إتفاق "دفاع وحماية" بين بريطانيا والسويد

أوكرانيا: واشنطن تتحدّث عن "أسابيع حاسمة"

02 : 00

من آثار القصف الروسي على إحدى البلدات في شرق البلاد أمس (أ ف ب)

مع بطء التقدّم الميداني الروسي في شرق أوكرانيا وجنوبها، برز بالأمس إعلان مسؤول محلّي موالٍ لموسكو أن السلطات التي أقامتها القوّات الروسية في منطقة خيرسون المحتلّة ستطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّ المنطقة إلى روسيا، في وقت رأى فيه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي أمس أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في أوكرانيا، محذّراً من أنه لا يُمكن توقع ما إذا كانت موسكو ستلجأ للأسلحة النووية بعدما بدأت بالفعل الاستعانة بصواريخ فرط صوتية.

وأوضح مساعد المسؤول عن الإدارة العسكرية - المدنية في خيرسون كيريل ستريموسوف أنه "سيكون هناك طلب (موجّه إلى الرئيس الروسي) لضمّ منطقة خيرسون كجزء كامل من الاتحاد الروسي"، في حين اعتبر المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن سكان خيرسون عليهم تقرير مصيرهم، لكن مثل هذه القرارات بحاجة لأساس قانوني واضح، مثلما حدث في القرم، في وقت قُتِلَ فيه شخص وأُصيب 3 آخرون في قصف مصدره أوكرانيا طاول جنوب غرب روسيا، وفق ما أفاد حاكم منطقة بيلغورود المستهدفة فياتشيسلاف غلادكوف.

ميدانيّاً، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل فيديو أن قوات بلاده تطرد المحتلّين تدريجاً من خاركوف، فيما كتبت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على "فيسبوك: "حُرّرت بلدات تشيركاسي تيتشكي وروسكي تيتشكي روبيجني وبيرق"، موضحةً أنه "بذلك أُبعد العدو إلى مسافة أكبر عن خاركوف وبات لدى المحتلّين إمكانيات أقلّ لضرب مركز المنطقة". لكنّها تحدّثت عن ارتفاع حدّة القصف في منطقة خاركوف.

وفي جنوب شرق البلاد، قصفت القوات الروسية بكثافة مجدّداً مصانع الصلب في "آزوفستال" في ماريوبول حيث لا يزال يختبئ مئات الأوكرانيين من عسكريين ومدنيين، بينما طلبت السلطات المحلّية في مدينة سلوفيانسك بشرق أوكرانيا من السكان الحدّ من الخروج لأقلّ قدر ممكن وإغلاق نوافذ المنازل لأنّ القصف الروسي ألحق أضراراً بمستودع لتخزين نيترات الأمونيوم يقع في منطقة كراماتورسك، ما دفع مراقبين إلى التحذير من حصول كارثة في حال انفجر مخزون النيترات كما حصل في مرفأ بيروت.

توازياً، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز أن أوكرانيا قد تُعاني من تداعيات الحرب الروسية "لمئة عام" بسبب الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في عدد من المدن، مؤكداً أن الدول الحليفة ستُساعدها على إعادة الإعمار، فيما لا تزال ألمانيا تُعاني من جرّاء القنابل غير المنفجرة التي غالباً ما تُكتشف في مواقع بناء، بعد 77 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفي جرعة دعم أميركية جديدة، أقرّ مجلس النواب الأميركي الثلثاء مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار، في خطوة تأتي بعد أن حذّر الرئيس جو بايدن من أنّ الأموال المخصّصة لمساعدة كييف على مواجهة الغزو الروسي ستنضب على الأرجح في غضون أيام.

ووافق النواب بغالبية 368 صوتاً مقابل 57 على هذه الحزمة الهائلة من المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية، والتي اتّفق الحزبان على تفاصيلها مسبقاً. ويتعيّن على مجلس الشيوخ أن يحذو حذو مجلس النواب ويقرّ هذا النصّ لكي يوقّعه بايدن قانوناً نافذاً. ومن المتوقّع أن يُصوّت مجلس الشيوخ على هذا النصّ بحلول نهاية هذا الأسبوع أو في الأسبوع المقبل.

ديبلوماسيّاً، دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي من واشنطن الولايات المتحدة وروسيا إلى الموافقة على الجلوس حول "طاولة السلام" نفسها لإيجاد مخرج من الحرب في أوكرانيا، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الحفاظ على التواصل مع بوتين لإنقاذ الأرواح في أوكرانيا والاستعداد للسلام، حتّى وإن كانت لا تلوح تسوية في الأفق في الوقت الراهن.

وفي غضون ذلك، انخفض حجم الغاز الروسي الذي يمرّ عبر أوكرانيا إلى أوروبا، للمرّة الأولى منذ بدء الغزو الروسي، بعد توقف خط أنابيب غاز يربط بين روسيا وأوكرانيا، ما أدى إلى انخفاض كمّية الغاز الواصل إلى ألمانيا بنسبة 25 في المئة أمس مقارنةً مع الثلثاء، إلّا أن الإمدادات إلى ألمانيا بالمجمل مضمونة إذ "تُعوّض زيادة الإمدادات من النروج وهولندا الكميات المتأثّرة"، بحسب الوكالة الحكومية الألمانية المسؤولة عن الطاقة.

وكان لافتاً بالأمس إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيرته السويدية ماغدالينا أندرسون إبرام إتفاق دفاع وحماية متبادلة في حال وقوع عدوان، قبل قرار السويد في شأن الانضمام إلى "حلف شمال الأطلسي". وقال رئيس الحكومة البريطانية خلال مؤتمر صحافي مشترك في السويد: "إذا تعرّضت السويد للهجوم وتطلّعت إلينا للحصول على الدعم فسنُقدّمه لها". ومن المتوقع أن يوقع جونسون إتفاقاً مماثلاً في هلسنكي. وستتّخذ السويد وفنلندا قراراً في الأيام المقبلة في شأن الانضمام إلى "الأطلسي".


MISS 3