السوري، بموجب الاتفاق الذي تمّ توقيعه في سوتشي، تسهيل انسحاب "قسد"، التي تُعدّ الوحدات الكرديّة عمودها الفقري وتضمّ أيضاً وحدات سريانيّة وعربيّة، مع أسلحتها من المنطقة الحدوديّة، خلال مهلة 150 ساعة، تنتهي الثلثاء. وأفاد المرصد عن اشتباكات اندلعت بين "قسد" وفصائل سوريّة موالية لأنقرة قرب بلدة تل تمر في الحسكة وفي ريف تل أبيض في محافظة الرقة شمالاً، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركيّة أن خمسة جنود أتراك أصيبوا بجروح في هجوم على دوريّة للجيش التركي في مدينة رأس العين "عبر طائرة مسيّرة وقذائف هاون وأسلحة خفيفة". وهذا الهجوم، الذي نسبته أنقرة إلى القوّات الكرديّة، هو الأوّل من نوعه منذ بدء تسيير دوريّات مشتركة لجنود روس وسوريين.

وفي غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من أن تركيا "تسير في الاتجاه الخاطئ" من خلال توغلها العسكري في سوريا واتفاقها مع روسيا على تسيير دوريّات مشتركة في "المنطقة الآمنة" هناك. ورأى خلال مؤتمر صحافي في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء دفاع "حلف شمال الأطلسي" أن "تركيا تضعنا جميعاً في وضع رهيب".