خلافاً للعادة في الدورات السابقة، شهدت مراكز السراي الشمالية أمس منذ الصباح إقبالاً كثيفاً للموظفين المكلّفين بإدارة الأعمال الإنتخابية من أجل التصويت، رأى فيه المطّلعون على المجريات الإنتخابية مؤشراً ليوم الأحد حيث سيشهد إقبالاً واسعاً خلافاً للدعوات إلى المقاطعة.
فعند الساعة السابعة صباحاً انطلقت العملية الإنتخابية لانتخابات رؤساء الأقلام والكتبة من الموظفين في سراي حلبا - عكار وفي سراي طرابلس وكانت المحافظات والقائمقاميات قد أجرت كل الترتيبات اللازمة لذلك. نسبة الإقتراع المرتفعة التي بلغت عند الساعة الثالثة من بعد الظهر 60% في عكار و55% في طرابلس سجلت تقدماً كبيراً قبل إقفال الصناديق.
نواب اللوائح المشتركة، فرّقتهم أمس الأصوات التفضيلية، فانبرت الماكينات الإنتخابية إلى تجيير أصوات الأساتذة والموظفين باتجاهها. بعضهم زار السراي في منطقته للإطلاع على سير العملية الإنتخابية من المحافظين، مع الإشارة إلى أن بعض الأساتذة لم تكن أسماؤهم موجودة على لوائح الشطب المعلّقة على جدران السراي على الرغم من أنهم مكلفون بأعمال الإنتخابات الأحد. محافظ عكار عماد لبكي قال صباحاً إن «الإقبال إلى الآن جيد ونحن لا زلنا في بدايات النهار. من جهتنا كمحافظة عكار قمنا بكل الإجراءات الإدارية المطلوبة لتسهيل الإقتراع للموظفين. الأقلام الأربعة مجهزة والعملية الإنتخابية تجري بكل شفافية وديمقراطية». واعتبر أن «نسبة الإقتراع اليوم قد تكون مؤشراً لانتخابات يوم الأحد التي أعددنا لها خطة كاملة لتنظيم السير واستلام الصناديق من قبل رؤساء الأقلام، وتضمن هذه الخطة سير الأمور والعملية الإنتخابية بشكل مريح ومنظّم».
كذلك أشار لبكي إلى التعاون التام من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات المنطقة جميعها، وأن مهمّة المحافظة هي تحديد نسبة الإقتراع واحتساب الأصوات وتسليم الصناديق بعد ختمها وتنظيم محضر بالنتيجة إلى مصرف لبنان مع مواكبة أمنية.
من جهته قال المتحدث باسم LADE جورج رزق أنه بمجرد انطلاق العملية الإنتخابية على هذا النحو فهذا أمر إيجابي، أما لجهة بعض المخالفات فقد تم تسجيل عدم الوعي الكامل من رؤساء الأقلام للعملية الإنتخابية وهذا عائد لقلة التدريب في هذا المجال. كما لاحظنا أن المنتخبين اليوم هم رؤساء أقلام والقسم الأكبر منهم يجهل أساسيات العملية الإنتخابية».
مؤشرات الأحد المقبل في طرابلس تتحدث عن معركة إنتخابية حامية وجديد تطوراتها توجيه الرئيس نجيب ميقاتي أصوات قاعدته الشعبية باتجاه سليمان عبيد وعلي درويش وجلال البقار على لائحة «للناس»، وهو ما كان واضحاً منذ البداية بأن ميقاتي سيكتفي بمرشحيه أو جزء منهم ويترك باقي المرشحين (يدبروا حالن). وجديد الإنتخابات الطرابلسية أيضاً، ظهور خلاف مضمر داخل لائحة «التغيير الحقيقي» بين «الجماعة الاسلامية» ومرشحها عزام الأيوبي والمرشح إيهاب مطر على خلفية اتهام الجماعة لمطر بالعمل على تأمين الحاصل له على حساب باقي المرشحين على اللائحة، وبأن مطر رئيس اللائحة يعمل بشكل منفرد ويريد الصوت التفضيلي لإيصال نفسه بمعزل عن اللائحة ومرشحيها. أعضاء على لائحة «التغيير الحقيقي» أشاروا إلى أن مطر استقدم لنفسه ماكينة إعلامية خاصة من بيروت تروّج له دون باقي مرشحي اللائحة وكأنه مرشح منفرد في نظام يعتمد على اللوائح.
