يجب على الثورة أن تركّز على المطالب الإجتماعية وأن يوحّد الخطاب وينشد العدالة الإجتماعية والأمور المعيشية. ففي اللحظة التي سيأخذوننا فيها إلى مرحلة نعيد فيها خطاب 8 و14 آذار سنضعف كثيراً. يطالب المسؤولون بتشكيل قيادة للثورة لأنه وفي اللحظة التي ستشكل فيها قيادة ستنشب الخلافات حول المطالب وبين المجموعات. ولحظة يفاوضون القيادة ينزعون الشرعية عن الشارع ويضعونها بأشخاص، لا يمكن تمثيل لحظة الإجتماع الجامعة بأحد. عملياً الاحتجاجات تتحدث عن نفسها. وأمام الثورة مسار وتحدٍّ باختيار وفرز قيادات في ما بعد، وتفاوض على حقوقها في مختلف المجالات.
بالنسبة لاحتمال استخدام العنف فهذا النظام مبني على مسألتين: السيطرة على مؤسسات الدولة، والعنف. وليس المقصود بالعنف سلاح "حزب الله" فحسب وإنما العنف اليومي واللفظي ومواكب السياسيين والتوظيف ولقمة العيش. قد يستخدم هذا العنف ضد الشعب. أما مواجهته فتكون بتشكيل شبكة أمان وبأن لا يعزل المواطنون أنفسهم وبالنشاطات السلمية والفرح والابتعاد عن العنف، وبأن يبقوا في الأماكن العامة، فالمواجهة أبعد من انتقاد السلطة إنما ايضاً إعادة انتاج مجتمع متضامن.
*جميل معوض
أستاذ في العلوم السياسية
